صعّدت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي لهجتها بشأن خروج بلادها من الاتحاد الأوروبي متهمة بروكسل بمحاولة التأثير على نتيجة الانتخابات التشريعية البريطانية بقولها: «البعض في بروكسل لا يريدون نجاح المفاوضات ولا يرغبون في نجاح المملكة المتحدة». وأضافت: «الموقف التفاوضي للمفوضية الأوروبية شديد، فقد أصدر سياسيون أوروبيون ومسؤولون تهديدات ضد بريطانيا، وهذه الأعمال جاء توقيتها متعمدا من أجل التأثير في نتيجة الانتخابات العامة». وقالت صحيفة «الديلي تلجراف» في افتتاحيتها بعنوان «تذكير بأسباب تصويتنا للخروج من الاتحاد الأوروبي» إن رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي جاهزة لبدء معركة ليس فقط ضد منافسيها السياسيين في الداخل، بل مع الاتحاد الأوروبي أيضا. وأضافت أن «التطورات الأخيرة التي جرت الأسبوع الماضي، أقنعت ماي بأن الخروج من الاتحاد الأوروبي لن يكون سلساً». ونقلت عن ماي قولها « لن نجعلهم يسحقوننا»، في إشارة إلى تصاعد موقف بروكسل ورفع سعر وثيقة الطلاق بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي من 50 مليار يورو إلى 60 مليار يورو، وصولاً إلى نحو 100 مليار يورو»، بحسب صحيفة «فايننشال تايمز». وفي الوقت نفسه نشرت صحيفة «ديلي تلجراف» تقريرا أشارت فيه إلى أن حلفاء تريزا ماي في حزب المحافظين يتهمون ألمانيا بالتنسيق مع الاتحاد الأوروبي، بإطلاق تصريحات متكررة ضدها والسخرية منها وتسريب معلومات حساسة عن لقاءات خاصة، بغرض أضعاف موقف الناخبين تجاهها مما سيغير ميزان القوى لصالح مفاوضي الاتحاد ويؤثر على محادثات بريكست. ومن بين هذه التصريحات ما قالته المستشارة الألمانية انجيلا ميركل من أن ماي «واهمة» إذا كانت تعتقد أن مفاوضات بريكسيت ستكون نزهة. وتغريدة وزير المالية الألماني مايكل روت بقوله «إن على الحكومة البريطانية أن تتخلى عن الخرافة القائلة أن بريطانيا ستكون أفضل حالا بعد بريكست». وسخرية كبير مفاوضي البرلمان الأوروبي علناً من مهارات ماي التفاوضية. ونقلت الصحيفة عن أحد حلفاء ماي قوله: «هناك تقليد عريق عن عدم تدخل الدول في انتخابات الدول الأخرى، لكن يبدو انهم يخرقون هذا التقليد»، فيما أكدت وزيرة الداخلية أمبر راد أن حكومتها لن تدخل في «حرب تصريحات» مع بروكسل، فمن الخطأ الانجرار إلى حرب كهذه. وقال السير كير ستارمر وزير شؤون بريكسيت في حكومة الظل العمالية إن المحادثات مع الاتحاد الأوروبي «بدأت بداية سيئة جداً جداً». وكانت رئيسة الوزراء البريطانية اكثر حدة في ردها على تصريحات القادة الأوروبيين ليعرفوا انها ليست لقمة سائغة بل ستكون امرأة دموية صعبة «bloody difficult» في مفاوضاتها معهم بحسب ما نشرته صحف «الجارديان» و«المترو» و«التايمز». صحيفة «الجارديان» قالت: إن ماي أعلنت أن رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود جونكر سيكون الشخص التالي لاكتشاف أنها امرأة صعبة المراس إذا ما استمر تكثيف الإحباط من جانب الاتحاد بشأن المفاوضات. وقالت صحيفة «التايمز»: إن كبار الشخصيات في بروكسل حذروا من أن ماي سيتم منعها من الانضمام إلى المناقشات في اجتماعات قادة دول الاتحاد المقبلة اذا ما استمرت في اتباع منهج تفاوضي متصاعد على شروط خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. أما صحيفة «الإندبندنت» فتطرقت لموضوع مطالبة الاتحاد بريطانيا بالسماح لنحو 3 ملايين مواطن من دول الاتحاد بالبقاء في بريطانيا بعد الانفصال. وقالت: إن من بين هؤلاء من لا يحملون وثائق إقامة في بريطانيا، ويصر الاتحاد على عدم بدء المفاوضات إلا بعد الحصول على ضمانات بحصول هؤلاء على حق الإقامة والمعاملة الإنسانية في بريطانيا بعد الانفصال. كما عرض الاتحاد أيضا أن يتمتع المواطنون البريطانيون بنفس الحقوق في دول الاتحاد الـ27 دولة. وفي تصعيد آخر قال كبير المفاوضين الأوروبيين ميشال بارنييه إنه ينبغي على بريطانيا تسديد مليارات الدولارات قبل إتمام انسحابها من الاتحاد، مؤكدا أن «الأمر ليس عقابا ولا ضريبة خروج». إلا أن بريطانيا ترفض دفع هذا المبلغ، حيث أعلن وزير البريكست البريطاني ديفيد ديفيس أن بلاده لن تخوض مفاوضات خروجها من الاتحاد كمتسول بل كطرف مفاوض، رافضا احتمال دفع 100 مليار يورو للاتحاد الأوروبي. وفي المقابل أكد رئيس البرلمان الأوروبي انطونيو تاجاني في مؤتمر صحفي انه لا احد في بروكسل يسعى إلى التدخل في الحملة الانتخابية البريطانية، او التأثير على النقاشات في بريطانيا. وأضاف انهم هم الذين قرروا الخروج من الاتحاد الأوروبي. وما قلناه فقط هو أننا سندافع عن مصالحنا.