«الجهاد» ترفض حدود 67 و«فتح» تدعو لإنهاء الانقسام - رام الله - «عمان»- نظير فالح - (أ ف ب): أعلن خالد مشعل رئيس المكتب السياسي السابق لحركة حماس، أمس السبت،فوز القيادي إسماعيل هنية برئاسة المكتب السياسي لحركة حماس. وجاء فوز هنية بعد تنافسه مع د.موسى ابو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي للحركة. وجرت الانتخابات في كل من غزة والدوحة بالتزامن بواسطة نظام الربط التلفزيوني «الفيديو كونفرنس». وكان من المفترض أن يسافر عدد من قادة حماس، وعلى رأسهم «هنية»، إلى قطر للمشاركة في الانتخابات، إلا أن إغلاق معبر رفح، حال دون ذلك. ولأول مرة يتم انتخاب رئيس المكتب السياسي لحماس من غزة، رغم انه مقيم في القطاع، حيث انه وحسب اللوائح الداخلية يجب أن يكون رئيس المكتب السياسي مقيما في الخارج وليس داخل الوطن . ويشغل خالد مشعل، هذا المنصب منذ عام 1996، ولا تتيح النظم الداخلية للحركة له الترشح مجدداً. وعقب الناطق باسم حركة حماس عبداللطيف القانوع على انتخاب هنية بقوله « انتخاب إسماعيل هنية رئيسا جديدا للمكتب السياسي لحركة حماس، وانتظام انتخابات الحركة في موعدها، رغم كل الظروف التي تمر بها؛ يعكس قوة تماسك صفها الداخلي، ويرسخ مأسستها وشوريتها، ويعزز احترامها للوائحها الداخلية، وهو تأكيدٌ على أنها حركة ولودة تضخ دماء جديدة، وتجدد قياداتها في كل المستويات التنظيمية واللجان والدوائر المختلفة بشكل دوري ».في الأثناء، أعلنت حركة الجهاد الإسلامي أمس رفضها لوثيقة حماس التي قبلت فيها بإقامة دولة فلسطينية على حدود 1967. وقال نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين زياد النخالة تعقيبا على وثيقة حماس «لا نرحب بقبول حماس بدولة فلسطينية في حدود 1967، لأن هذا برأينا يمس بالثوابت، ويعيد إنتاج المتاهة التي أدخلنا بها البرنامج المرحلي لمنظمة التحرير». وأضاف النخالة المقيم في الخارج في مقابلة نشرها موقع الحركة إن «حركة الجهاد ترفض هذا الحل» و«نبدي تحفظاً شديداً على ما ورد في الوثيقة» التي قال إن صيغتها «تمس بمشاعر رفقاء السلاح». ورحبت حركة (فتح)، بانتخاب هنية، معربة عن أملها أن يتقدم خطوة نحو إنهاء الانقسام. وقال ماجد الفتياني أمين سر المجلس الثوري لحركة فتح، إن (الانتخابات شأن داخلي لحركة حماس. نحن نرحب ونبارك لحركة حماس بفوز هنية). وأعرب الفتياني عن أمله من القيادة الجديدة لحركة حماس برئاسة إسماعيل هنية أن يكون الشأن الفلسطيني الداخلي محور اهتمام لإعادة اللحمة وإنهاء الانقلاب، وأن يكون قولاً وفعلاً. ودعا الفتياني حركة حماس (للتقدم خطوة باتجاه إنهاء الانقلاب الذي استمر نحو إحدى عشرة سنة وسبب شرخا وألما كبيراً للشعب الفلسطيني في غزة وخارج غزة). وقال: طال زمن الانقلاب واعتقد أن هنية هو الأقرب لهذا الموضوع والذي عايشه وكان رئيسا للحكومة في ذلك الوقت لعله يتخذ بعض الخطوات التي ربما تساعد شعبنا الفلسطيني، خاصة بعد ما أعلنت حماس وثيقتها السياسية الجديدة التي في جوهرها لا تختلف كثيرا وتقترب كثيرا من المواقف السياسية والبرامج السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح. وعدلت حماس في مطلع مايو برنامجها السياسي، ووافقت على إقامة دولة فلسطينية على الأراضي التي احتلتها إسرائيل في يونيو 1967 وشددت على الطابع السياسي غير الديني للنزاع مع إسرائيل. يشار الى أن حركة حماس وحركة الجهاد الإسلامي حليفان استراتيجيان وتتفقان في كثير من المواقف. وقال النخالة «نحن كشركاء للأخوة في حماس في مشروع المقاومة والتحرير، كنا نتمنى أن نتوجه لهم بالتهنئة على هذه الوثيقة المهمة، لكننا بصراحة، ومن باب المناصحة، لا نشعر بارتياح تجاه بعض ما جاء فيها». وأضاف «من حيث الموقف السياسي، نعم، الوثيقة فيها تطور وتقدم، لكن على الطريق المسدود، طريق البحث عن حلول وأنصاف حلول للقضية الفلسطينية تحت مظلة ما يسمى الشرعية الدولية، وتجربة من سلكوا هذا الطريق هي التي دفعت كثيرين للتعبير عن مخاوفهم من التنازل عن الثوابت، لكن وبرغم أي تباين في الرأي، نحن نثق بحماس، ونرجو أن لا تتعجل، وتبقي رهانها على شعبنا وأمتنا، وليس على من يناصبنا العداء». وتعتبر إسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي حركتي حماس والجهاد الإسلامي «إرهابيتين» وتستهدفهما بعقوبات. ويرى خبراء أنّ الهدف من موقف حماس الجديد هو الدخول في لعبة المفاوضات الدولية المتعلقة بالقضية الفلسطينية.