لا يجوز لأحد أن يخرج عن سننه - سماحته يدعو إلى أن تحيا ندوة تطور العلوم الفقهية من جديد لتتلاقح الأفكار من أجل العطاء النافع للأمة - أجرى اللقاء - سيف بن سالم الفضيلي - أوضح سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام للسلطنة أن العدل مطلب شرعي، وهو الذي ينظم العلاقات، ولا يجوز لأي أحد ان يخرج عن سَنَن العدل وان يقاوم هذا السَنَن على كل أحد أن ينصف من نفسه أولا قبل أن ينتصف من غيره وان يحرص على أداء الحق الذي عليه قبل أن يحرص على أخذ الحق الذي له. ودعا سماحة الشيخ إلى أن تحيا ندوة تطور العلوم الفقهية من جديد لتتلاقح الأفكار من أجل العطاء النافع للأمة. وحثّ سماحته المجتمع على أن يتسابق إلى المساهمة في مشروع المؤسسات الوقفية الخيرية التي تعمل وزارة الأوقاف والشؤون الدينية على التعريف بها، وقال إن القيام بهذا الواجب والمحافظة على المَرْفِق في الحياة والسير به قدما إلى الأمام فإن الوقف هو صدقة في الحياة وصدقة بعد الموت. وبيّن سماحة المفتي العام للسلطنة أن هناك ظروفا فَرَضَت نفسها على العلماء أدت إلى فتور في اللقاءات بين العلماء في هذه الآونة. وأشار سماحته إلى أن التعارف بين الناس والتفاهم فيما بينهم والتآلف الذي يقود إلى التواد في ذات الله أهم ركائز الوحدة، داعيًا إلى انه ينبغي أن يتحكم العقل في العاطفة وان تستغل العاطفة لأجل الخير والبناء والتعمير لا للهدم والتدمير. وذكّر سماحته الأبناء بالقيام برعاية والديهم إذا ما بلغوا من الكبر عتيا ولا يتركوهم لمراكز الرعاية، وقال: «على أي إنسان أن يستذكر أن أبويه ربياه، وهو في ضعف وصبرا على أذاه واحتملا كل شيء منه فليس جديرا به أن ينسى هذه الرعاية ليحرم والداه من رعايته عندما يبلغان من الكبر عتيا»، ونبه سماحته إلى أنه إذا بلغت أموال فاقدي الذاكرة النصاب وحال الحول فللقائم بالأمر أن يخرج زكاته بدون إذن منه، وبيّن، أنه عند حولان الحول على مال الشخص الفاقد الذاكرة يرخص لمن يقوم بأمره باستخراج زكاته.. جاء ذلك في اللقاء الأخير الذي أجراه ملحق «روضة الصائم» مع سماحته. ■■ في وطننا العزيز من القوانين والأنظمة التي تنظم علاقات الناس فيما بينهم وتحافظ على حقوقهم على اختلاف انتماءاتهم ووظائفهم وتخصصاتهم والأماكن التي يقطنون فيها.. إلا أن هناك من يعمل على تجاهل هذه القوانين والأنظمة ما يتسبب في إلحاق الضرر بالوطن والمجتمع ولا يخفى على أحد ما يحصل من حولنا من تذكية للمذهبية والطائفية التي أغرقت تلك البلدان وقضت على مقدراتها.. هل من كلمة توجهونها في هذا الجانب؟ الإسلام رفع الضرر لا ضرر ولا ضرار في الإسلام، والإسلام يأمر بالعدل مع أي أحد كان ولو كان خصما لدودا فالله تعالى يقول: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ» ويقول: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى» وقال: «أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ» فإذا العدل هو مطلب شرعي وهو الذي ينظم هذه العلاقات ولا يجوز لأي أحد أن يخرج عن سَنَن العدل وان يقاوم هذا السَنَن على كل أحد أن ينصف من نفسه أولا قبل أن ينتصف من غيره وان يحرص على أداء الحق الذي عليه قبل أن يحرص على أخذ الحق الذي له. ■ ■ هل سنخسر لقاء العلماء من شتى المدارس لتدارس مستجدات العصر وتقديم الحلول لها وفق منظور إسلامي من خلال ندوة تطور العلوم الفقهية التي تنظمها وزارة الأوقاف والشؤون الدينية على مدى أكثر من عقد؟ وما هو تعليق سماحتكم على هذا التوقف الذي جاء لموسمين؟ نرجو من الله سبحانه وتعالى أن يهيئ للحكومة ولهذا المجتمع من أمرهم رشدا حتى تحيا هذه الندوة من جديد وتتلاقح الأفكار من أجل العطاء النافع للأمة. ■ ■ دشّن بحضوركم قبل عدة أسابيع المؤسسات الوقفية الخيرية.. هل ترون سماحتكم ان موضوع الوقف ومساهماته في الواقع ستصل الى حد الطموح المتوقع له؟ وما هي آراؤكم لزيادة دوره؟ نسأل الله سبحانه أن يحقق هذه الطموحات، وان ييسر للناس القيام بهذا الواجب والمحافظة على المَرْفِق في الحياة والسير به قدما إلى الأمام فإن الوقف هو صدقة في الحياة وصدقة بعد الموت وإذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث من بين هذه الثلاث الصدقة الجارية، وقد فتح الباب لهذا المشروع الخيري الحيوي، فنرجو من الناس أن يتسابقوا في هذا المجال. ■ ■ هناك فتور في لقاءات واجتماعات علماء الأمة في هذه الآونة لبحث ما تعاني منه الأمة.. لماذا؟ قد تكون ظروف فَرَضَت نفسها على العلماء، وقد يكون أيضا شيء من الدعة، وشيء من التكاسل أدى إلى هذا الجانب. ■ ■ العاطفة والانفعال والارتجال الأساس الذي كانت تقوم فيه التجارب الوحدوية في السابق.. هل مثل هذه الأسس لها مساحة في عالم اليوم؟ لا ريب أن العاطفة موجودة لكن هل تتحكم العاطفة في حياة الناس أو أن العقل هو الذي يتحكم فيها، فالمفروض أن يتحكم العقل في العاطفة، وأن تستغل العاطفة لأجل الخير، لأجل البناء والتعمير، لا لأجل الهدم والتدمير. ■ ■ ما هي ركائز الوحدة وقواعد التضامن ومبادئ التعاون الذي يضمن تحقيق الأمن الشامل والتكافل الاجتماعي؟ التعارف بين الناس والتفاهم فيما بينهم والتآلف الذي يقود إلى التواد في ذات الله تعالى عملاً بقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «ترى المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر». ■ ■ هناك قول «النهضة الفكرية، وليس التعليم هو ما يقود الأمم في مدارج التقدم والتغيير الإيجابي».. ما تعليقكم على هذا القول؟ الله سبحانه وتعالى خاطب النبي صلى الله عليه وسلم أول ما خاطبه بقوله: «اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ». وامتن به مزكيا ومعلما عندما قال سبحانه وتعالى: «لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِين». وامتن بهذا على العرب الأميين خاصة عندما قال: «هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ».