القوات العراقية تطلب من سكان غرب الموصل البقاء في منازلهم - بغداد ـ عمان ـ جبار الربيعي- (أ ف ب):- أعلنت مصادر أمنية وطبية امس مقتل 31 شخصا على الأقل وإصابة نحو 42 بجروح في هجوم نفذه ثلاثة انتحاريين بأحزمة ناسفة مساء امس الاول في مدينة تكريت شمال بغداد، تبناه تنظيم داعش. وقال ضابط برتبة عقيد في الجيش في قيادة عمليات محافظة صلاح الدين لوكالة فرانس برس ان «31 شخصا قتلوا وأصيب 42 بجروح» جراء الهجوم. وأكد ضابط برتبة مقدم في الشرطة سقوط ضحايا، مشيرا إلى إن «ثلاثة انتحاريين يرتدون أحزمة ناسفة اطلقوا النار في شارع رئيسي في حي الزهور (وسط تكريت) وقتلوا ثلاثة من الشرطة كما قتل وأصيب عدد كبير من المدنيين». وتابع «لدى وصول قوات الأمن هربوا إلى داخل منازل قريبة. وعند محاصرتهم قاموا بتفجير أنفسهم داخل المنازل». وأكد طبيب في مستشفى تكريت حصيلة الضحايا، مشيرا إلى أن غالبيتهم من المدنيين بينهم نساء وأطفال. من جانبه، أعلن محافظ صلاح الدين احمد الجبوري حظر تجول شامل في تكريت بهدف اتخاذ إجراءات أمنية في عموم المدينة. وتبنى تنظيم داعش في بيان عبر تويتر، الهجوم، وأفاد البيان أن «سبعة انغماسيين تبايعوا على الموت.. وقتلوا وأحرقوا عجلتين عسكريتين.. وفجروا سترهم الناسفة وسط الجموع». وشهدت تكريت منتصف الشهر الماضي انفجار سيارة مفخخة في شارع مزدحم أدى إلى مقتل سبعة أشخاص على الاقل. وتكريت كانت أول مدينة تمت استعادتها من أيدي التنظيم المتطرف الذي سيطر على مناطق شاسعة من شمال وغرب العاصمة العام 2014. واستعادت القوات العراقية المدينة عام 2015، ورغم الدمار الجسيم الذي لحق بأجزاء منها إلا أن المدنيين عادوا إليها. من جهة أخرى، دعت القوات العراقية المدنيين في مناطق تخضع لسيطرة المتطرفين، إلى البقاء في منازلهم خصوصا في مناطق غربي الموصل حيث قتل وأصيب مئات الضحايا جراء المعارك، بحسب بيان رسمي امس. وتخوض القوات العراقية معركة شرسة منذ منتصف فبراير، لطرد المتطرفين من الجانب الغربي للموصل، أدت إلى وقوع عدد كبير من القتلى والجرحى المدنيين إضافة إلى نزوح اكثر من 200 ألف عن منازلهم. وشجعت القوات العراقية المدنيين على البقاء في منازلهم خلال مراحل تنفيذ عملية استعادة كامل الموصل التي انطلقت في 17 اكتوبر. وقد يؤدي هذا الأمر إلى التقليل من مسؤولية الحكومة من خلال الحد من عدد النازحين لكنه قد يعرض المدنيين إلى خطر جراء استمرار المعارك. وأفاد بيان لخلية الإعلام الحربي أن «طائرات القوة الجوية القت ليلة امس الاول مئات الآلاف من المنشورات، تتضمن تعليمات وتوصيات للمواطنين بالبقاء في المنازل والابتعاد عن مواقع داعش... لأنها ستكون أهدافا لطيارينا»، كما طالبت منشورات تحذيرية السكان بالابتعاد عن الأجسام المريبة والعبوات المتفجرة. ومازال عشرات الآلاف المدنيين يتواجدون تحت سيطرة المتشددين، معرضين لخطر ضربات جوية تستهدف تنظيم داعش. وكان التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن اقر بان ضرباته الجوية «ربما» أدت إلى وقوع ضحايا في صفوف المدنيين في الموصل، متهما المتشددين بإرغامهم على التواجد في الأماكن المستهدفة. وأكد تقرير للامم المتحدة مقتل أكثر من 300 مدني خلال الشهر الماضي جراء قصف جوي وانفجارات وإطلاق نار. وقد اتهمت منظمة العفو الدولية اواخر الشهر الماضي التحالف الدولي بعدم اتخاذ الإجراءات الكافية لحماية المدنيين خلال معارك استعادة الجانب الشرقي من الموصل، مشيرة إلى مقتل أسر بكاملها داخل منازلها. ونقل بيان عن دوناتيلا روفيرا، المسؤولة في المنظمة، أن بحثا ميدانيا في الجانب الشرقي اظهر «نماذج مخيفة لآثار ضربات جوية نفذها التحالف الدولي أدت إلى تدمير منازل بصورة كاملة وفي داخلها جميع أفراد الأسرة». وأضافت أن «الأعداد الكبيرة للضحايا المدنين تشير إلى أن قوات التحالف... قد فشلت في اتخاذ احتياطات كافية لمنع سقوط قتلى بين المدنيين». وكانت القوات العراقية قد تبنت استراتيجية لحماية المدنيين في الجانب الشرقي من خلال إبقائهم داخل منازلهم وألقت عليهم ملايين المنشورات تتضمن تعليمات لسلامة للسكان. وتمكنت القوات العراقية بدعم التحالف الدولي من استعادة اغلب المناطق التي سيطر عليها تنظيم داعش إثر هجومه الواسع في يونيو 2014. سياسيا، كشف رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري، أمس، أن المكون الكردي فاعلاً في كل القضايا العراقية، جاء ذلك خلال لقائه بوفد من اقليم كردستان يضم رئيس ديوان رئاسة الإقليم فؤاد حسين وعضو المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني عدنان المفتي وسكرتير المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني فاضل ميرانب. وبحثا الجانبان مستجدات الأوضاع على الساحة العراقية بشكل عام، والعلاقة بين المركز والإقليم وتداعيات قضية كركوك الأخير. وأكد الجبوري أن «الأكراد مكون مهم وأصيل من مكونات الشعب العراقي وهو فاعل في كل القضايا العراقية وأية مشكلة لن تكون عصية على الحوار ولابد من مواجهة كافة مشاكلنا بالجلوس معا وإيجاد الحلول المناسبة». وأضاف، أن «العراقيين جميعا كانوا صفا واحدا حين تعرضوا للتهديد وأن هذه اللحمة التي واجهنا بها الإرهاب وشاركنا جميعا في طرده لابد أن تكون المنهج في مواجهة أي قضية او أزمة اخرى، وهذا ما جسده الأخوة في الإقليم من خلال تعاطيهم الإيجابي والأخوي مع قضية النازحين حين تعرضوا للخطر». من جهته، قال أعضاء الوفد أن «هذه الزيارة أتت لبحث هموم العراق وقضايا شعبه واستعراضها مع الأخوة في بغداد بغية إيجاد حلول تسهم في رفع المعاناة عن جميع العراقيين وفي كل المناطق.