كيف تحقق حلمك بالانتصار عليها؟ مواطـن الضـعـف لديـــك - تأليف : د. واين دبليوداير - عرض وتحليل: إميل أمين  - إذا كنت تعاني بسبب الشعور بالذنب أو القلق وتجد نفسك تنزلق بلا وعي في الأنماط السلوكية القديمة نفسها المدمرة للذات، فأنت لديك (مواطن ضعف) فهي تلك الجوانب التي ينطوي عليها توجهك في الحياة والتي تعتبر بمثابة عقبات على طريق نجاحك وسعادتك، ويستطيع د.واين مساعدتك على التحرر من هذا الشرك الآن. وإذا كنت تعتقد أنك عاجز عن التحكم في مشاعرك وردود أفعالك فإن د.واين يوضح لك الطريقة التي تستطيع من خلالها أن تتولى مسؤوليتك تجاه نفسك وأن تقلل من حده تأثير المواقف الصعبة عليك. وإذا كنت تقضي وقتا في القلق والخوف مما يعتقده الآخرون فيك بدلا من أن تسعى إلى تحقيق ما ترغب فيه وما أنت في حاجة إليه فإن د.واين يضع قدميك على الطريق الذي يحقق لك الاعتماد الحقيقي على الذات. بدءا من مشكلات صورة الذات إلى الاعتماد المفرط على الآخرين، كما أن د.واين يزودك بالوسائل التي تحتاجها لتحقق كنفسك أعلى درجة من الاستمتاع بالحياة.د.واين هو فيلسوف أمريكي راحل ومدرب على الحديث والتنمية البشرية له شهرة ذائعة وشائعة في أرجاء أمريكا بشكل عام. كن مسؤولا عن نفسك جوهر العظمة يكمن في قدرتك على أن تؤثر تحقيق ذاتك في ظروف يؤثر فيها الآخرون الجنون، انظر في أمرك وفتش في نفسك لتجد رفيقا ملازما لك، ولنسمه اسما أفضل، وليكن «قوتك» أو «حتفك»، بالطبع فإن هذا الزائر قد يشعرك بالرهبة أو الوجل، وإن أردت جعلته سلاحا في يدك مسخرا لمنفعتك الشخصية والأمر كله إليك أنت. أعلم يقينا أن الموت أمر أبدى لا مفر منه وإن حياتك قصيرة ، واطرح على نفسك هذه الأسئلة «هل ينبغي أن أتجنب الأشياء التي أنا في حاجة إليها فعلا؟ وهل حتما علي أن أحيا حياتي كما يريدها الآخرون لا كما أردت نفسي؟ وهل من المهم جمع وتكديس الأغراض، وهل أنا في حاجة ملحه لأن أزيح تلك الأوهام لأحيا حياة طيبة؟ والإجابات المحتملة يمكن أن نلخصها في كلمات قلائل «عش..... كن نفسك ....استمتع .... أحبب» يمكن أن تصبح خشيتك من الموت أمرا سلبيا غير مجد، ويمكن من ناحية أخرى أن تستغلها في أن تعين نفسك على أن تتعلم كيف تحيا حياة ناضجة فعالة. أنظر شخصية «إيفان إيليتش» التي ابتكرها تولستوي وهو في انتظار من ينادي بالمساواة متأملاً ماضيه الذي هيمن عليه الآخرون هيمنة كاملة وحياته التي فقد فيها سيطرته على نفسه وهو يهدف من وراء ذلك إلى الالتزام بالنظام والقوانين. وفي المرة التالية التي تتأمل فيها قرارا يتعلق بما إذا كنت ستتولى مسؤولية نفسك أم لا، ولكي تتمكن من الاختيار اطرح على نفسك سؤالا مهما مفاده : «إلى متى سأظل ميتا؟ وبهذه النظرة الثاقبة يمكنك الآن أن تختار لنفسك طارحا القلق والمخاوف وراء ظهرك غير منشغل البال بما إذا كنت قادرا على أن تتحمل نتيجة اختيارك أم لا متجاهلا الشعور بالذنب نحو هؤلاء الذين سيحيون للأبد. إذا لم تبدأ في اتخاذ تلك الخطوات فلا تعجب في أن تحيا حياتك كلها كما أرادها الآخرون لك. ولا ريب أنك إذا أيقنت أن بقاءك في الحياة محدود، فلابد أن تتمتع بهذه الحياة القصيرة بالبهجة والسرور. باختصار إنها حياتك أنت فعشها كما تريدها أنت. لست في حاجة لاستحسان الآخرين جميعنا يستمتع بالإطراء والمجاملات وعبارات المدح، فحينما يثني على أفكارنا الآخرون نشعر بمدى حلاوة ثنائهم هذا .... من منا يمكن أن يستغني عن ذلك ؟ ليس هناك داع لأن نتخلى عنه . فالاستحسان ليس شيئا بغيضا أو مؤذيا في ذاته، بل هو بحق أمر ممتع لذيذ. إن البحث عن استحسان الآخرين يصبح بمثابة موطن من مواطن الضعف حينما يتحول إلى ضرورة بدلا من أن يكون مجرد رغبة. إذا كنت ترغب في استحسان الآخرين لك فهذا معناه أنك تشعر بقدر يسير من السعادة إن قام الآخرون بذلك. ولكن إذا كنت في حاجة ملحة إلى ذلك فإنك سوف تشعر بالانهيار إذا لم تحظ بذلك. وهذا يحدث حين تستيقظ منك القوى المدمرة للذات، وبالمثل فإنه حينما يصبح البحث عن استحسان الآخرين بمثابة ضرورة لا غنى عنها فكأني بك تقتطع من نفسك جزءا لتعطيه شخصا آخر لا يمكن أن تستغني عن تأييده لك. إذا لم يوافقك ويستحسنك الآخرون، أصبحت قعيدا جامدا ولو بقدر يسير، وفي مثل هذه الحالات تكون قد اخترت أن تضع قيمتك الذاتية على أكمامك حينا آخر. سوف تشعر بقيمة نفسك فقط إذا هم قرروا أن يمتدحوك أو يثنوا عليك. إن الحاجة الملحة إلى استحسان الآخرين أمر سيئ بما فيه الكفاية لكن المشكلة الحقيقة تكمن في الحاجة لاستحسان كل شخص على كل عمل أو سلوك تقوم به. إذا كانت هذه الحاجة تلازمك باستمرار فانت مثقل بقدر كبير من البؤس والإحباط في حياتك ، زد على ذلك أنه ستتشكل لديك صورة واهية تعبر عن ضعف ذاتك ووهنها، وهذا يؤدي إلى نوع من نبذ أو رفض الذات. إن الحاجة الشديدة إلى الاستحسان لابد أن تزول لا مجال لطرح الأسئلة في هذا المضمار، لابد أن تستأصلها وتمحوها من حياتك، إن أردت أن تحظى بتحقيق ذاتك. إن هذه الحاجة هي بمثابة عقدة نفسية لا تحقق لك أي منفعة. التحرر من قيود الماضي الشبح فقط هو الذي يتمرغ ويتخبط في ماضيه حيث يفسر ذاته بناء على ماض قد انقضى وهزيع من الحياة قد عاشه، أنت الذي تختاره اليوم ولست الذي أخذته من قبل. من أنت وكيف تصف ذاتك؟ لكي تجيب عن هذين السؤالين فمن المحتمل أن تكون في حاجة إلى الرجوع إلى تاريخ حياتك، إلى ذلك الماضي الذي قد عشته، وقد انقضى إلا أنك بلا شك مازلت مقيدا به، وتجد من الصعوبة بمكان أن تفر منه. ما المعايير التي تقيم ذاتك بناء عليها؟ وهل قمت بجمع هذه المقاييس على مدار حياتك؟ وهل لديك درجا مليئا بالمفاهيم الذاتية التي تستخدمها بشكل منتظم؟ ربما قد تشتمل هذه المفاهيم على عبارات أو صيغ معينة مثل «أنا عصبي» أنا خجول» «أنا كسول» ، أنا أفتقر إلى الحس الموسيقي، وكتالوج كبير من «أنا كذا» «وأنا كذا»، تستخدمه من حين لآخر، وربما يكون لديك عدد كبير من الأنات الإيجابية مثل «أنا أحب»، «أنا جيد في لعبة كرة القدم»، أنا لطيف........