[gallery size="medium" columns="4" ids="481682,481681,481680,481683"] جامعة السلطان قابوس تؤكد لـ «عمان» - كتب- محمد الصبحي - نجحت جامعة السلطان قابوس في استزراع مجموعة من النباتات النادرة والتي لا تنمو إلا في بيئات ذات خصائص فريدة، ومن هذه النباتات شجرة الزيتون البري والعلعلان والضجع والصغوت والشوع، وأكد أحمد بن محمد الوهيبي مشرف الحديقة النباتية بجامعة السلطان قابوس أنه يتم إنتاج ما يقارب من 300 نبات سنويا تكون جاهزة للحقل والتي تساهم المشتل في تكوين بيئة صالحة للاستزراع في الجامعة.. وقال «يمثل المشتل الركيزة والدعامة الأساسية للحديقة النباتية حيث إن اختلاف البيئات في السلطنة تعتبر تحديا كبيرا لاستزراع العديد من الأنواع في مواقع أخرى، ويقسم المشتل إلى عدة أقسام حيث توجد حاضنات البذور ومنطقة استزراع العقل، كما يحتوي على مناطق لتدريب النبات على اختلاف الطقس من خلال نقلة إلى عدة بيئات مختلفة بداخل المشتل، ويتم إنتاج ما يقارب من 300 نبات سنويا تكون جاهزة للحقل كما ويساهم المشتل من خلال نشر النباتات المحلية بتوزيعها على المواطنين والباحثين. وأوضح الوهيبي أن شجرة العلعلان دائمة الخضرة أحد أنواع الأشجار الصنوبرية ذات الرائحة العطرية المنعشة وتنتمي لفصيلة السرويات، ويعد هذا النبات ثنائي الجنس حيث يوجد منه أشجار تحمل الأزهار الأنثوية وأخرى تحمل الأزهار الذكرية، ونوع واحد فقط من هذا الجنس، جونيبر سيرفاشانيكا، يتواجد في جبال شمال عمان وبالأخص سلسلة جبال الحجر الغربي. هذه الشجرة تعرف محليا العلعلان ويمكن أن تنمو هذه الشجرة إلى علو 20 مترا، وهناك أنواع أخرى تتواجد في المملكة العربية السعودية واليمن حيث يطلق عليها اسم شجرة العرعر، هذه الأشجار تفضل الأجواء المناخية الباردة وهي بطيئة نسبيا في النمو، ولكنها تعتبر من الأشجار المعمرة التي تعيش لمئات السنين. وأكد الوهيبي وضعت شجرة العلعلان ضمن فئة النباتات المهددة بالانقراض ضمن تصنيف كتاب قائمة نباتات عمان الحمراء الصادر في عام 2014، بعض أشكال التهديد تتلخص في التطور العمراني واستزراع الأراضي والرعي الجائر والتحطيب والممارسات السياحية الخاطئة وأيضا العوامل الطبيعية مثل تغير المناخ والجفاف، وتستخدم أوراق شجرة العلعلان في الطب الشعبي في عمان وذلك لعلاج ألم العضلات والشلل. حيث تنقع الأوراق في الزيت ومن ثم يستخدم الزيت كمساج لتدليك المناطق المصابة بالشلل سواء في الأطراف أو الوجه. الزيتون البري وأضاف أن شجرة الزيتون البري دائمة الخضرة، تصل إلى علو 10 أمتار، وذات لحاء متشقق، والأوراق متقابلة ذات لون أخضر لامع من فوق وأخضر مائل للبني من أسفل، الأزهار ذات رائحة عطرية وبيضاء اللون، والثمار لحيمة يصل طولها حوالي 1.5 سم وتتحول للون الأسود المزرق عند نضوجها، وتنمو الشجرة في المناطق المرتفعة من جبال شمال وجنوب عمان، وفي جبال الحجر من شمال عمان، يطلق على هذه الشجرة اسم «العتم»، أما في جبال ظفار في الجنوب من عمان تعرف باسم «الميطان». وأوضح أن ثمار الزيتون البري غير صالحة للأكل وذلك بسبب مرارتها بشكل عام، ولكن يوجد بعض الثمار المستساغة للأكل في أماكن معينة من جبال