في أسوأ اعتداء تشهده بريطانيا منذ 12 عاما -
عواصم - (أ ف ب): قتل 22 شخصا بينهم أطفال وأصيب العشرات حين فجر رجل قنبلة خلال حفل موسيقي كانت تحييه المغنية الأمريكية اريانا غراندي مساء أمس الأول في شمال غرب إنجلترا، في أسوأ اعتداء تشهده بريطانيا منذ 12 عاما. وقد أعلن تنظيم داعش في بيان له تبنيه للهجوم. وفر الحاضرون وبينهم مراهقون بذعر من قاعة «مانشستر ارينا» عند وقوع الانفجار في نهاية الحفل الغنائي، وأعلنت الشرطة أن رجلا قتل بينما كان يفجر عبوة ناسفة. ونددت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي بـ«اعتداء إرهابي مروع». وعلقت الحملة الانتخابية التي تقوم بها استعدادا للانتخابات العامة في 8 يونيو.
وكذلك فعل زعيم المعارضة جيريمي كوربن.
وتوالت ردود الفعل المنددة من مختلف عواصم العالم ومشاعر التضامن مع بريطانيا.
وقالت ماي التي ستترأس اجتماعا وزاريا طارئا «كل أفكارنا تتجه إلى الضحايا والعائلات». وقال قائد شرطة مانشستر ايان هوبكنز ان 22 شخصًا قتلوا في الاعتداء بينهم أطفال فيما أصيب 59 بجروح. وقال غاري ووكر الذي كان قد وصل الى المكان قادما من ليدز القريبة مع زوجته لاصطحاب بناتهما اللواتي كن يحضرن الحفل «سمعنا الأغنية الأخيرة وفجأة سمعنا صوت انفجار، ثم تصاعد دخان».
وقال للـ«بي بي سي» انه جرح في قدمه، بينما أصيبت زوجته في بطنها.
وأورد حساب صالة الحفلات «مانشستر آرينا» في تغريدة على «تويتر» أن الانفجار دوّى خارج قاعة الحفلات في مكان عام. وأوضح بيان للشرطة أن الانفجار وقع في ممر يربط بين الصالة ومحطة قطارات فيكتوريا القريبة.
وأظهرت صور نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي حالة من الذعر داخل القاعة. وعزلت الشرطة المنطقة.
وشوهد عدد من سيّارات الإسعاف وأخرى تابعة للشرطة مركونة في محيط قاعة الحفلات، بحسب مصوّر لوكالة فرانس برس.
وقالت ايلينا سمينو التي كانت تنتظر ابنتها البالغة من العمر 17 عاما أمام مدخل القاعة «أحسست بالانفجار، وحين نظرت كانت الجثث منتشرة في كل مكان».
وهو الاعتداء الأكثر دموية في بريطانيا منذ 7 يوليو 2005 حين فجر أربعة انتحاريين انفسهم في مترو لندن في ساعة الازدحام ما أدى إلى مقتل 52 شخصا وإصابة 700 بجروح. وقالت الشرطة إنها هرعت إلى المكان إثر معلومات عند الساعة 21.33 ت غ عن وقوع انفجار بعد حفل للمغنية الأمريكية أريانا غراندي.
وفي وقت لاحق أعلنت الشرطة إلقاء القبض على رجل يبلغ من العمر 23 عاما يعتقد أنه على ارتباط بالهجوم.
وأفاد بيان للشرطة أنه «في إطار التحقيق المستمر بشأن الهجوم المروع يمكننا التأكيد بأننا ألقينا القبض على رجل يبلغ من العمر 23 عامًا في جنوب مانشستر».
وقال مجيد خان (22 عامًا) لوكالة «برس أسوسييشن» البريطانية «كُنا نهمّ بمغادرة القاعة بعد حفل أريانا غراندي عندما سمعنا دويًا شبيهًا بانفجار، ما أثار الذعر لدى الكُلّ. الجميع كانوا يحاولون الهرب من القاعة».
وأردف: «جميع الأشخاص الذين كانوا في الجانب الآخر من القاعة حيث سُمع دوي الانفجار اتجهوا صوبنا فجأة راكضين ومحاولين الخروج، وبالتالي لم يعد في الإمكان الخروج والجميع هربوا بأقصى سرعة ممكنة باتجاه المخرج الذي استطاعوا إيجاده».
وقالت ايزابيل هودغكين لقناة «سكاي نيوز»: إن «الجميع كانوا في حالة من الهلع، وقد حصل تدافع». وأضافت: «الممر كان يغصّ بالناس، وكانت هناك رائحة حريق.كان هناك دخان كثيف عند خروجنا».
وتتسع القاعة لقرابة 21 الف شخص.
وقال روبرت تمبكين (22 عامًا) للبي بي سي «كان الجميع يصرخون ويركضون، كانت هناك معاطف وهواتف نقالة على الأرض. الناس تركوا كل شيء وراءهم».
وقالت وزارة الأمن الداخلي الأمريكية انها «تراقب الوضع عن كثب». وأضافت: «نعمل مع شركائنا في الخارج للحصول على معلومات إضافية حول سبب الانفجار وكذلك حجم الخسائر البشرية».
وكتب رئيس بلدية لندن صديق خان على حسابه على موقع «تويتر» ان «لندن تقف الى جانب مانشستر أفكارنا تتجه إلى القتلى والمصابين». كذلك نشرت رئيسة بلدية باريس آن إيدالغو تغريدة جاء فيها «باريس تقف هذه الليلة إلى جانب مانشستر».
وفي نيويورك، أعلنت حاكم الولاية أندرو كومو أنه أعطى أوامر بتكثيف الدوريات «في أماكن حساسة محددة» مثل المطارات ومحطات القطار بعد اعتداء مانشستر، بمثابة «تدبير وقائي». وتوالت ردود الفعل المنددة من مختلف أنحاء العالم.
وأعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن الاستعداد «لتعزيز مكافحة الإرهاب» مع بريطانيا بعد الاعتداء «غير الإنساني» في مانشستر. وأعرب الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون عن «صدمته» و«حزنه الشديد» بعد الاعتداء، قائلا انه سيجري محادثات مع رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي. وعبرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عن «حزنها» و«صدمتها».
وقال رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو ان الكنديين «أصيبوا بصدمة من جراء الأنباء عن الهجوم المروع»، فيما قال رئيس الاتحاد الأوروبي دونالد توسك في تغريدة «قلبي في مانشستر هذه الليلة». وندد الأردن بالتفجير «الإرهابي البشع».
وقالت أريانا غراندي على حسابها على تويتر أنها تشعر بأنها «محطمة» نتيجة الاعتداء. وقالت «أنا آسفة من كل قلبي.لا كلام يعبر عمّا أشعر به». وسارع مغنون من عالم البوب أيضا إلى التضامن، فكتبت المغنية كايتي بيري في تغريدة «أصلي للجميع في حفل أريانا غراندي».
وعلقت حركة القطارات من والى محطة فيكتوريا في مانشستر الواقعة تحت القاعة.