إلخ، ولسنا بصدد التعامل مع هذه الأنات الإيجابية، لأن هدفنا هو مساعدتك على أن تتحسن، وليس هدفنا هو رصد جوانب التميز فيك. إن كل تصنيفات الذات تنشأ من تاريخ حياة الفرد نفسه، ولكن الماضي «هو سلة مليئة بالرفات والركام» يمكنك تقسيم نفسك على أساس القدر الذي تجد به نفسك مكبلا بإغلال الماضي ومرتبطا بأحداثه. إن كل الـ« أنا كذا » التي تعبر عن إحباط الذات هي نتيجة لاستخدام هذه الجمل التي تنطوي على الاضطراب العصبي: (1) هذا ما أنا عليه (2) قد دأبت على هذه الطريقة (3) لا يمكنني أن أمنع نفسي (4) هذه طبيعتي هذه الجمل الأربع كلها حزمة واحدة، إنها بمثابة الإغلال التي تمنعك من التحسن والتغير وتجديدك لحياتك، وجعلها أكثر إثارة وجاذبية لك، وكذلك تحد من استمتاعك بكل لحظة من لحظات حاضرك. مشاعر وأحاسيس لا تنفع إذا كنت تعتقد أن الشعور بالذنب أو القلق بصفة مستمرة سوف يغيران من الماضي أو المستقبل شيئا فإنك بذلك تعيش على كوكب آخر له معايير أخرى وواقع يختلف تماما عن واقع كوكبنا. على مدار حياتنا هناك اثنان من المشاعر والأحاسيس العقيمة التي لا نفع من ورائها، الشعور بالذنب بسبب ما قد حدث أو القلق الدائم على ما قد يحدث. فالقلق والذنب مضيعتان للعمر، حينما تقوم بفحص هذين الموطنين من مواطن الضعف سوف تبدأ في إدراك مدى اتصالهما وارتباطهما معا، ويمكن أن نعتبرها في الحقيقة وجهين لعملة واحدة. يمكنك أن تجد أمثلة كثيرة للشعور بالذنب والقلق في كل مكان بل في كل شخص تقابله، وكأن هذا العالم مسكون بأناس بعضهم يتحسر على شيء لم يكن ينبغي القيام به، والبعض الآخر وجل مما قد يقع أولا يقع في المستقبل. أنت نفسك من المحتمل جدا ألا تشذ عن القاعدة، لكن لو كانت لديك مساحات واسعة من هذا القلق أو الشعور بالذنب فلابد من استئصالها وتطهير نفسك منها للأبد وتعقيمها، قم بتطهير نفسك من هاتين الآفتين «القلق» و«الشعور بالذنب»، اللتين التهمتا قطاعات عريضة من حياتك. إن الشعور بالذنب أو القلق قد يكونان من أكثر المحن انتشارا وذيوعا في ثقافتنا فعن طريق شعورك بالذنب ينصب اهتمامك على حدث قد مضى فتشعر بالاكتئاب أو الغضب من شيء قد فعلته أو قلته مستنفدا كل لحظات حاضرك وانت مستغرق في مشاعر أسى على أمر قد انقضى، وحينما يساورك القلق فإنك تستنفذ كل لحظات حاضرك الثمينة في الانشغال على حدث مستقبلي قد يقع، وسواء كنت تلتفت لماضيك أو تترقب مستقبلك فالنتيجة سواء، وهي أنك بذلك تخسر لحظة الحاضر فاليوم الذهبي في نظر «روبرت بيريت» هو «اليوم الحالي» وهو يلخص لنا حماقة الشعور بالذنب والقلق بهذه الكلمات: «هناك يومان في الأسبوع لا يساورني القلق بشأنهما أبدا، إنهما يومان أشعر فيهما أنني خالي البال من الهم والخوف والترقب، أحد هذين اليومين هو «أمس»، والثاني الذي لست قلقا بشأنه هو الغد». إن لحظة الحاضر هي أساس فهمك لشعورك بالذنب