"العُمانية" وقّع المتحف الوطني اتفاقية لإقامة معرض بعنوان "عجائب العالم: من الخرائط إلى الروائع الفنية"، بالتعاون مع مؤسسة فويبوس الثقافية البلجيكية؛ بهدف تعزيز التعاون الثقافي والفني بين البلدين في مجالات الفن والثقافة والتراث الفني ذات الاهتمام المشترك.
وقّع الاتفاقية من جانب المتحف الوطني سعادة جمال بن حسن الموسوي، الأمين العام للمتحف، فيما وقّعها من جانب مؤسسة فويبوس البلجيكية الدكتورة كاثرينا فان كوترين، الرئيسة التنفيذية للمؤسسة.
وتنص الاتفاقية على إقامة معرض فني من 2 ديسمبر 2026م إلى 2 مارس 2027م، يسلّط الضوء على إسهام الفنانين والعلماء الفلمنكيين، خلال بدايات العصر الحديث، (القرن 16-18م)، وفهم العالم من حولهم بدقة وشغف، عبر رسم الخرائط، ودراسة الطبيعة بما في ذلك النباتات والأصداف والمعادن، إلى جانب تصوير العالم بعناية فائقة تمزج بين العلم والجمال.
ونشأت هذه الأعمال ضمن ثقافة ازدهرت فيها التجارة، وحب الاكتشاف، والمهارة الحِرفية، ونظرت إلى العالم بوصفه فضاءً جديرًا بالتأمل.
ويضع المعرض هذا المنظور الفلمنكي في حوار ثقافي موزون مع سلطنة عُمان، مستندًا إلى أوجه التشابه في الأفق البحري، وطرق الملاحة، والاهتمام بالمواد والثقافة البصرية.
وتُعدّ مؤسسة فويبوس البلجيكية من المؤسسات الفنية الثقافية الرائدة في أوروبا، حيث تُعنى باقتناء وصون وإدارة المقتنيات الفنية، بالإضافة إلى تنظيم المعارض والأنشطة الثقافية والبحوث العلمية المتعلقة بالفنون، بما يسهم في الحفاظ على التراث الفني وإتاحته للجمهور في إطار أكاديمي وثقافي متكامل.
الجدير بالذكر أن هذا المعرض يأتي ضمن جهود المتحف الوطني لتعزيز الحوار الثقافي الدولي، وإبراز أوجه التشابه بين الحضارات من خلال الفنون والثقافة، بما يسهم في ترسيخ مكانة سلطنة عُمان كمركز للتبادل الثقافي والتواصل الحضاري، ويدعم الشراكات مع المؤسسات الثقافية العالمية ذات الخبرة العريقة.
ووقّع المتحف الوطني أمس اتفاقية شراكة استراتيجية مع مجموعة طريق الحرير الثقافية المحدودة، بهدف إطلاق مشروع التكامل الثقافي العُماني-الصيني في المتحف الوطني بمسقط، على أن يُدشن رسميًا في منتصف عام 2026م. وتسعى مجموعة طريق الحرير الثقافية المحدودة إلى دعم الحوار والتفاهم بين الثقافات، من خلال رعاية المشاريع الثقافية وتعزيز الشراكات الدولية على الصعيد العالمي.
وقّع الاتفاقية من جانب المتحف الوطني سعادة جمال بن حسن الموسوي، الأمين العام للمتحف، فيما وقّع نيابة عن مجموعة طريق الحرير الثقافية المحدودة كل من أصيلة بنت سالم الصمصامية، رئيسة مجلس إدارة المجموعة، ونيلسون شان نيم شلون، المدير العام، وماثيو تاي شي يب، المدير التنفيذي.
ويأتي هذا المشروع النوعي متسقًا مع مستهدفات رؤية عُمان 2040م، ومبادرة «الحزام والطريق» الصينية، ليؤسس لمرحلة متقدمة من التكامل الثقافي، ويعزز دور المتحف الوطني بوصفه منصة عالمية للمعارض المتخصصة والتبادل الثقافي الدولي. وسيشمل المشروع تنظيم سلسلة من معارض الفنون والتحف النادرة، إلى جانب إقامة مزادات فنية دولية لأول مرة في سلطنة عُمان، تستهدف جامعي التحف والخبراء من الشرق الأوسط والعالم.
ويستند المشروع إلى إرث دبلوماسي وتجاري عريق بين الصين وعُمان يعود إلى عهد أسرة مينغ (1368–1644)، حين قاد المستكشف الصيني الشهير تشنغ خه سبع رحلات بحرية إلى شبه الجزيرة العربية. وبدعم من مجموعة China Poly Wing-On (Macau)، سيشهد المتحف الوطني عرض أكثر من ألف قطعة أثرية نادرة وفاخرة، تُقدّر قيمتها الإجمالية بنحو 10 مليارات دولار أمريكي.
وستُعرض هذه المقتنيات الفريدة في جناح مخصص للفنون والتحف الصينية داخل المتحف الوطني، مع خطط لتدوير عدد منها في مواقع بارزة في سلطنة عُمان. وتشمل المجموعة روائع فنية تعود إلى عهد أسرة مينغ، بما في ذلك قطع مرتبطة بالملاح والدبلوماسي الشهير تشنغ خه، أول صيني وصل إلى الأراضي العُمانية، إلى جانب أعمال مهمة تمثل مختلف العصور الصينية.