الحجر الغربي، وأن خشب شجرة الزيتون قوي ومقاوم للنمل الأبيض، ولذلك كان يستخدم في بناء المنازل وكوقود للطبخ ولصناعة الفحم، وتستخدم الأغصان لصناعة العصي كما تستخدم الأوراق كعلف للحيوانات، وتعمل الأزهار العطرة على جذب النحل لصناعة أحد أجود أنواع العسل، ومن الاستخدامات الطبية لشجرة الزيتون أن يتم نقع اللحاء في ماء ساخن ويشرب المنقوع باردا لعلاج الإمساك. شجرة الصغوت وقال «إن شجرة الصغوت توجد فقط في ظفار، وتعتبر من أكثر الأشجار شيوعا على السفوح وقمم الجبال، في معظم الأوقات تكون موجودة بكثرة لدرجة أنها تكون غابة لوحدها، وتنمو هذه الشجرة على امتداد جبال ظفار من جبل القمر غربا إلى القمم الجنوبية من جبل سمحان شرقا، وتتساقط أوراق شجرة الصغوت في فصل الجفاف، وتظهر الأوراق الجديدة قبل بداية فصل الخريف بقليل. وأضاف «تعتبر الصغوت واحدة من أهم أشجار الرعي في ظفار، وتشكل مرعى جيدا للحيوانات في فصل الجفاف في ظل شح أشجار الرعي الأخرى، كما أن الرعي على الصغوت تسبب زيادة في الوزن للحيوانات وكذلك زيادة في إنتاج الحليب وتحسين طعمه». وأوضح يستخدم خشب شجرة الصغوت في بناء الأغراض المنزلية، ويستخدم كحطب وقود لأنه سريع الاشتعال ولا ينطفئ حتى في أوقات الرطوبة والأوقات الماطرة، ومن الناحية الطبية، تستخدم النساء الأوراق الجافة لأغراض النظافة الشخصية خاصة بعد الولادة، وتستخدم الأوراق أيضا في علاج الجروح والخدوش وكذلك كعلاج لعسر الهضم والغازات في البطن. الشوع وقال الوهيبي «يعتبر الشوع من الأشجار المنتشرة في المناطق الجبلية في سلسلة جبال الحجر وينمو على سفوح الجبال وحواف الوديان، وشجر الشوع من النباتات المعمرة وهي شجرة يصل طولها من 2 إلى 8 أمتار، وذات أفرع مستقيمة وأوراق صغيرة، للشجرة أزهار ذات لون وردي جذاب مائل إلى البياض، وتبدأ الأزهار في الظهور قبل ظهور الأوراق، وتعطي الأزهار بعد التلقيح ثمار قرنية طويلة وتحتوي كل ثمرة على عدد من البذور في صف واحد، والبذور تشبه حبات الفستق وهي غنية بالزيت والذي يشبه في شكله زيت الزيتون، ويتم استخراج زيت الشوع بعد تجفيف البذور تحت أشعة الشمس المباشرة ومن ثم تطحن البذور وتوضع في الماء لمدة يوم واحد وبعد ذلك تستخرج من الماء وتعصر لاستخلاص الزيت. وأضاف «زيت الشوع له استخدامات عدة فهو يستعمل في الطبخ، ودهنه على الجلد ينفع من الجرب والحكة والكلف والنمش، كما ينقي الأحشاء بلعا مع العسل والخل. كما يؤخذ ممزوجا مع زيت القرنفل وزيت حب الهال لتسهيل عملية الولادة ومن الاستعمالات الحديثة لزيت الشوع أنه يستعمل كمثبت للعطور، وكما يدخل في صناعة مواد التجميل والزيوت المستخدمة لتصفيف الشعر، وكذلك يستخدم لأغراض الإضاءة. المواد المتخلفة بعد عصر الزيت فتستخدم كسماد جيد للزراعة». وأوضح «أن أوراق النبات الغضة وأزهاره وثماره تستخدم كغذاء ودواء للإنسان، فعصير الأوراق قاتل للبكتيريا. كما أن الأوراق تؤكل لعلاج الإسقربوط والتهاب القناة التنفسية المصحوب بإفرازات. وعصير الأوراق أيضا مقيئ في حدود 5 جرامات، كما يعطى للأطفال مع الملح لعلاج انتفاخ المعدة بالغازات، قشور النبات تستخدم ضد لدغ العقرب وقشر الجذور يستخدم كمدر