يمثل جبل اللبان أيضًا متنفس طبيعي للسكان، فسهولة التسلق، يجعل منه واحد من أكثر الأماكن ارتيادًا من قبل رعاة الأغنام، وهواة رياضة تسلق الجبال، فضلاً عما يتميز به من هدوء وسكينة، ولذلك هو مقصد لهواة التأمل، وقضاء أوقات جميلة بين أحضان طبيعته الساحرة، خاصة فترة ما بعد الظهر وحتى الغروب، كما أنه مقصد لهواة التصوير، فمن الأعلى يمكن التقاط صور بانوراميه للمدينة بواحاتها الغنّاء الجميلة، وهي ترقد بين أحضان الجبال والسهول والوديان. قلق متزايد ويشعر السكان كما يذكر أحد القاطنين صالح السيابي بقلق متزايد من أن تطال جبل اللبان يد العبث بحثًا عن كسب شخصي، حيث سبق أن حاول بعض أصحاب الكسارات أن يتقدموا بطلب الحصول على ترخيص لطحن حجارته، كما حاولت بعض شركات المقاولات وخاصة العاملة في شق الطرق ورصفها استغلاله في إعمال الردم. جريمة في حق البيئة ومما لا شك فيه أن أي تعدٍ على ذلك المكون الطبيعي هو بمثابة جريمة في حق البيئة التي يحتم الواجب الحفاظ على عذريتها فهي ملك مشاع للجميع يستفيد منها الإنسان والحيوان والزواحف والطيور والحشرات على حد سواء، والخوف كل الخوف أن تمتد إليه أطماع الإنسان فحضارة الإسمنت وأصوات الآلات والأضواء الاصطناعية تفرغ تلك الأماكن الجميلة من رونقها الطبيعي وتحولها إلى مجرد حجارة لا حياة فيها. وقد أولى جلالة السلطان -حفظه الله ورعاه- البيئة أهمية خاصة، إدراكًا منه بأن البيئة هبة الخالق للإنسان، وأن أي إضرار بالبيئة لتحقيق مكاسب آنية ستكون له عواقب مستقبلية، ويبقى الحفاظ على جبل اللبان كما هو مسؤولية تاريخية على الجميع أن يدركها، ويعمل من أجلها بما يحقق المصلحة العامة ليبقى رمزًا وموردًا طبيعيًا للأجيال القادمة. طبيعة خلاّبة وقد حبا الله سبحانه وتعالى عُمان بجمال طبيعة خلاّبة، وبتنوع البيئات والتضاريس فيها، وتمثل الجبال ما نسبته 15% من المساحة الكلية لـ(عمان) وتتنوع في هذه الجبال البيئات النباتية والحيوانية، ومن بين أشهر السلاسل الجبلية التي تكونت منذ ملايين السنين جبال الحجر، وهي سلسلة جبلية تقع في الركن الجنوبي الشرقي من شبه الجزيرة العربية، وتمتد من منطقة رؤوس الجبال في رأس مسندم بالقرب من مضيق هرمز إلى رأس الحد في المنطقة الشرقية من عمان. وهي على شكل قوس عظيم يتجه من الشمال الشرقي لسلطنة عمان إلى جنوبها الغربي، وأعلى قمة في هذه السلسلة تقع في جبل شمس حيث يبلغ ارتفاعه 3009 متر عن سطح البحر. وتنقسم جبال الحجر إلى قسمين: هما جبال الحجر الغربي، وجبال الحجر الشرقي يفصل بينهما وادي سمائل. يذكر أن ولاية نخل تقع ضمن نطاق سلسلة جبال الحجر الغربي، ومن أشهر الجبال فيها جبل الشيبة الذي يصل ارتفاعه عن مستوى سطح البحر 600 متر تقريبًا، وكذلك جبل اللبان، وجبل عاقوم، ويتخلل هذه الجبال عدد من الأودية والمجاري المائية التي تغذي الخزان الجوفي للعيون الطبيعية والأفلاج العدية (الداوودية) والغيلية، وهي المصدر الأساسي لري واحات النخيل ومختلف المزروعات التي تشتهر بها الولاية. جبل الشيبة وما أن تسلك الطريق المؤدي إلى نخل حتى يستقبلك جبل الشيبة بشموخه وعلو ارتفاعه، فهو الحارس والوتد الأمين الذي يمنح الولاية الهيبة والوقار، أما جبل اللبان فيقع في الركن الجنوبي الغربي من الولاية، تراه العين من بعيد، يمنح المدينة الدفء والحنان، وعلى حافة أقدامه من جهة الشرق الطريق المؤدي إلى عين الثوارة ومنطقة الغريض وقراها المتناثرة، فما أن تشرق الشمس وتتهادى في بزوغها رويدًا رويدًا حتى يستقبلها جبل اللبان في الجهة الغربية.