الديمقراطيون يستعدون لاختيار زعيم جديد - واشنطن - (رويترز): قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه يريد ضمان التفوق النووي الأمريكي، وذلك في مقابلة أجرتها رويترز أمس الأول. وقال ترامب أيضا إنه يريد ضمان أن تكون ترسانة الولايات المتحدة النووية هي «الأكثر تفوقا»، مشيرا إلى أن قدرات التسلح الأمريكية تراجعت. وقال الرئيس الأمريكي كذلك أن الصين يمكنها أن تزيل التحدي الذي تشكله كوريا الشمالية على الأمن القومي «بسهولة جدا إن هي أرادت ذلك»، مصعدا الضغط على بكين لممارسة نفوذ أكبر لكبح جماح تصرفات تعتبر أكثر عدائية من جانب بيونج يانج. كما عبر ترامب عن تأييده للاتحاد الأوروبي كهيئة حاكمة وقال «أنا مؤيد له تماما». وسئل ترامب عن تغريدة كتبها على تويتر في ديسمبر وقال فيها إنه لا بد للولايات المتحدة أن تعزز بقوة قدرتها النووية وتوسعها «إلى أن يحين ذلك الوقت الذي يعود فيه العالم إلى رشده فيما يتعلق بالقوة النووية». وصرح ترامب في أول تصريحاته عن الترسانة النووية لبلاده منذ توليه الرئاسة في 20 يناير بأنه يود أن يرى عالما بلا أسلحة نووية لكنه عبر عن قلقه لأن الولايات المتحدة «تراجعت من حيث قدرات الأسلحة النووية». وقال «أنا أول من يود... ألا يملك أحد أسلحة نووية. لكننا لن نتأخر أبدا عن أي دولة حتى وإن كانت دولة صديقة. لن نتخلف أبدا في مجال القوة النووية. «سيكون من الرائع.. سيكون حلما ألا تمتلك أي دولة أسلحة نووية لكن إن كانت هناك دول ستمتلك أسلحة نووية فسنكون الأكثر تفوقا». وتشير بيانات جماعة (بلاوشيرز فاند) المناهضة للتسلح النووي إلى أن لدى روسيا 7300 رأس حربي ولدى الولايات المتحدة 6970 رأسا. وقال داريل كيمبول المدير التنفيذي لجماعة (آرمز كونترول أسوسييشن) وهي جماعة مستقلة داعية للحد من التسلح ولا تسعى للربح «تاريخ الحرب الباردة يبين لنا أن ما من أحد يكون «الأكثر تفوقا» فيما يتعلق بسباق التسلح وسياسة حافة الهاوية النووية» . وأضاف «لدى روسيا والولايات المتحدة حتى الآن أسلحة أكثر بكثير مما هو مطلوب لردع أي هجوم نووي من جانب الآخر أو من جانب بلد آخر مسلح نوويا». وتلزم المعاهدة الجديدة للحد من الأسلحة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة وروسيا والمعروفة باسم (نيو ستارت) البلدين بالحد من ترسانتيهما النووية لمستويات متساوية بحلول الخامس من فبراير 2018 ولمدة عشر سنوات. وتسمح المعاهدة للبلدين بامتلاك ما لا يزيد عن 800 من قاذفات الصواريخ الباليستية العابرة للقارات المنشورة أو غير المنشورة على البر وتلك التي يمكن إطلاقها من غواصات ومن القاذفات الثقيلة المجهزة لحمل أسلحة نووية كما تضع حدودا متساوية لأسلحة نووية أخرى. وتساءل محللون عما إذا كان ترامب يريد أن يلغي نيو ستارت أو سيبدأ في نشر رؤوس حربية أخرى. وفي المقابلة وصف ترامب معاهدة نيو ستارت بأنها «صفقة منحازة»، وتابع قائلا «إنها مجرد اتفاق سيء آخر أبرمته بلادنا سواء ستارت أو اتفاق إيران... سنبدأ في عقد اتفاقات جيدة». والولايات المتحدة في منتصف عملية تحديث تتكلف