يمثل السكري ومضاعفاته عبئا على الخدمات الصحية. وهناك مضاعفات حادة لاضطراب كيمياء الدم وذلك بسبب زيادة عالية للسكر في الدم وزيادة الكيتون الحمضي ( Ketoacidosis ) مما يؤدي إلى حدوث غيبوبة وربما الوفاة. وقد يحدث انخفاض حاد في السكر مما يؤدي إلى غيبوبة نقص السكر وهي أيضا خطيرة وتؤثر مبكرا على المخ. ويجب توعية المريض بالأعراض المبكرة للغيبوبة السكرية وأن يحمل المريض بطاقة تعريفية بالمرض وكذلك قطعة من السكر أو الحلوى لتناولها عند بداية حدوث أعراض نقص السكر. والسكر يؤثر على الأوعية الدموية الكبيرة ويؤدي إلى تصلبها وضيقها فتؤثر على وصول الكميات الكافية من الدم إلى القلب والمخ والأطراف. والتعرض المزمن لارتفاع السكر بالدم يؤثر على الأوعية الدموية الصغيرة فيؤثر على العين وخاصة الشبكية ( مما يؤدي إلى فقدان البصر) والكلى ( مما يؤدي إلى الفشل الكلوي) والأعصاب مما يؤدي إلى الضعف الجنسي وفقدان الإحساس بالأطراف مما يسهل حدوث الجروح والتقرحات والالتهابات فيها لتؤدي إلى الغرغرينا وبتر القدم ويمثل السكر خطرا على الجنين و الحامل. وتزداد المضاعفات في وجود عوامل خطورة أخرى خاصة مع تقدم العمر مثل السمنة وارتفاع ضغط الدم و الكوليسترول والتدخين والحمل. ومن المتوقع أن ترتفع الإصابة بالسكري خلال عام 2017 . ويؤدي مرض السكرى الى مشاكل في حدة النظر وضعف البصر ويؤدي للعمى مما يكون له تداعيات اقتصادية ونفسية واجتماعية وأسرية وتعليمية، وهي تحد من الأنشطة اليومية والحركة وتؤدي إلى العجز والاعتماد على الآخرين. ولذالك فقد تم إطلاق المبادرة العالمية من منظمة الصحة العالمية « حق الرؤية بحلول عام 2020» ، والتي بدأت عام 1999م، وما شجع على اطلاق تلك المبادرة هو أن 60 - 75% من كل أنواع العمى في العالم خاصة في الدول النامية يمكن تجنبها. وأهم أسباب العمى : الكاتاركت وعيوب النظر الانكسارية (حوالي 60% من الأسباب)، التراكوما ونقص فيتامين أ وطفيل الفيلاريا، الشبكية السكرية والجلوكوما ( ارتفاع ضغط العين) ثم تآكل الشبكية والقرص البصري خاصة عند المسنين. وقد تمكنت السلطنة من تحقيق الهدف المنشود بالتخلص من التراكوما المسببة للعمى بحيث لم تعد تمثل مشكلة صحية عام 2008 والتأكيد علي عدم عودته كمسبب للعمى في عامي 2009 و2010. وتقدمت وزارة الصحة لمنظمة الصحية العالمية للحصول على شهادة لخلوها من التراكوما المسببة للعمى بحلول عام 2010م. ويجب أن تصل نسبة التغطية بالعلاج( الطبي والجراحي) الى 99% حسب توصيات منظمة الصحة العالمية للتخلص من العمى بسبب التراكوما. كما يتم إعطاء الطفل فيتامين «أ» بالفم في عمر 9 و18 شهراً مع برنامج التطعيمات للوقاية من نقص فيتامين أ .هذا بالإضافة إلي توفر وتحسن الخدمات الصحية الوقائية والعلاجية. ونخشى من زيادة أعداد المكفوفين لزيادة العمر المتوقع والتشيخ السكاني وانتشار الأمراض المزمنة المرتبطة بأنماط الحياة غير الصحية مثل السكري وارتفاع ضغط الدم وأيضاً الأمراض المزمنة المرتبطة بالشيخوخة والتي تصيب العين وكذلك زيادة الأمراض الوراثية والعيوب الخلقية عند الأطفال. 4- ارتفاع الدهون في الدم (ارتفاع الكوليسترول) : يتم تصنيع الكوليسترول في الكبد ومن المواد الغذائية خاصة الدهون المشبعة والتي توجد أساسا في الدهون الحيوانية. وزيادة الكوليسترول تؤدي إلى ترسبه في الطبقة الداخلية للأوعية الدموية وتؤدي إلى ضيقه وتصلبه فيقل تدفق الدم إلى الأعضاء خاصة القلب والمخ.