لوس أنجلوس، «د.ب.أ»: تشهد الشاشة الكبيرة عودة الكابتن جاك سبارو غريب الأطوار، الشخصية التي يجسدها ببراعة النجم المتجدد، جوني ديب في الجزء الخامس من سلسلة أفلام الحركة والإثارة والمغامرات «قراصنة الكاريبي». الجديد هذه المرة هو إسناد دور الشرير للنجم الإسباني الاستثنائي خابيير بارديم، استثمارا لنجاحه في هذه النوعية من الأدوار في أفلام «لا وطن للعجائز» و«جيمس بوند: سكاي فول». ولا يعرف بعد إن كان هذا التوجه، سيؤدي إلى مساحة حرية أكبر للنجم الإسباني، الذي عمل مع كبار مخرجي أمريكا مثل الأخوين كوين وودي آلان، أم إلى تنميط بطل «بحر داخلي» الحائز على الأوسكار كأفضل فيلم أجنبي عام 2004. والجزء الجديد من السلسلة (قراصنة الكاريبي: الرجال الأموات لا يحكون حكايات)، ويعرف تجاريا بـ«انتقام سالازار» من إخراج النرويجيان يواخيم رونينج وإسبن سانبيرج، حيث يستعيد، بالإضافة إلى الحبكة الأساسية للسلسلة «لعنة اللؤلؤة السوداء»، إنتاج 2003، من حيث توجه السيناريو وإيقاع الأحداث. يحمل السيناريو توقيع جيري بروكيمر، الذي شارك في الإنتاج مع جيف ناثانسون. بطبيعة الحال يلعب دور البطولة جوني ديب، بالاشتراك مع كيفن ماكنللي وجيوفري رش في دور (القرصان هكتور باربوسا)، بالإضافة إلى جوشمي جيبز. بدأ التحضير لمشروع الفيلم، بعد قيام الحكومة الأسترالية، سعيا منها لمنافسة جارتها الجنوبية، نيوزلندا في مجال تصوير الأعمال السينمائية على أراضيها، بتقديم حوافز لأسرة الفيلم بلغت 20 مليون دولار. وقد بدأ عرض الفيلم تجاريا في جميع أنحاء العالم اعتبارًا من 26 مايو الماضي، بما في ذلك الصين نفسها، التي تعد ثاني أكبر سوق عالمي للفن السابع بعد الولايات المتحدة. كالعادة تدور الأحداث حول مغامرات الشخصية الرئيسية، الكابتن جاك سبارو، الذي يطارده الكابتن الإسباني أرماندو سالازار، والتي يجسدها خابيير بارديم، حيث أكد أن الشخصية اجتذبته للغاية، لما تنضوي عليه من تكريم لمسقط رأسه، إقليم الأندلس، جنوب إسبانيا، ولما تحتويه من عناصر قوة مثل الغضب والرغبة العارمة في الثأر والانتقام. «عالقًا في مثلث الشيطان لسنوات طويلة، ينجح في الهرب، ويقرر القضاء على جميع قراصنة البحار والثأر من جاك سبارو بالتأكيد». يتميز العمل بالإضافة إلى كوكبة النجوم التي وضعت اسمها على أفيش الفيلم، ببراعة في الديكورات، الملابس والمكياج، وهي البهرجة المعتادة في معظم أعمال المغامرات التي تنتجها ديزني، سواء رسوم متحركة أو عادية. وهكذا نجحت ديزني في إقناع كيرا نايتلي بالعودة للظهور مجددا في هذا الجزء، في دور إليزابيث تيرنر، ونجم البيتلز السابق، بول مكارني، وهي تفصيلة يلفها الغموض، خاصة وأن ديزني كانت قد عرضت من قبل على عازف جيتار فريق رولينج ستونز، كيث ريتشاردز الظهور في الجزء السابق. كما يعود مع هذا الجزء النجم أورلاندو بلوم، الذي شارك في الأجزاء الثلاثة الأولى من السلسلة، والذي لم يخف حماسه وفضوله لمعرفة رأي الجمهور في هذا الجزء، حيث وصفه بأنه «رائع ومبهر»، موضحا «بالنسبة لكثيرين، عادة ما يكون الجزء الأول هو المفضل، ولهذا يحرص القائمون على السلسلة على استعادة إيقاع وسياق الجزء الأول، بدون الإفراط في تفاصيل المؤثرات والخدع التي تؤثر على الخط السردي للعمل». يؤكد بلوم أنه بالرغم من التكنولوجيا المتاحة في الوقت الراهن، تم تصوير الكثير من مشاهد هذا الجزء بالتقنيات التقليدية، بدون «شاشة خضراء»، وبمشاركة ممثلين حقيقيين من لحم ودم، على غرار ما حدث في الأجزاء السابقة، التي شارك فيها النجم البريطاني. من المعروف أن تقنية مفتاح الكروما (Chroma key) هي عبارة عن تصوير المشهد على خلفية ذات لون أخضر أو أزرق، ثم بعد ذلك يتم حذف هذه الخلفية ببرامج الجرافيك ودمج المشاهد والمؤثرات المصممة على برامج الجرافيك معها، وتساعد تقنية الكروما على توفير الكثير من المال والوقت والجهد فمثلا بدلا من أن يضطر فريق العمل لبناء البيئة المحيطة أو مثلا بناء ديكورات المباني التاريخية والتي تأخذ الكثير من الوقت والمجهود فيمكن أن يتم تصوير المشهد بالكروما ثم تصميم البيئة المحيطة المطلوبة على برامج الجرافيك ثم دمجها بسهولة مع المشهد، وقد بدأت هذه التقنية في التوسع مع أفلام «ماتريكس»، ثم «الرجال إكس»، أما أشهر النماذج وأقلها نجاحا بسبب الإفراط في التقنية فكانت «300» عن الحرب بين الفرس واسبرطة، و«10.000 سنة قبل الميلاد». يتذكر بلوم مشاهد تتطلب مخاطرة بدنية، مما اضطره لإعادة المشهد لأكثر من مرة على مدار أيام التصوير، مؤكدا سعادته باستعادة هذا الجانب الأصيل من العمل. «كان أمرًا جنونيًا تمامًا، ولكنه مذهل في الوقت نفسه، القيام بالعمل على هذا النحو، والعودة لتكرار نفس الأسلوب». ومع ذلك، فإن دوره في هذا الجزء ليس بنفس الأهمية مقارنة بالأجزاء السابقة. أما من ناحية التكاليف، فتجدر الإشارة إلى أن الميزانية المبدئية للمشروع كانت 250 مليون دولار، ولكن تقرر زيادتها إلى 320 مليونًا، ومع ذلك ليس هناك ما يدعو للقلق، حيث تتوقع الشركة أن تعادل الإيرادات الجزء السابق، بل وتتفوق عليها أيضًا، والتي بلغت مليار دولار في جميع أنحاء العالم، على الرغم من أن الميزانية لم تتجاوز الربع مليار. ربما يكون «انتقام سالازار» الجزء الأخير من سلسلة أفلام قراصنة الكاريبي، ومع ذلك لم يقرر رونينج شيئًا بعد تاركًا الباب مفتوحًا على احتمالات عمل جزء آخر، على أن يكون هو النهائي. ومن المقرر له أن يرى النور، ما لم يجد جديد.