لا يكاد يمر أسبوع بدون مظاهرات في العاصمة البريطانية لندن او المدن البريطانية الأخرى، وأحيانا ما تحدث مواجهات عن تلك المظاهرات إما بين الشرطة والمتظاهرين او المتظاهرين بعضهم بعضا لاختلاف الدوافع من التظاهر مثلما حدث يوم السبت الماضي من مواجهة وقعت بين اليمين البريطاني المتطرف الذي تمثله جماعة «بريطانيا أولا» وبين اليساريين وعناصر اخرى مناهضة للفاشية. شارك في مظاهرات السبت الماضي وسط لندن بضعة آلاف، ينتمي بعضهم لحركة بريطانيا أولا «العنصرية»، خرجتا في إطار تحركات مناهضة للإسلام تحت شعار «لندن تحت الهجوم» للمطالبة بالحفاظ على الطابع الثقافي لبريطانيا، وعدم السماح للمسلمين بأن يفرضوا ثقافتهم، وينتمي البعض الآخر للحركة المضادة للنازية التي تطالب بعدم السماح للفكر النازي بأن ينتشر في بريطانيا وفي عموم أوروبا الغربية. وتأتي هذه التظاهرات  التي جرت الدعوة إليها والتحضير لها في مواقع التواصل الاجتماعي بعد عشرة أيام من الهجوم الإرهابي الذي وقع في ويستمنستر عندما قام، خالد مسعود، منفذ الهجوم، بدهس عدد من المارة، من بينهم 3 من أفراد الشرطة، بسيارة فوق جسر ويستمنستر، ثم اقترب من البرلمان حيث اصطدمت سيارته بمبنى قريب، وخرج بعد ذلك من السيارة وبدأ بمهاجمة المارة بسكين وحاول الوصول إلى البرلمان وقتل احد الجنود بسكين قبل ان يرديه شرطي آخر. صحيفة «الجارديان» قللت من شأن هذه المظاهرة او المواجهة عندما كتب محررها مارك تاونسند تقريرا بعنوان «مسيرة لندن لم تضم سوى 300 فرد»، أشار فيه إلى  ما ذكرته  شرطة العاصمة من أن ما لا يقل عن 14 شخصا اعتقلوا بعد اشتباكات الجماعات المتنافسة خلال الاحتجاجات والمواجهات التي وقعت في وسط لندن. وقالت الصحيفة إن ما لا يقل عن 300 عضو من جماعات اليمين المتطرف «بريطانيا أولا Britain First» ودائرة الدفاع الانجليزي قد اتفقتا على «مسيرتهم ضد الإرهاب»، مما أدى إلى معارضتهم من قبل المعارضين كمحاولة عرجاء لسقوط الاسلاموفوبيا في أعقاب هجوم وستمنستر. وقال التقرير إن الجماعات المناهضة للإسلام نظمت مظاهرات منفصلة انتهت على جسر فيكتوريا بالقرب من جسر وستمنستر حيث أسفر هجوم إرهابي قبل عشرة أيام عن مقتل أربعة أشخاص وإصابة 50 آخرين. وفي المقابل وعلى بعد مسافة قصيرة تظاهر عدد مماثل من أعضاء «الاتحاد ضد الفاشية United Against Fascism»  وهم يرددون «الحشود العنصرية»، ولكنهم احتجزوا في دائرة محدودة من قبل الشرطة. وخلال المسيرة، اقترب بعض مؤيدي «الاتحاد ضد الفاشية» من مسيرات «بريطانيا أولا» الذين قال منظموها إن «الفاشية بحاجة إلى المواجهة على مستوى الشارع. هذه المسيرات يمكن أن تشجع الناس، ويمكن أن تساعد من خلال دعمهم العام «. ورفع أعضاء «بريطانيا اولا» حوالي 400 من أعلام الاتحاد Union Jack». وتختم الصحيفة بالقول إنها خيبة أمل لجماعة «بريطانيا أولا» بسبب الإقبال الضعيف حيث مسجل لديها على الفيسبوك 1.6 مليون من اتباعها، وأعرب اكثر من 2700 عن رغبتهم في الالتحاق بالمسيرة لكن الحضور لم يتجاوز عددهم 300. وبحسب ما ذكرته صحيفة «الاندبندانت» فإن الحركة المضادة للنازية دخلت في اشتباكات ومشادات عنيفة مع الشرطة، جعلت هذه الأخيرة تعتقل بعض المتظاهرين المنتمين للحركة، الذين يقولون إنه لا يمكن السماح مرة أخرى لظهور التيار النازي في بريطانيا.