القاهرة، «العمانية»: ترصد الرواية الجديدة للدكتور عمر فكري الصادرة عن دار العلوم العربية، ما فعله القرامطة بالحجر الأسود وبالمصلّين في الحرم المكّي، عندما هاجموا الكعبة وقتلوا الناس بلا رحمة. وجاء في كلمة ناشر الرواية التي تحمل عنوان «الحجر»، إن بعض أحداثها حقيقية، وكذلك بعض شخوصها، أما بقية الأحداث والشخصيات فهي من خيال الكاتب. ويقول المؤلف إنه من الصدفة البحتة أن البداية التاريخية للرواية ترصد خلفية للأحداث المعاصرة التي ينتظرها القارئ للسياحة التاريخية بين عصر القرامطة في القرن العاشر وعصر الضابط البريطاني الذي سرق قطعة من الحجر الأسود في القرن التاسع عشر، وتتجول القطعتان بعدها عبر القرون بين أيدٍ مختلفة لتصلا في النهاية إلى يد تاجر وزعيم كبير في مافيا التهريب. ويشير إلى أن الرواية تنتهي بمفاجأة حقيقية، وهي وجود بعض قطع الحجر الأسود في تركيا، وأن الرواية توثّق أحداثها من خلال بعض المراجع التي تشير للمجهود المخلص الذي بُذل في استرجاع وتوثيق معلومات تاريخية عن الحجر الأسود وتعطي إيحاء للقارئ بأن أحداث الرواية وقعت بالفعل. وتدور أحداث الرواية حول مهندس الحاسب الآلي المصري «ناجي»، الذي سافر لنيل درجة الدكتوراه من اليابان، وعمل وكيلًا لشركة يابانية تنجز مشروعًا في الحرمين الشريفين، وباعتباره مسلمًا ومتخصصًا في مجال عمل الشركة، استفاد من متابعة أعمالها داخل الحرم المكي الشريف، كونه غير مسموح لغير المسلمين بدخول مكة، وعاد «ناجي» إلى مصر، لتلتفّ حوله عصابة للتهريب تعمل لحساب تاجر آثار بإيطاليا يدعى «ماركو فيتال»، لديه قطعتان مسروقتان من الحجر الأسود ويريد إرجاعهما للسلطات السعودية عن طريق التفاوض المباشر وقبض الثمن، ويطلب من «ناجي» التعاون معه لإتمام صفقة الإرجاع. ثم تبحر الرواية في أحداث متلاحقة وسرد يتنوع بين التاريخي والحدثي والمعلوماتي بخلفية شيقة تربط التوثيقي بالحدثي، سواء عن بطلها، أو عن أساليب عصابة التهريب وعالمهم المخالف للقوانين، وما يكتنفه من تفاصيل خفية. وتذكّر الرواية القارئ بما حدث سنة 317 هـ، حينما أغار القرامطة وكان يقودهم أبو طاهر سليمان القرمطي الجنابي على مكة يوم التروية والناس محرمون، فقتل الحجيج حول الكعبة وفي جوفها، وردم زمزم، كما قتل غيرهم في سكك مكة وما حولها، وكانوا زهاء ثلاثين ألفًا من الحجيج، وسلب كسوة الكعبة وجردها، وأخذ بابها وحليتها وقبة زمزم، وجميع ما كان فيها من آثار الخلفاء والتي زينوا الكعبة بها، واقتُلع الحجر الأسود من موضعه، وأخذه إلى بلده «هحر»، وطلع رجل منهم البيت ليقلع الميزاب، فلما صار عليه سقط، فاندقت عنقه، فقال القرمطي: «لا يصعد إليه أحد»، فترك الميزاب، وبقي موضع الحجر من الكعبة خاليًا، وظل الحجر عند القرامطة 22 سنة إلا أربعة أيام، ثم ردوه إلى موضعه سنة 339هـ.