كتب – عامر بن عبدالله الأنصاري تصوير – فيصل البلوشي مسقط في 22 ديسمبر/ احتفلت الهيئة العامة للطيران المدني اليوم الخميس بتدشين "مركز مسقط للمراقبة الجوية"، والذي تجاوز تكلفته 25 مليون ريال عماني، حسبما أكد سعادة محمد بن ناصر الزعابي الرئيس التنفيذي للهيئة. مشيرا إلى أن المركز أحد ثمار مشروع ضخم يتواصل تنفيذه لتطوير قطاع الطيران المدني بالسلطنة حيث تحقق عند تدشين مركز مسقط للمراقبة الجوية عدد من الاهداف الإستراتيجية ، أهمها القدرة على مواكبة النمو في حركة الطيران و رفع الطاقة الاستيعابية للمجال الجوي العماني و تعزيز مستوى سلامة و أمن الطيران و تطوير القدرات الوطنية وفقا للمتطلبات الوطنية و متطلبات المنظمة الدولية للطيران المدني من حيث سلامة وانتظام الحركة الجوية والمحافظة على البيئة. 1500 طائرة وتابع سعادته: "بتشغيل هذا المركز المتطور ترفع السلطنة من كفاءة خدمات الملاحة الجوية المقدمة لأكثر من 1500 طائرة تستخدم المجال الجوي العماني يومياً، والتي يتواصل إزدياد أعدادها بمعدل نسبة زيادة تصل إلى 11% سنويا نظراً لما يتميز به المجال الجوي العماني من عوامل جذب و أهمية في منطقة الشرق الأوسط من حيث موقعه الفلكي وحيوية مساراته التي تربط بين أهم مطارات العالم في كل من أستراليا و آسيا والشرق الأوسط و أوروبا و أفريقيا إضافة الى نوعية الخدمات التي يقدمها". كوادر وطنية وأضاف الزعابي: "يمثل افتتاح مركز المراقبة الجوية الجديد إضافة هامة لخدمات الملاحة الجوية في السلطنة و الشرق الأوسط، حيث انه يزخر بعدد من الأنظمة الحديثة التي تتكامل فيما بينها لتقديم خدمات عالية الكفاءة و من أهمها نظام ادارة الحركة الجوية الذي وضع مواصفاته كوادر وطنية و طورته شركة "إندرا سيستيمس" الإسبانية ، و من ثم تضافرت الجهود بين الشركة المطورة مع جهود كوادرنا الوطنية في مئات من ساعات العمل لإخضاع النظام للتجارب و الاختبارات الدقيقة تبعتها أعمال التركيب و الفحص و تقييم سلامة و كفاءة الأجهزة لنشهد اليوم تتويج نجاح هذه الجهود بإفتتاح المركز". نقلة نوعية أقيم الاحتفال بمقر الهيئة العامة للطيران المدني، برعاية معالي الدكتور يحيى بن محفوظ المنذري رئيس مجلس الدولة، والذي قال بهذه المناسبة: "مركز مسقط للمراقبة الجوية، بهذه النقلة النوعية، وضعت عمان على الخارطة العالمية، وتبوأت السلطنة في الملاحة الجوية مكانة مرموفة خاصة إذا ما شاهدنا التقنيات العالية التي يحتويها المركز، والجهود التي بُذلت في إنشاءه، والكادر العماني المشرف عليه، حقيقة شيء يثلج الصدر، ويؤكد أن الشباب العماني قامة، فهم من ساهموا وبشكل أساسي في اعداد هذا المركز". وأشار المنذري أن التطور الذي تشهده السلطنة في المجال الجوي أمر ضروري، إذ أن الاحصائيات تشير إلى عبور أكثر من 1500 طائرة على اجواء السلطنة بشكل يومي، مشيرا إلى أن هذا الامر يتطلب الكثير من الدقة والتطور والكفاءات التي تتوفر بالسلطنة اليوم. انجازات النهضة وبدوره قال معالي الدكتور أحمد بن محمد الفطيسي وزير النقل والاتصالات: "المركز انجاز كبير يضاف إلى أجمالي انجازات النهضة المباركة وترقية كبيرة جدا في قطاع الملاحة الجوية والحمد لله استطعنا أن ننشئ مركزا يفخر به كل أبناء السلطنة". وأضاف: "الاجهزة المزودة في المركز من أرقى وأحدث الاجهزة في العالم، وهنا يجب أن نشيد بالجهود الكبيرة التي بذلها الكادر العماني في تحقيق هذا المنجز، بداية من تصنيع هذه الاجهزة ومراحل الخضوع للتجارب العملية عليها بمشاركة الكادر العماني ومصنعي تلك الاجهزة، فلهم كل الشكر والتقدير على تلك الجهود التي تساهم في الحفاظ على سلامة الحركة الجوية على مستوى العالم". 10 ملايين راكب حضر الحفل عدد من أصحاب المعالي والسعادة ورؤساء الهيئات العربية للطيران المدني ودول العالم، كما كانت هناك كلمة لمحمد خليفة رحمة المدير الاقليمي في الشرق الاوسط للمنظمة الدولية للطيران المدني "إيكاو"، قال فيها: "إن الشبكة الدولية للنقل الجوي تنقل حوالي 10 ملايين راكب يوميا على متن 100 الف رحلة، ففي عام 2015 تم نقل 3.5 مليار مسافر على متن 35 مليون رحلة، ومن المتوقع أن يتضاعف هذا العدد عام 2030، وبالمقابل سجل عام 2015 أقل معدل للحوادث على الاطلاق". وتابع: "يأتي افتتاح مركز مسقط للمراقبة الجوية امتدادا لدور السلطنة في ربط الخريطة الجوية العالمية فوق هذا البقعة الحيوية من عالمنا العربي، ويعد حدثا يفتخر به كل عماني وكل عربي". مميزات المركز ويتميز مركز مسقط للمراقبة الجوية بإمكانيات تقنية متطورة عديدة، منها على سبيل المثال لا الحصر، القدرة على تبادل بيانات و معلومات الطيران بشكل آلي و مباشر مع مراكز المراقبة الجوية في الدول المجاورة عوضاً عن وسائل الإتصالات التقليدية محققاً بذلك جودة و دقة في المعلومات المتبادلة، وتوفير أدوات الإنذار المبكر للمراقبين الجويين لتحديد مخاطر السلامة بين الطائرات محققاً بذلك تطورا نوعيا في الحفاظ على سلامة الطيران، كما يتفرد المركز في إستخدامه لشاشات بحجم 56 بوصة يعمل عليها كل موطف على حدة، تستخدم لاول مرة في العالم تعرض جميع معطيات الحركة الجوية، و بالتوازي مع التطوير في الأنظمة، أطلقت الهيئة في مراحل مبكرة من هذا المشروع برنامج عمل لنقل المعرفة و تطوير القدرات الوطنية في الجوانب التشغيلية و الهندسية حيث استثمرت في رأس مالها البشري بغية تطوير كوادر قادرة على تشغيل المركز و تحمل مسؤولية صيانته و حققت في هذا الجهد نجاح منقطع النظير.