مسؤول عسكري أمريكي يقر بمقتل مدنيين في (يكلأ) - صنعاء - واشنطن - «عمان»- (أ ف ب) - أجرى الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي اتصالاً هاتفياً برئيس هيئة الأركان العامة اللواء الركن محمد علي المقدشي ومحافظ صنعاء عبد القوي شريف «للاطّلاع على مستجدّات الأوضاع العسكرية في الميدان والانتصارات التي حقّقها الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في مختلف الجبهات». وقالت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية أن هادي «أشاد بالانتصارات العظيمة التي حقّقها أفراد الجيش والمقاومة الشعبية والتي تكلّلت بتحرير مواقع جديدة في مديرية نهم». وشدّد على اتّباع خطط عسكرية تواكب المتغيّرات على الميدان بما يضمن الاستمرار في تحقيق الانتصارات والاستعداد لما بعد محافظة الجوف، مؤكداً أن تحرير بقية المحافظات من مسلّحي جماعة «أنصار الله» والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح «أمر لا رجعة عنه مهما كانت التضحيات». من ناحية اخرى، أقر قائد القوات الأمريكية في الشرق الأوسط الجنرال جو فوتيل بأن عملية موضع جدل نفذتها وحدة من القوات الخاصة الأمريكية ضد تنظيم القاعدة في اليمن في 29 يناير تسببت بمقتل «4 إلى 12» مدنيا. وقال الجنرال فوتيل أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ إن القوات الأمريكية «تقبل بتحمل المسؤولية» في مقتل «4 إلى 12» مدنيا في العملية. لكن القائد العسكري أكد في المقابل أن العملية ضد المتطرفين أتاحت الحصول على «معلومات مفيدة». وأضاف أن التحقيق الذي فتح بعد العملية لم يكشف عن أي «قصور» أو «قرارات سيئة» أو «خطأ في التقدير» من جانب العسكريين. وكانت وحدة من القوات الخاصة في سلاح البحرية (نيفي سيلز) نفذت العملية في منطقة يكلأ في محافظة البيضاء، مستهدفة مجمعا فيه قياديون في تنظيم القاعدة في جزيرة العرب. وكانت أول عملية يأذن بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد أيام على توليه الرئاسة. غير أنها لم تجر طبقا للخطة فتسببت العملية بمقتل مدنيين من سكان البلدة بينهم نساء وأطفال أصيبوا بنيران طائرات أو مروحيات استقدمت لمساندة الوحدة الخاصة. وقتل في الهجوم قائد فريق القوات الخاصة وليام راين اوينز (36 عاما) وجرح ثلاثة جنود امريكيين آخرين في اشتباكات عنيفة. كما خسرت القوات الأمريكية طائرة مروحية من طراز «في 22 أوسبري» إثر تعرضها لحادث أصيب فيه ثلاثة عسكريين أيضا. ورفض البيت الأبيض الانتقادات التي وجهت إليه بسبب العملية، معتبرا أن ذلك سيكون بمثابة إهانة لذكرى الجندي الذي قتل فيها. وكثفت الولايات المتحدة منذ بضعة أشهر الغارات الجوية على تنظيم القاعدة في جزيرة العرب ويبدو أن وتيرتها تضاعفت منذ وصول دونالد ترامب إلى السلطة. وانتقدت مجموعة الأزمات الدولية (انترناشونال كرايزيس غروب) التي تحلل النزاعات في العالم مؤخرا هذه الضربات والعملية الأمريكية في 29 يناير. وحذرت بأن جهود مكافحة المتطرفين «ستقوض في حال أقدمت بلدان كالولايات المتحدة، مهتمة بقتال القاعدة في جزيرة العرب والفرع الناشئ لتنظيم داعش، على اتخاذ إجراءات عسكرية تتجاهل السياق المحلي وتتسبب بخسائر كبيرة بين المدنيين».