للبول كم يستخدم مسحوق القشور كسعوط في حالة ألم الرأس، وتستخدم عجينة الجذور الطازجة مخلوطة بالملح لعلاج الالتهابات والأورام والمفاصل المصابة بالروماتيزم والأجزاء المصابة بالشلل، ويعتقد أن عصارة الأزهار مع اللبن مدرة للبول ومانعة لتكوين الحصى وقاتلة للديدان، أما البذور فهي منشطة». نباتات الضجع وقال «إن نبات الضجع ينتمي إلى فصيلة الصقلابيات ويصنف علميا على أنه جنس الكار لوما، ويتميز الضجع بأنه من النباتات العصارية التي تأقلمت وتعايشت مع مناخ البيئة الصحراوية في الجزيرة العربية، وهناك عدة أنواع من نبات الضجع والتي توجد في الجزيرة العربية وخاصة في سلطنة عمان واليمن والمملكة العربية السعودية، وتنمو نباتات الضجع في المناطق الصخرية المفتوحة في السفوح وأعالي الجبال، وعلى ارتفاعات تتراوح بين 200 إلى 2000 متر فوق سطح البحر، وفي السلطنة تنتشر هذه النباتات على نطاق واسع في جبال الحجر من الشرق إلى الغرب، وكذلك على امتداد جبال ظفار تتكون نباتات الضجع من السيقان اللحيمة التي تكاد تكون خالية من الأوراق، ولكن الأوراق تكون من الصغر بحيث لا ترى بالعين المجردة أحيانا وتحتاج إلى تكبير بالمجهر (الميكروسكوب)». وأوضح أن الأزهار تنمو على شكل رؤوس في أطراف السيقان وقد يصل عدد الأزهار في كل رأس إلى أكثر من 100 زهرة، وتتنوع ألوان الأزهار من الأصفر إلى الأحمر أو الأبيض أحيانا وعلى الرغم من جمال أشكال الأزهار وألوانها المتعددة إلا إنها تنتج روائح نفاذة وغير مستحبه تشبه غالبا روائح الجثث المتعفنة، والغرض من انبعاث هذه الروائح هو جذب أنواع من الذباب والحشرات التي تشكل عاملا أساسيا في عملية تلقيح الأزهار وبالتالي إنتاج الثمار لضمان عملية البقاء لهذه الأنواع من النباتات، وتكون الثمار على شكل قرنين كل يحوي بداخله عشرات البذور والتي بدورها تنتشر عن طريق الرياح بمساعدة مجموعة من الشعيرات الحريرية التي تساعدها على الطيران لتهبط في مكان ما وينمو منها نبات جديد. وقال إن الحديقة النباتية بجامعة السلطان قابوس أول حديقة نباتية في سلطنة عمان، أنشئت لتكون مرجعا علميا للباحثين والدارسين لعلم النبات والمهتمين بالنباتات العربية والعمانية خاصة، ومنذ إنشائها والعمل مستمر لتطويرها لتكون نافذة بيئية لنباتات الجزيرة العربية والنباتات العمانية خاصة. تقع الحديقة في قلب حرم جامعة السلطان قابوس على مساحة تبلغ 4.5 هكتار وتتميز الحديقة بتواجد العديد من النباتات المحلية في منطقة واحدة حيث تشكل ما يقارب من 60% من نباتات الحديقة. وأكد الوهيبي أن حديقة العلوم تتبع حاليا وحدة العلوم الحياتية بجامعة السلطان قابوس بعدة وظائف حيوية مثل التعريف بالنباتات المختلفة وتصنيفها علميا، واستزراع الأصناف النباتية الجديدة، وإجراء البحوث العلمية في المجالات المتعلقة بالنبات والتربة والبيئة، وإبراز دور المعشبة وأهميتها في النهوض بعلم النبات، والمحافظة على السلالات النباتية وجنس النبات عن طريق بنك البذور. وأوضح تقسم الحديقة إلى عدة مناطق حسب التصنيف النباتي والتواجد الجغرافي مثل مجموعة النباتات العمانية التي تقدم مجموعة فريدة من النباتات العمانية المحلية والتي