تحت هذا العنوان أوردت صحيفة «آفرينش» مقالاً نقتطف منه ما يلي: مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في إيران المقررة الشهر المقبل، تصاعدت وتيرة التصريحات من قبل الأحزاب والتيارات السياسية التي تعتزم المشاركة في هذه الانتخابات، خصوصاً بعد التسريبات التي تحدثت عن إمكانية ترشح عدد كبير من الشخصيات والنخب السياسية لخوض هذا السباق الانتخابي. وقالت الصحيفة: إن بعض التيارات السياسية في البلاد بدأت بإطلاق وعود بعيدة عن الواقع من أجل كسب المزيد من أصوات الناخبين، في حين تعتقد النخب الثقافية والفكرية والعلمية بأن مثل هذه الوعود لا تتناسب مع أهمية وحساسية هذه الانتخابات من جانب، كما لا يمكنها أن تنطلي على الشعب الذي بات يدرك تماماً بأن الشعارات الانتخابية شيء ومدى القدرة على تطبيقها وترجمتها على أرض الواقع شيء آخر. ونوّهت الصحيفة إلى أن الظروف التي تمر بها إيران والمنطقة والعالم تتطلب المزيد من الحنكة والدراية في طرح البرامج الانتخابية، وضرورة الابتعاد عن الإسفاف بالوعود، داعية في الوقت ذاته إلى الأخذ بنظر الاعتبار التجارب السابقة التي أثبتت بأن إدارة الدولة وتحقيق تطلعات الشعب تحتاج إلى مزيد من الصبر والإصرار على إصلاح الأوضاع لاسيّما في الجانب الاقتصادي الذي يعد الركيزة الأساسية لتحقيق التطور والتقدم في باقي المجالات. وألمحت الصحيفة إلى ضرورة تبني المنطق العقلاني في إطلاق التصريحات والوعود من قبل المرشحين للانتخابات لأن الشعب لم يعد يطق سماع الوعود المعسولة، في وقت تنتظر فيه معظم شرائحه أن تكون البرامج التي تعتمدها الحكومة القادمة قائمة على أساس الواقع وآخذة بعين الاعتبار التحديات التي تواجهها الدولة في العديد من المجالات. كما شددت الصحيفة على أهمية أن يكون الناخب بمستوى مرموق من الوعي يتناسب مع المسؤولية الملقاة على عاتقه في انتخاب الأصلح من بين المرشحين، ونوّهت كذلك إلى ضرورة عدم توقع حل جميع المعضلات التي تواجهها البلاد بعد فترة قصيرة من تشكيل الحكومة القادمة، لأن السنوات السابقة أثبتت بأن الكثير من المعوقات والعراقيل التي تعترض سبيل الحكومة للنهوض بواجبها قد لا تكون في الحسبان، كما حصل في التراجع الحاد لأسعار النفط في الأسواق العالمية وتأخر تطبيق بنود الاتفاق النووي مع المجموعة السداسية الدولية.