لوس أنجلوس «د.ب.أ»: - تؤكد جميع الشواهد أن موسم الصيف الحالي في هوليوود سيكون «موسم البطولات النسائية المطلقة على الشاشة»، أخذاً في الاعتبار الكم الهائل من أفلام الأكشن التي تتصدر بوستراتها نجمات مفتولات العضلات أو بطلات خارقات. يبرز من بين هذه الأعمال «المرأة الخارقة»، البطلة السابقة لسلسلة (دي سي) كوميكس، وتجسد دورها على الشاشة بعد العودة، جال جادوت.
ولا يعد الفيلم واحدا من أكبر رهانات هوليوود في تاريخها على الإطلاق التي تتحمل عبئه بطلة فحسب، بل تتولى إخراجه امرأة أيضا، والتي كان لها الفضل في حصول الشقراء الجنوب إفريقية شارليز ثيرون على الأوسكار كأفضل ممثلة عام 2005 عن دورها في فيلم «شمال المدينة»، إنها المخرجة باتي جنكيز «46 عاما» ومن أشهر أعمالها «متوحشة»، 2003 بطولة شارليز ثيرون أيضا.
وقد شاركت جنكيز في كتابة السيناريو مع آلان هينبيرج، المؤلف الأصلي لرواية الكوميكس بالتعاون مع زاك شنايدر، والذي يعد أحد أشهر الكتاب المتخصصين في أفلام الأبطال الخارقين وعالم دي سي للكوميكس. يضم فريق العمل بالإضافة إلى جادوت، نجوما مثل: كريس باين وروبين رايت وداني هيوستن، بالإضافة إلى النجمة الإسبانية المتألقة إيلينا أنايا، والتي تعتبر واحدة من بطلات أفلام المخرج الإسباني بدرو ألمودوبار.
تدور الأحداث في أوروبا خلال فترة الحرب العالمية الأولى، مطلع القرن العشرين، حيث تتعرف الأميرة الأمازونية ديانا (جادوت) والتي كانت تعيش طيلة عمرها على جزيرة تميشيرا الخيالية، على الكابتن الأمريكي ستيف تريفور (باين)، والذي يقوم بدوره بإحاطتها علما بكل ما يدور حولها في العالم (العصر الحديث ومستجداته)، وتنتقل معه إلى لندن لتساعده على التوصل إلى نهاية سريعة لأحداث العنف والحرب الدائرة.
وتمثل بطولة «المرأة الخارقة»، فرصة كبيرة بالنسبة إلى جادوت، والتي سبق لها الاعتذار عن دور البطولة من قبل في فيلم «الرجل الفولاذي» بسبب ظروف حملها. وكانت شركة وارنر قد عرضت على النجمة الإسرائيلية لعب دور فاورا هو-وي، دون أن تعلم بظروفها في ذلك الوقت، ولكنها بعد ذلك لعبت دور المرأة الخارقة في فيلم آخر للأبطال الخارقين هو «سوبرمان يواجه باتمان: فجر العدالة».
تألقها الكبير برغم ضآلة مساحة الدور وفي الدقائق الأخيرة من فيلم سنايدر، فتح أمامها الباب للمشاركة في عمل قد يكون البداية لسلسلة طويلة متعددة الأجزاء، ومن ثم لا عجب إذن في أن هذا الفيلم كان بمثابة نقطة انطلاق في المسيرة الفنية للبطلة «32 عاما»، والتي بدأتها من خلال ترشحها في مسابقة ملكة جمال إسرائيل، كما شاركت تطوعا في الجيش الإسرائيلي لمدة عامين، وهو ما شجعها على الترشح مع غيرها من النجمات الطموحات لدور فتاة جيمس بوند أمام دانييل كريج في النسخة التي تحمل عنوان «قدر من العزاء»، ولكن لم يحالفها الحظ، إلا أن هذه التجربة ساعدتها في الحصول على دور صغير في أحد أجزاء فيلم سباقات السيارات «السريع والغاضب» عام 2009، وبعد إثبات جدارتها شاركت في ثلاثة أجزاء من الثمانية التي أنتجت حتى الآن من السلسلة.
بهذه المناسبة، تصف جادوت المرأة الخارقة بأنها: «أكثر حشمة وبراءة» من دور نفس الشخصية في فيلم «سوبرمان يواجه باتمان»، نظرا لأن الأحداث تعود في الزمن لقرابة قرن من الزمان في هذا العمل، ومع ذلك تعتبر أن هذه استراتيجية حكيمة، لأنها ستسمح بظهور عوامل تساعد على تطور الشخصية وتفاصيلها تدريجيا، بالتأكيد طالما أن استجابة شباك الإيرادات كانت على المستوى المرجو. في الوقت الراهن هناك تركيز واهتمام كبير بالشخصية، لدرجة أن الحملة الترويجية للفيلم تسببت في حدوث جدل بعد وضع صورة بطلة الفيلم، في زي المرأة الخارقة على منتجات تساعد على إنقاص وزن النساء ضمن حملة (Think Thin) أو«فكر بنحافة». ويرى منتقدو الفكرة أن هذه الحملة تعد خيانة لمضمون المرأة الخارقة، لمجرد الربط بينها وبين منتجات النحافة، ومدى سطحية هذه التوجهات، على اعتبار أن هذه محاولة رجعية للعودة إلى التركيز على مظهر المرأة وجاذبيتها الخارجية، بدلا من التركيز على قيم أخرى أجدى نفعا في الوقت الحالي لا ترتبط بالشكل.
من جانبها آثرت شركة وارنر براذرز المنتجة للفيلم، تفادي التعليق على هذه الانتقادات في الوقت الراهن، مركزة هدفها على حملة الغرض منها جمع أكبر قدر من العائدات في تاريخ السينما لفيلم بطولة نسائية. تجدر الإشارة إلى أن ميزانية الفيلم بلغت 100 مليون دولار، وتراهن وارنر على تحقيق إيرادات تتراوح بين 65 و75 مليون دولار في الأسبوع الأول من عرض الفيلم.