ولشعورك بالقلق وما يترتب عليها من سلوكيات، عليك أن تتعلم كيف تعيش حاضرك وألا تضيع لحظات هذا الحاضر في أفكار تتعلق بالماضي والمستقبل وتصيبك بالعجز والجمود، وليس بوسعك أن تحيا أي لحظة أخرى سوى لحظة الحاضر ولكن بدلا من أن تدرك ذلك ، تقوم بتضييع ذلك الحاضر في مشاعر الذنب والقلق استكشاف المجهول فقط من يشعر بعدم الأمان هو الذي يناضل من أجل الأمان... الكثير جدا من الناس يساوون المجهول بالخطر انهم يعتقدون أن الهدف من الحياة هو التعامل مع الحقائق، وأن يكون لديك علم دائم بوجهتك، فالمتهورون فقط هم الذين يقدمون على المجازفة لاستكشاف الجوانب الغامضة والمجهولة في الحياة، فيكون مصيرهم الذهول والجراح بل الأسوأ من ذلك عدم الاستعداد حين كنت من بين أفراد فريق الكشافة الصغار كانوا يأمرونك بأن تتأهب وتستعد لأي موقف. ولكن كيف يمكنك الاستعداد والتأهب لارتياد المجهول؟ من الواضح أن ذلك ليس بإمكانك، لهذا فعليك أن تتجنب الأمر وحتى لا توقع نفسك في حرج، عليك أن تؤثر الأمان، لا تجازف، واتبع خرائط الطريق، حتى وإن كانت غبية ومملة. ربما ينتابك نوع من السأم والتعب من سعيك وراء كل هذا اليقين وكل تلك الحقائق خاصة وأنت تعرف أن يومك هذا ألا يختلف كثيرا عن أمسك أو عن غدك وكأنك تعرف ما سوف يحدث في يومك قبل أن تعيشه، ولا يمكنك أن تنمو وتتحسن إذا كنت تعرف الإجابات قبل أن يتم طرح الأسئلة. من المؤكد أنك لازلت تذكر الأوقات التي كنت تعيش فيها بتلقائية وكنت تقوم فيها بما تشاء، وكنت تنتظر فيها المجهول بلهفة وشوق إننا نسمع رسائل ثقافية تدعو إلى اللهث وراء اليقين طيلة حياتنا، وهذه الرسائل تبدأ من الأسرة، ويقوم المعلمون بترسيخها. فيتعلم الطفل ألا يقدم على التجريب، ويتم تشجيعه على أن يتجنب المجهول «حذار من أن تبتعد»، «التزم بالإجابات الصحيحة» عليك أن تظل مع من هم من نفس طبيعتك وجنسك. إن كنت لازلت تتشبث بهذه الرسائل التي تشجعك على أن تختار طريق السلامة فلقد حان الوقت لان تتحرر من هذا القيد. عليك أن تتخلص من فكرة إنك لا تستطيع أن تجرب أنواعا جديدة من السلوكيات التي يشوبها الغموض، مؤكد أنك قادر على ذلك إن اخترت هذا. ولكن عليك أولا البدء في فهم الفعل الشرطي المنعكس الذي يجعلك تتجنب ارتياد الجرأة الجديدة. أمامك حرية الاختيار، فموطن الضعف المتمثل في خوفك من المجهول ينتظرك لكي تستبدله بأنشطة جديدة مثيرة من شأنها أن تجلب الإشارة والمتعة في حياتك. أنت لست في حاجة لأن تعرف إلى أين أنت ذاهب طالما أنك تسير على الطريق. السقوط في مصيدة العدل إن سعيك وراء تحقيق العدل شيء جيد، ولكن يجب أن تضع في اعتبارك أن العالم بأسره يفتقر إلى العدل، فلا تجعل فشلك في تحقيق العدل يصيبك بالشعور بالذنب، أو يعيقك عبر إكمال حياتك. إن الظلم واقع ثابت. لكنك بفكرك الجديد الذي لا حدود له يمكن أن تختار محاربة هذا الظلم وأن ترفض كل ما يدفعك إلى الجهود العاطفية بسببه. يمكن أن تعمل جاهدا