تنظيم «داعش» ينحر «8» مدنيين في قضاء الحويجة - بغداد ـ عمان ـ جبار الربيعي-(رويترز) - استعادت القوات العراقية التي تقاتل لطرد «داعش» من غرب مدينة الموصل أمس المبنى الحكومي الرئيسي في المدينة وفرع البنك المركزي والمتحف الذي دمر المتشددون تماثيل وقطعا أثرية فيه قبل ثلاث سنوات. ودمرت المباني الحكومية في الموصل ولم يستخدمها التنظيم المتشدد غير أن السيطرة عليها ما زالت تمثل نصرا رمزيا في معركة استعادة آخر معقل لـ «داعش» في العراق. وقال المقدم عبد الأمير المحمداوي المتحدث باسم قوة الرد السريع التابعة لوزارة الداخلية إن فريقا تابعا للقوة اقتحم مبنى محافظة نينوى والمجمع الحكومي الليلة الماضية. كما استعادت القوات العراقية السيطرة على مبنى كان يضم المحكمة الشرعية الرئيسية للتنظيم المعروفة بأحكامها المتشددة مثل الرجم والرمي من شاهق وقطع الأيدي. وقال المحمداوي «قتلوا العشرات من داعش» في الهجوم الذي استغرق أكثر من ساعة. ونهب المتشددون فرع البنك المركزي عندما سيطروا على الموصل في 2014 وصوروا مقاطع فيديو لأنفسهم وهم يدمرون تماثيل وقطعا أثرية. وتوجه رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إلى الموصل لزيارة الجنود المشاركين في العملية العسكرية. وقال العبادي للتلفزيون العراقي عند وصوله للموصل «لا محالة من هزيمة داعش والعراقيون سيخرجون مرفوعي الرأس من هذه المعارك.» وتمهد الانفراجة الطريق أمام هجوم القوات المدعومة من الولايات المتحدة على المتشددين في مدينة الموصل القديمة وهي المرحلة الأكثر تعقيدا في العملية المستمرة منذ خمسة أشهر تقريبا بسبب ازدحام المنطقة بالسكان وضيق شوارعها.وينخرط المسلحون بين المدنيين في هذه المناطق. وتقدر منظمات إغاثة أن حوالي 750 ألف شخص كانوا يعيشون في غرب الموصل عندما بدأت العملية العسكرية على هذا الجزء من المدينة في 19 فبراير الماضي. ويشارك في العملية العسكرية بالموصل حوالي 100 ألف جندي عراقي ومقاتلون من البشمركة الكردية وجماعات شيعية مسلحة. وقال البريجادير جنرال ماثيو إيسلر من القوات الجوية الأمريكية لرويترز من قاعدة غرب القيارة العسكرية جنوبي الموصل إن بعض المقاتلين الأجانب في «داعش» يحاولون الفرار من الموصل. وأضاف «انتهت اللعبة.خسروا هذا القتال وما ترونه هو كسب للوقت». واستمر قناصة من داعش في إطلاق النار على المبنى الحكومي الرئيسي بعدما سقط في أيدي الحكومة مما حد من تحركات الجنود. ورد قناصة من قوة الرد السريع بإطلاق النار من المبنى وقال أحدهم إن أربعة من قناصة التنظيم المتشدد قتلوا. وقال قائد وحدة للقناصة بقوة الرد السريع إن القتال مستعر لأن معظم قناصة داعش أجانب وما من مكان أمامهم للذهاب إليه. وفر أكثر من 40 ألف شخص من منازلهم في الموصل خلال الأسبوع الماضي ليرتفع بذلك العدد الإجمالي للنازحين منذ بدء العملية العسكرية إلى أكثر من 211 ألف شخص وفقا للأمم المتحدة. كما غادر العشرات منطقة المأمون بجنوب غرب الموصل باتجاه قوات جهاز مكافحة الإرهاب بينما كانت أصوات طلقات الأسلحة الآلية تتردد في الخلفية. كما شوهد جنود من القوات الخاصة الأمريكية يسيرون وسط المباني بالمنطقة وكان بعضهم مسلحا بالبنادق ومعه مناظير وكواتم للصوت. وهاجمت طائرات هليكوبتر أهدافا إلى الشمال من مواقعها وتصاعد الدخان الكثيف من مواقع انفجارات. وتقول وكالات إغاثة إن المخيمات التي أقيمت لاستقبال النازحين من الموصل قد باتت ممتلئة عن آخرها تقريبا على الرغم من إعلان الأمم المتحدة الشهر الماضي أن أكثر من 400 ألف شخص ما زالوا في غرب الموصل قد ينزحون بدورهم. وأضافت منظمات الإغاثة أن آلاف القتلى والجرحى سقطوا في المعارك وهم مدنيون وعسكريون. إلى ذلك، قال مصدر محلي في محافظة الأنبار، أن تنظيم «داعش» قصف مقراً للجيش غربي المحافظة، بحسب مصدر أمني. وذكر المصدر، إن «تنظيم داعش قصف مقرا للجيش غرب مدينة الرطبة 310كم (غرب الرمادي) بواسطة طائرة مسيرة تحمل قنابل»، مشيراً إلى ان «القصف اسفر عن إصابة ثلاثة جنود بجروح، تم نقلهم الى المستشفى لتلقي العلاج». وفي محافظة كركوك، قالت مصادر عسكرية، إن «تنظيم داعش أقدم أمس على نحر ثمانية مدنيين في قضاء الحويجة 55 كم (جنوب غربي كركوك) أمام حشد من الناس». وبينت المصادر أن «التنظيم نفذ ذلك بعد صدور حكم مما تسمى المحكمة الشرعية بإعدام المدنيين نحرا بتهمة نقل الهاربين من قضاء الحويجة باتجاه محافظة صلاح الدين وقوات البشمركة في كركوك».