زيارة رئيسة وزراء النرويج للصين إشارة إلى انتهاء العلاقات المتوترة - عواصم-(رويترز) -(د ب أ):سعت بكين إلى التهوين من شأن التوتر مع الولايات المتحدة وأبدت تفاؤلها أمس في الوقت الذي انتقدت فيه الإدارة الأمريكية الصين في عدد من قضايا الأعمال قبل أول اجتماع بين الرئيس الصيني شي جين بينغ ونظيره الأمريكي دونالد ترامب. وكتب ترامب على تويتر الليلة قبل الماضية أن الولايات المتحدة قد لا تتغاضى بعد الآن عن العجز التجاري الضخم وفقدان الوظائف وهو ما يعطي انطباعا بأن أول لقاء سيجمعه بنظيره الصيني قد سيتم بالتوتر.ويعقد الاجتماع الأسبوع المقبل في منتجع مار الاجو الذي يملكه ترامب. وكتب ترامب أيضا أن الاجتماع المتوقع أن يتناول أيضا الخلافات حول كوريا الشمالية ومطامح الصين الاستراتيجية في بحر الصين الجنوبي سيكون اجتماعا «صعبا جدا». وقال عدد من كبار المسؤولين التجاريين بالإدارة الأمريكية إن ترامب سيوقع قبل الاجتماع أوامر تنفيذية تهدف إلى تحديد الممارسات التي تسبب عجزا تجاريا أمريكيا ضخما واتخاذ إجراءات صارمة في حالات عدم سداد رسوم مكافحة الإغراق والدعم المفروضة على الواردات. من ناحية أخرى قال مكتب الممثل التجاري الأمريكي التابع للبيت الأبيض إن سياسات الصين الصناعية ودعمها المالي لصناعات مثل الصلب والألومنيوم أدت إلى فائض في الإنتاج وفيضان من الصادرات التي شوهت الأسواق العالمية وقوضت الشركات المنافسة. وفي مسعى للتهوين من الخلاف أكد لي كانغ المتحدث باسم الخارجية الصينية على الحاجة للتعاون في التجارة. وقال «بالنسبة للمشاكل القائمة بين الصين والولايات المتحدة في العلاقات التجارية فإن على البلدين التوصل إلى حلول مناسبة بطريقة تتسم بتبادل الاحترام والمنفعة وضمان التنمية المستمرة للعلاقات التجارية الصينية الأمريكية.» ومن المقرر أن يجتمع الرئيسان الصيني والأمريكي يومي الخميس والجمعة المقبلين للمرة الأولى من تولي ترامب السلطة في 20 يناير الماضي. وفي وقت سابق أقر نائب وزير الخارجية الصيني في إفادة صحفية بشأن اجتماع شي وترامب بوجود اختلال في الميزان التجاري لكنه قال إنه يرجع لأسباب أهمها اختلافات في الهيكل الاقتصادي للبلدين وأشار إلى أن الصين تعاني عجزا تجاريا في قطاع الخدمات.وأضاف «لا تتعمد الصين السعى لتحقيق فائض تجاري. ولا نية لدينا أيضا للتخفيض التنافسي لقيمة العملة من أجل تحفيز الصادرات. هذه ليست سياستنا.» واستخدمت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) نبرة تصالحية أيضا.وقالت في تعليق أمس«من السذاجة بالطبع تصور أن البلدين بإمكانهما رأب الصدوع في اجتماع دبلوماسي واحد.لكن طالما حافظ البلدان على نواياهما الحسنة، مثلما فعلا في الآونة الأخيرة، للحديث وتقديم التنازلات على أساس الاحترام المتبادل فما من خلاف سيستعصي على الحل.» واتهم ترامب الصين كثيرا بالعمل على إبقاء عملتها منخفضة أمام الدولار بشكل مصطنع حتى تظل الصادرات الصينية أقل تكلفة واتهمها «بسرقة» الوظائف في قطاع الصناعات التحويلية من الولايات المتحدة. من جانبها أكدت وزارة الدفاع الوطني الصينية أن العلاقات بين الجيشين الصيني والأمريكي شهدت تطورا مطردا هذا العام. وقال وو تشيان المتحدث باسم الوزارة ، في تصريحات بثتها وكالة الأنباء الصينية «شينخوا» أمس إن تطور العلاقات بين الجيشين الصيني والأمريكي يتماشى مع المصالح المشتركة لكلا البلدين ويؤدى إلى تحقيق السلام والاستقرار في منطقة آسيا-الباسيفيك والعالم ككل» . وأضاف أن هذا العام سوف يشهد المزيد من التبادلات بين الجانبين بما في ذلك التبادلات عالية المستوى والحوار المؤسسي والزيارات التي تقوم بها السفن الحربية فضلا عن التدريبات والمناورات المشتركة.. مشيرا إلى الانجازات التي تحققت حتى الآن مثل الاجتماع الثاني عشر على مستوى العمل بين وزارتي الدفاع الصينية والأمريكية الذي عقد في يناير الماضي في الولايات المتحدة. وأوضح أن الصين مستعدة للعمل مع الجانب الأمريكي لتوسيع التعاون في الوقت الذي تعالج فيه الخلافات بشكل ملائم من أجل إحراز تقدم في العلاقات العسكرية بين الطرفين. من جانب آخر أعلنت الحكومة النرويجية أمس أن رئيسة الوزراء إرنا سولبرج ستزور الصين أوائل الشهر المقبل، ما يمثل مزيدا من التطبيع للعلاقات بعد تجميدها لست سنوات. وقالت رئيسة الوزراء في بيان: « أنا سعيدة للغاية أننا نطبع الآن علاقاتنا الدبلوماسية والسياسية مع الصين ». وتعد زيارتها للصين الأولى لرئيس وزراء نرويجي منذ عشر سنوات. وتوترت العلاقة في 2010 وهو العام الذي فاز به الناشط الصيني المسجون ليو شيابو بجائزة نوبل للسلام نظير كفاحه الطويل وغير العنيف عن حقوق الإنسان الأساسية في الصين .وأبدت بكين رد فعلا غاضبا إزاء الجائزة ولم يثنها عن ذلك حقيقة أن الجائزة تمنح من قبل لجنة من خمسة أعضاء يعينها البرلمان ولكنها مستقلة عن الحكومة النرويجية. وأوقفت الصين المحادثات مع الحكومة النرويجية السابقة بشأن اتفاق للتجارة حرة وألغت اجتماعات وزارية وزيارات لوفد تجاري بعد فوز ليو بالجائزة.وفي ديسمبر 2016، أعلنت الدولتان ذوبان الجليد. وخلال الزيارة التي تستمر من السابع إلى العاشر من إبريل الحالي تلتقي سولبرج الرئيس شي جين ينج ورئيس الوزراء لي كيك يانج ورئيس اللجنة الدائمة للبرلمان الشعبي الوطني، شانج ده جيانج. ويرافق سولبرج وزير الخارجية بورج بريند ووزيرة التجارة والصناعة مونيكا مايلاند ووفد كبير من كبار رجال الأعمال.وجاء في البيان، أن أوسلو تأمل العمل بشأن اتفاق تجاري ثنائي. وكانت حكومة يمين الوسط، التي تولت مقاليد الحكم في عام 2013، قد أشارت في وقت سابق أنها تريد تحسين العلاقات مع الصين.