للمساعدة على استئصال هذا الظلم. يمكنك أن تعزم على ألا يسبب لك هذا الظلم هزيمة نفسية. والقانون يذكي فكرة العدالة، فالناس يريدون العدالة، وهناك البعض منهم من يسعى جاهدا لتحقيقها، لكن هذا لا يتحقق بوجه عام. فمن معه مال لا يتم إدانته، وأصحاب السلطة وأصحاب النفوذ كثيرا ما يشترون السلطة. في حين أن الفقراء وعناصر من الأقليات يقبعون في الزنزانة في انتظار المحاكمة، أو في انتظار بصيص من الأمل.... أين العدالة؟ لا مكان لها إنك حين تقرر محاربة الظلم فإن هذا قد يحوز فعلا على إعجابنا، ولكن حين ترتكن إلى التأثر والقلق بسبب هذا الظلم فإن ذلك يشبه في عصابيته الشعور بالذنب أو البحث عن استحسان الآخرين أو أي شكل آخر من أشكال سلوكيات تعذيب الذات الذي يشكل مواطن ضعفك. إن العدالة مفهوم خارجي، طريقة للهروب من تحملك لمسؤوليتك تجاه حياتك، بدلا من أن تنظر لهذا الشيء أو ذاك على أنه ليس عدلا، يمكنك أن تقرر ما تريده بالفعل ثم تبدأ وضع الاستراتيجيات التي توصلك إليه، بغض النظر عما يريده أو يفعله إنسان آخر، هناك حقائق بسيطة، وهي أن كل إنسان يختلف عن الآخر، وأن شكواك من الآخرين لن تكون بأي حال من الأحوال أفضل من أن تقوم بتغيرات إيجابية لنفسك. سوف تكون في حاجة إلى أن تتخلص من سلوك الرجوع كثيرا للآخرين لتلقى بالمسؤولية عليهم، وأن تتخلص من تركيزك الدائم على ما يفعله الآخرون. يقوم بعض الناس بأعمال بسيطة ويتقاضون رواتب هائلة، وآخرون يتم ترقيتهم بسبب المحسوبية رغم أنك انت الذي تستحقها، زوجتك وأولادك سوف يستمرون في القيام بأعمال تختلف عما تقوم به أنت . لكنك إن ركزت على نفسك بدلا من أن تقارنها بالآخرين، فلن تكون هناك أدنى فرصة لأن تضايق نفسك بسبب الافتقار إلى العدل الذي تبحث عنه. إن كل أنواع العصاب وبشكل واقعي مرجعها إلى جعلك لسلوك الآخرين أهم بكثير من سلوكك فإنك حين تتمسك بعبارات مثل «إذا كان هو يستطيع أن يقوم بذلك، فلابد أن أقوم به أنا أيضا» فإنك سوف تسير حياتك استنادا إلى شخص آخر، ولن تستطيع أن تستمتع بها أو تبدع فيها. ضع حدا للتسويف الآن هل أنت مماطل ؟ إذا كنت كأغلب الناس فإن إجابتك على هذا السؤال ستكون بـ(نعم) لكن من الأرجح إنك ترغب ألا تحيا هذه الحياة بكل هذا القلق والاضطراب الذي يصاحب تسويقك للأشياء، وأن تجعل هذا طريقة لحياتك قد تجد نفسك تقوم بتأجيل أعمال كثيرة تريد أداءها، ولسبب ما تظل جامدا عن التحرك، عن التحرك، وعملية المماطلة هذه هي بمثابة جانب شاق ومؤثر من جوانب الحياة. إذا كانت حالتك سيئة فلن يمر عليك يوم تقريبا إلا وتقول فيه لنفسك «أعرف أنه ينبغي علي القيام بهذا، ولكنني سأقوم به في وقت لاحق. من الصعب أن تلقي باللوم على القوى الخارجية، وأن تجعلها سببا في مماطلتك، تلك المماطلة التي هي موطن من مواطن الضعف. أنت المسؤول مسؤولية تامة عن مماطلتك وعما يترتب عليها من اضطراب أو قلق. إن المماطلة هي أكثر مواطن الضعف شيوعا، فالقلة