فلا ريب أن الإنسان لا يمكنه أن يكون متقيا لله تعالى إلا إذا أطاعه لأن التقوى دلالتها اللغوية على التجنب والابتعاد عن الشيء يقال: اتقاه بمعنى تجنبه وابتعد عنه. وتقوى الله تعالى لا تعني الاجتناب والبعد عن الله تعالى وإنما تعني التقرب إليه، تعني اتقاء سخطه واتقاء عذابه وذلك لا يكون إلا بطاعته سبحانه التي تتمثل في فعل مأموراته وفي ترك منهياته. فإذا من اتقى الله تعالى فقد أطاعه ومن أطاع الله فقد اتقاه لا تتحقق التقوى الا بالطاعة المطلقة لله تعالى في ترك ما نهى عنه وفعل ما أمر به، ولا تتحقق طاعة الله سبحانه وتعالى إلا بهذه التقوى التي تشمل جانب الترك وجانب الفعل او ما يعبر  عنه بعبارة أخرى في جانب التحلي وجانب التخلي.