سول"أ.ف.ب": يزور الرئيس الكوري الجنوبي لي جاي ميونغ الصين بدعوة من نظيره شي جينبينغ الاسبوع المقبل من الأحد وحتى الأربعاء، بحسب ما أفادت كل من سول وبكين.
وجرى آخر لقاء بين الرئيسين في نوفمبر على هامش قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ "أبيك" في مدينة غيونغجو الكورية الجنوبية.


وستكون الزيارة الأولى التي يقوم بها رئيس كوري جنوبي إلى الصين منذ العام 2019.
وسيشارك الرئيس الكوري الجنوبي في قمة مع شي في بكين من الأحد حتى الثلاثاء، إلى جانب عشاء رسمي، بحسب ما أفاد مكتبه.
وأفاد متحدث باسم مكتبه بأن الزعيمين سيعملان على "تعزيز الاستعادة الكاملة للشراكة التعاونية الاستراتيجية".
كما سيسعيان لتعميق التعاون في ما يتعلق بـ"سلاسل الإمداد والاستثمار والاقتصاد الرقمي ومكافحة الجريمة العابرة للحدود الوطنية والبيئة".
ومن ثم سيتوجّه لي إلى شنغهاي التي تعد مركزا اقتصاديا مهما، لمدة يومين.


وسعى لي لإعادة إطلاق العلاقات مع بكين بعد سنوات من التوتر في عهد سلفه يون سوك يول.
وعملت سول على مدى عقود على الموازنة بين علاقتها مع الصين، أهم شريك تجاري لها، والولايات المتحدة التي تعد أهم ضامن للدفاع عنها.
لكن العلاقات مع الصين تدهورت في 2016 بعدما وافقت سيول على نشر منظومة "ثاد" الدفاعية الصاروخية أميركية الصنع.
وردت بكين بإجراءات اقتصادية واسعة النطاق ففرضت قيودا على الأعمال التجارية الكورية الجنوبية وحظرت إرسال مجموعات سياحية.
كما أثّرت خلافات ثقافية بما في ذلك مزاعم الصين بشأن أصول طبق "كيمتشي" الكوري الجنوبي على الرأي العام تجاه بكين.
وفي 2022، أظهر استطلاع لأول مرة بأن الكوريين الجنوبيين يشعرون بالارتياب من الصين أكثر من اليابان، القوة الاستعمارية السابقة، وهو اتّجاه تواصل في السنوات الأخيرة.


كما تخيّم العلاقة الوثيقة بين الصين وكوريا الشمالية التي ما زالت عمليا في حال حرب مع الشطر الجنوبي، على العلاقات بين سيول وبكين.
واعتبر لي الشهر الماضي بأن الرئيس الصيني قادر على لعب دور في الجهود الرامية لإصلاح العلاقات مع جارة بلاده الشمالية.
وقال أستاذ العلوم السياسية في "جامعة هانكوك للدراسات الخارجية" لي جاي-موك لفرانس برس إن بيونغ يانغ ما زالت "المشكلة الأهم" في العلاقات.


وأضاف "ما زال هناك توقع بأن بإمكان الصين المساعدة في فتح قناة للحوار مع بيونج يانج".
وحاول الرئيس الكوري الجنوبي تجنّب التطرق إلى مواضيع قد تثير حفيظة بكين.
ولدى سؤاله هذا الشهر عما إذا كان سيقف إلى جانب اليابان في إطار خلافها المتصاعد مع الصين، رد لي بالقول للصحافيين إن "الوقوف مع أحد الأطراف لا يؤدي إلا إلى مفاقمة التوتر".