القليلة من الناس هم من يمكنهم أن يقولوا بأمانة إنهم ليسوا مماطلين، على الرغم من أن ذلك له ضرره على المدى البعيد، وكما هي الحال في جميع مواطن الضعف، فالتسويف كسلوك ليس معيبا في حد ذاته، فأنت ببساطة تقوم بأشياء وتترك أشياء، وتلك الأشياء التي تتركها هي أشياء مهملة وليست مؤجلة ، إن سلوك التسويف يتحول إلى سلوك عصابي فقط إذا صاحبه تأثر عاطفي وحاله من الجمود، فإذا كنت تشعر بأنك تقوم بتأجيل أشياء وتحب ذلك، دون الشعور بالذنب أو القلق أو الانزعاج، فعليك أن تتمسك بهذا السلوك بشتى السبل، ويمكنك أن تتجاوز هذا الأمر، ومع ذلك فإن المماطلة بالنسبة لأغلب الناس هي حقيقة بمثابة هروب من أن يحيوا لحظات حاضرهم بشكل طيب كامل بقدر المستطاع. إذا أردت أن يتغير العالم، فلا تشتك منه، افعل شيئا. فبدلا من أن تستنفذ لحظات حاضرك بكل صور القلق (المعوقة)، والتي تصاحب تأجيلك لشيء معين، عليك أن تتولى مسؤوليتك نحو موطن الضعف البغيض هذا. عش حاضرك، كن فاعلا، ولا تكن من أصحاب الأماني أو من الذين ينتقدون الآخرين. تعلم كيف تعلن استقلالك في أي علاقة يصبح فيها الاثنان واحدا، تكون النتيجة النهائية أن تجد نصفين من البشر. إن مغادرتك للعش النفسي هي إحدى أصعب المهام الحياتية، إن أفعى التبعية والاعتماد على الآخرين تتسلل إلى حياتنا بطرق لا حصر لها ويصبح الإجهاز عليها أكثر صعوبة. إن الاستقلال السيكولوجي يعني التحرر الكامل من كل العلاقات القهرية وكذلك غياب السلوك الموجه من قبل الآخرين. إنه يعني التحرر من حتمية القيام بشيء لم تكن لتختاره لو لم يكن هناك وجود لهذه العلاقة أصلا، ومغادرة العش هي مسألة صعبة، خصوصا أن مجتمعنا يعلمنا تلبية أمال معينة في علاقاتنا الخاصة، والتي تضم الأبوين والأطفال والمسؤولين والأحياء.إن مغادرتك العش تعني أن تصبح مستقلا بذاتك وأن تعيش وتختار لنفسك السلوكيات التي ترغب فيها. لكن هذا لا يعني الانشقاق عن الآخرين بأي حال من الأحوال. فإنك إذا استمتعت بطريقتك التي تتعامل بها مع الآخرين، ولم تنجح هذه الطريقة في تحقيقك لأهدافك فإنه يمكنك حينئذ أن تزداد تمسكا بها ولا تحاول تغييرها. إن الإشكالية /‏‏‏‏‏‏ التبعية السيكولوجية ، تعنى على الجانب الآخر إنك تعيش في إطار علاقات لا تتيح لك أي قدر من حرية الاختيار، وتجبرك على أن تكون على صورة معينة لا تريدها كما تعني استياءك من الطريقة التي ينبغي أن تكون من خلالها مسؤولا عن نفسك وعن تصرفاتك. إن العيش ورعاية الأبناء بصورة مؤثرة تقوم على الاستقلالية بالمثل، فإن الزواج الناجح هو دليل تحقق أي قدر من التوحد وأعلى قدر من الاستقلالية والاعتماد على النفس. في الوقت الذي قد تشعر فيه بخوف حقيقي من التخلي عن علاقات التبعية إذا سألت أولئك الذين أنت تابع لهم عاطفيا، فسوف تكتشف ما يثير دهشتك وهو أنهم معجبون للغاية بهؤلاء الذين يفكرون ويتصرفون لأنفسهم. هذا فريد فمن المفارقة، إنك تحظى بأعلى قدر من الاحترام حينما تتمتع بالاستقلالية خصوصا من أولئك الذين حاولوا بأقصى ما في وسعهم كي تبقى تابعا لهم. العش مكان جميل وملائم لأي طفل كي ينمو في ظله، لكن مغادرة هذا العش أجمل بكثير ويمكن أن يراه كذلك من يغادر العش وكذلك الذين يشاهدونه وهو يغادر. قل وداعا للغضب إن ترياق الغضب الوحيد هو أن تتخلص من هذه العبارة التي تحملها في نفسك» لو كنت فقط تشبهني أكثر من ذلك «... هل تغضب بسرعة؟ قد تتقبل الغضب على اعتبار أنه جزء من حياتك، لكن هل تعرف أنه لا يخدم أي غرض يعود عليك بالنفع؟ ربما تبرر سلوكك الغاضب بان تقول أشياء كهذه، إنه من طبيعة البشر، أو إذا لم أنفس عن غضبي سوف أكبته وهذا قد يسبب لي قرحة. لكن الغضب من المحتمل أن يكون جزءا منك لا تحبه ولسنا في حاجة لأن نشير إلى أن الغضب لا يرغب فيه أي إنسان. ليس هناك من نفع سيكولوجي يعود عليك من الغضب وكما أن الغضب يصيبك بالوهن، فمن الناحية الفسيولوجية فإن الغضب يمكن أن يحدث فرطا في ضغط الدم والقرح والطفح الجلدي وخفقان القلب والأرق والإجهاد وحتى أمراض القلب، ومن الناحية السيكولوجية فإن الغضب يدمر علاقات الحب ويعوق الاتصال والتفاهم ويقود إلى الشعور بالذنب والاكتئاب، وعموما يصبح بمثابة عقبة في طريقك. بكل الوسائل قم بالتعبير عن غضبك ولكن بطرق غير مدمرة، إذا كنت لازلت مصرا عليه، لكن عليك أن تبدأ النظر إلى نفسك على اعتبار أنك شخص قادر على أن تتعلم أنواعا جديدة من التفكير حينما تحبط، وبذلك يمكن أن تحل المشاعر الأكثر إشباعا وتحقيقا للذات محل الغضب المعوق. إن الضيق والانفعال والإحباط هي مشاعر من المحتمل جدا أنك سوف تظل تعاني منها، إذ أن العالم لن يكون أبدا على الطريقة التي تريدها أنت لكن الغضب تلك الاستجابة العاطفية المؤذية التي تصدر منك حينما تقابلك عقبات يمكن أن تتخلص منه. من هم السعداء حقا؟ إنهم أولئك الأفراد الذين يظهرون نوعا من الافتقار الرائع إلى الدفاعية، فهم لا يقومون بلعب ألعاب معينة محاولين التأثير في الآخرين. وهم لا يرتدون ملابسهم على النحو الذي يرضي الآخرين، ولا يسعون جاهدين لتبرير أنفسهم وأفعالهم إنهم يتسمون بالبساطة والطبيعية، ولن ينزلقوا أبدا في افتعال قضايا جدلية حول أشياء عظمت أو صغرت. إنهم لا يحبون الجدل المحتدم بل وبكل بساطة يعرضون أراءهم ويستمعون إلى الآخرين، ويدركون أنه لا جدوى من محاولة إقناع شخص آخر لأن يكون على النحو الذي هم عليه. سوف يقولون ببساطة حسنا إننا فقط مختلفان، ولسنا في حاجة لأن تتفق أراؤنا، فيتركون الأمور تسير بطبيعتها دونما الحاجة إلى الانتصار في جدل أو التمكين من امتناع الخصم بخطأ موقفه، إنهم لا يخافون أبدا من أخذ أنطباع سيئ عنهم لكنهم لا يسعون لذلك. السعداء أفراد يحبون أنفسهم، وتحفزهم الرغبة في النمو، ودائما ما يتعاملون مع أنفسهم بصورة طبيعية وطيبة حينما تتاح لهم الذات، أن سألت أحدهم «هل تحب نفسك» سوف تحصل على رد مدو بالطبع احبها أن هؤلاء كالطيور النادرة.