جمعت لتمثل مجموعة النباتات العمانية حيث قسمت المجموعة إلى نباتات شمال عمان ونباتات جنوب عمان ، ومن المعروف أن النباتات العمانية المحلية تقدر بأكثر من 1200 نوع يتركز منها 80% في المناطق الجنوبية من السلطنة. وأوضح أن مشجر يضم مجموعة من الأشجار والشجيرات الخشبية ويركز على الأنواع العمانية كأشجار الغاف والسمر بالإضافة إلى الأشجار الاستوائية وغير استوائية من مناطق عدة، ويبين تصميم المشجر الطرق التي كان تستخدم فيها الأشجار كالاستظلال وطعام للماشية وأيضا كسياج حماية. كما أكد على وجود أحواض التصنيف والتي تصنف كيفية ترتيب النباتات وفقا لهويتها، تتسلسل النباتات من النوع إلى الجنس إلى التجمع، فالنوع هو الوحدة الأولى في التصنيفات النباتية، أما الجنس فهو عبارة عن مجموعة من الأنواع، تكون مجموعة من الأجناس العائلة، وتتجمع مجموعة من العائلات في رتبة، وتكون مجموعة من الرتب ما يعرف بالقسم أو التجمع، وقد تم تقسيم منطقة أحواض التصنيف في حديقة النباتات إلى 32 حوضا مقسمة بين نباتات ذات الفلقة الواحدة ونباتات ذات الفلقتين حيث تم مراعاة تقسيم الأحواض إلى درجات التشابه والاختلاف بين النباتات المزهرة وهذه الأحواض تمثل المجموعات الأساسية للنباتات المزهرة التي تنمو في المناطق القاحلة وشبه القاحلة. الحديقة المائية وأوضح أن الحديقة النباتية تحتوي على حديقة مائية في وسط الحديقة النباتية حيث تتكون البحيرة التي تضم العديد من أنواع الحياة الفطرية والتي تستخدم للتدريس وإجراء البحوث وتضم أيضا الفلج وهو نظام الري المتبع في سلطنة عمان حيث تعتبر الأفلاج في عمان جزءا أصيلا من نسيج الحياة الاجتماعية للمجتمع العماني منذ القدم، فهي مورد الماء الذي قامت عليه الحياة والحضارة، كما تضم أيضا مرصدا للطيور ومواقع كثيرة للاسترخاء وقضاء الأوقات. وأشار الوهيبي إلى حديقة ابن سينا الطبية وهي تمثل مجموعة النباتات المستخدمة سواء في التداوي أو في الحياة اليومية، وتحيط بها أحواض تعمل كوحدات تعليمية تصور عمليات التلقيح والتكاثر والتكيف مع البيئات. وقد تم التركيز في حديقة ابن سينا على طرق الاستفادة من النبات وتوزيعها في مجموعات منتظمة يشكل النظام الوعائي محورا لها حيث تم تسوير الحديقة بنبات الياس ورتبت الأحواض بداخلها بحسب نوع الاستخدام. المجموعة الأفريقية وأوضح أن الحديقة النباتية مجموعة كبيرة من النباتات الأفريقية المستوطنة في عمان حيث يلعب موقع السلطنة، وقربها من السواحل الأفريقية سهولة انتقال أنواع كثيرة من أنواع الحياة الفطرية إلى داخل البلد، كما أن علاقة السلطنة بالتجارة البحرية مع أفريقيا نقل العديد من المواد التي كان يستفاد منها مثل الأشجار التي تستخدم في الوقود أو الظل. البيئات العمانية وأوضح تبين مجموعة البيئات العمانية التقسيم البيئي للنبات في سلطنة عمان حيث التنوع من حيث نباتات الهضاب والجبال والأودية، وكما هو معروف أن هناك أنواعا كثيرة مهددة بالانقراض بسبب الرعي الجائر والاستخدام الخاطئ للنبات، كما أن امتداد العمارة أخذ حيزا كبيرا في ربوع السلطنة فإن هذه المنطقة تساعد الناس على التعرف بالأنواع المهددة بالانقراض في البيئات العمانية.