تريليون دولار على مدى 30 عاما للغواصات المتقادمة المزودة بأسلحة باليستية وللقاذفات والصواريخ الموضوعة على البر وهي تكلفة يقول معظم الخبراء إن لا طاقة لها بها. وشكا ترامب أيضا من نشر روسيا صاروخ كروز على البر في انتهاك لمعاهدة أبرمت عام 1987 تحظر الصواريخ الأمريكية والروسية متوسطة المدى التي تطلق من البر. وقال «هذه مسألة مهمة بالنسبة لي». ولدى سؤاله عما إذا كان سيثير الأمر مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال إنه سيفعل ذلك «إذا التقينا». وقال إن جدول أعماله لم يشمل بعد اجتماعات مع بوتين. وعبر ترامب في الحديث الذي دار في المكتب البيضاوي عن قلقه البالغ إزاء تجارب الصواريخ الباليستية التي تجريها كوريا الشمالية وقال إن تسريع نظام للدفاع الصاروخي لدى اليابان وكوريا الجنوبية حليفتي الولايات المتحدة واحد من بين خيارات كثيرة متاحة. وحين سئل عن نظام الدفاع الصاروخي قال «تدور نقاشات عما هو أكثر بكثير من ذلك... سنرى ماذا سيحدث. لكن هذا موقف خطير جدا والصين يمكنها أن تنهيه بسرعة في رأيي». من جهة أخرى، أثنى أقرب مستشاري دونالد ترامب أمس الأول على التفاف المحافظين حول الرئيس الجديد، معلنا ولادة «قومية اقتصادية» جديدة في الولايات المتحدة. وقال ستيف بانون مستشار الظل المقل في التصريحات العلنية، متحدثا خلال انعقاد المؤتمر المحافظ السنوي للعمل السياسي قرب العاصمة الفدرالية الأمريكية «إن نظاما سياسيا جديدا ينبثق»، وتابع بانون أمام المؤتمر «سواء كنتم شعبويين أو ليبرتاريين أو قوميين اقتصاديين، لدينا آراء واسعة ومتباعدة أحيانا... لكن جوهر قناعاتنا هو أننا أمة قبل أي شيء آخر، وليس اقتصادا مندرجا ضمن الاقتصاد العالمي بحدود مفتوحة». وتابع بانون الذي كان يدير موقع «برايتبارت» الإخباري قبل أن يتولى قيادة حملة المرشح الجمهوري في أغسطس الماضي «إننا ثقافة وسبب وجود، وأعتقد أن هذا ما يوحدنا». وتوقع أن «يكون كل يوم معركة» فيما يطبق الرئيس اجندته. وبعد الهزيمة الكبرى التي لحقت بهم في الانتخابات الرئاسية العام الماضي، يجتمع الديموقراطيون اليوم لاختيار زعيم جديد لهم يقودهم في معركتهم ضد الرئيس دونالد ترامب والجمهوريين. ومستقبل الحزب الديمقراطي نفسه على المحك في وقت تستعد المعارضة الديموقراطية لانتخابات حاسمة عام 2018 في منتصف الولاية الرئاسية، والأنظار متجهة منذ الآن إلى استحقاق 2020. وأبرز المتنافسين لرئاسة اللجنة الوطنية الديمقراطية توم بيريز المتحدر من أمريكا اللاتينية، وهو يحظى بتأييد القادة الديمقراطيين وكان وزيرا للعمل في عهد الرئيس الديمقراطي السابق باراك أوباما، وكيث إيليسون، وهو مسلم أسود ينتمي إلى الجناح التقدمي من الحزب وترك المجال مفتوحا أمام احتمال الدفع في اتجاه بدء آلية لإقالة الرئيس. واشتدت المنافسة ولا سيما بعد انسحاب أحد المرشحين، رئيس الحزب الديمقراطي في ولاية كارولاينا الجنوبية جامي هاريسون أمس الأول وإعلان تأييده لبيريز، مع اقتراب موعد انعقاد اجتماع للجنة الوطنية الديمقراطية في أتلانتا بولاية جورجيا لاختيار رئيسها.