عواصم "وكالات": اقترحت الولايات المتحدة على أوكرانيا ضمانات أمنية "متينة" في مواجهة روسيا لفترة 15 سنة قابلة للتمديد، بحسب ما كشف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم الاثنين، مشيرا إلى أنه طلب مدّة أطول من واشنطن خلال لقائه الأحد بدونالد ترامب.
وقال زيلينسكي خلال مؤتمر صحافي عبر الإنترنت "أريد فعلا أن تكون هذه الضمانات أطول. وقلت له إننا نرغب في النظر في إمكانية طرح 30 أو 40 أو 50 سنة"، مشيرا إلى أن نظيره الأمريكي وعده بدرس هذا المقترح.
وأشار إلى أنّ حصول كييف على ضمانات أمنية سيكون شرطا لرفع الأحكام العرفية في أوكرانيا والتي دخلت حيز التنفيذ منذ اليوم الأول لبدأ الحرب الروسية في اوكرانيا والتي تحظر بشكل خاص على الرجال الأوكرانيين في سن الخدمة العسكرية (الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و60 عاما) مغادرة البلاد إلا بتصريح خاص.


وقال زيلينسكي إن خطة السلام التي وضعها ترامب "تمت الموافقة عليها بنسبة 90%" وأن "الضمانات الأمنية بين الولايات المتحدة وأوكرانيا تمت الموافقة عليها بنسبة 100%".
وأعرب الرئيس الأوكراني عن أمله في عقد اجتماع قريبا في أوكرانيا بين مسؤولين أمريكيين وأوروبيين.


وقال "نرغب في تنظيم اجتماع على مستوى المستشارين خلال الأيام المقبلة. رستم عمروف (المفاوض الأوكراني) على اتصال بجميع المستشارين الأمريكيين والأوروبيين. نريد أن يُعقد هذا الاجتماع في أوكرانيا". وأوضح أنّ هذا الاجتماع سيسبق اجتماعا بين القادة الأوروبيين والأوكرانيين، قبل قمة محتملة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والقادة الأوروبيين.
وتابع "نحن جميعا ملتزمون التزاما راسخا بضمان عقد الاجتماعات التي ذكرتها في يناير. بعد ذلك، أعتقد أنه إذا سارت الأمور تدريجيا، سيتم عقد اجتماع بشكل أو بآخر مع الروس".
واشار زيلينسكي ​ اليوم الاثنين ‌إن خطة السلام المطروحة والمؤلفة ‌من 20 ‍نقطة ‌لإنهاء ‍الحرب الروسية يجب أن ⁠تُطرح للاستفتاء في أوكرانيا.


وأضاف للصحفيين في محادثة عبر ⁠تطبيق ⁠واتساب أنه ⁠ستكون ‍هناك حاجة لوقف ‌إطلاق نار لمدة 60 ‌يوما على الأقل لإجراء مثل هذا الاستفتاء.
واشار زيلينسكي اليوم الإثنين الى إنّ القضايا المتعلّقة بالأراضي التي تسيطر عليها روسيا ومحطة زابوريجيا النووية، ما زالت آخر الأجزاء التي لم يتم حلّها في المحادثات لإنهاء الحرب.


وقال زيلينسكي للصحافيين "ما زالت هناك قضيّتان: محطة زابوريجيا النووية، كيف ستعمل، وقضية الأراضي" التي تحتلّها موسكو. وأضاف "لهذا السبب، قلت إنّ الخطة المكوّنة من 20 نقطة جاهزة بنسبة 90 %".
من جهته، أقرّ الرئيس الامريكي بعد لقاءه بزيلينسكي باستمرار الخلاف بين كييف وموسكو بشأن الأراضي المتنازع عليها. وتقضي الخطة الحالية التي نُقّحت بعد أسابيع من المفاوضات الأمريكية الأوكرانية المكثفة، بوقف الحرب على خطوط الجبهة الحالية في منطقة دونباس الشرقية، وإنشاء منطقة منزوعة السلاح، فيما تطالب روسيا بتنازلات إقليمية.


وقال ردا على سؤال بشأن منطقة دونباس "لم يأت الحل لكنه يقترب أكثر فأكثر. إنها مسألة شائكة جدا، لكنني أعتقد أنها ستحل".
وعرض ترامب إلقاء كلمة أمام البرلمان الأوكراني للترويج للخطة، في اقتراح وإن كان مستبعدا، سارع زيلينسكي للترحيب به.
وأبدى زيلينسكي انفتاحا على الخطة الأمريكية المعدلة، ما يمثل اعتراف كييف الأكثر صراحة حتى الآن بتنازلات إقليمية محتملة، رغم أن ذلك سيحتاج إلى استفتاء يصوت عليه الأوكرانيون.


من جهة اخرى، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم الاثنين اجتماعا لحلفاء كييف في باريس مطلع يناير المقبل لمناقشة الضمانات الأمنية التي ستقدّم لأوكرانيا في إطار اتفاق سلام مع روسيا.
وكتب ماكرون على "إكس" بعد محادثة مع نظيرَيه الأمريكي دونالد ترامب والأوكراني فولوديمير زيلينسكي:سنجمع دول "تحالف الراغبين" في باريس مطلع يناير لوضع اللمسات الأخيرة على المساهمات الملموسة لكل منها.
وأضاف ماكرون الذي أجرى أيضا محادثة ثنائية مع زيلينسكي "نحن نحرز تقدما في ما يتعلق بالضمانات الأمنية التي ستكون أساسية لبناء سلام عادل ودائم".
الكرملين يحذر: عدم توصل كييف إلى اتفاق سيفقدها اراضيها
من جهته، قال الكرملين اليوم الاثنين إنه يتعين على أوكرانيا ‌سحب قواتها من الجزء الذي لا تزال تسيطر عليه في دونباس إذا ما كانت تريد سلاما، وأضاف أنه إذا لم تتوصل كييف إلى اتفاق فإنها ستخسر المزيد من الأراضي.


وأجرى ​الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأمريكي دونالد ترامب اتصالا
اليوم ‌الأحد قبيل اجتماع ترامب في ميامي مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إنه ‌من المقرر إجراء مكالمة أخرى بين ‍الرئيسين الروسي والأمريكي ‌قريبا جدا.
ورفض بيسكوف التعليق على ‍فكرة إنشاء منطقة اقتصادية حرة في دونباس أو على مستقبل محطة زابوروجيا النووية، الخاضعة لسيطرة روسيا، وقال ⁠إن الكرملين يرى ذلك غير ملائم.


وعندما سُئل عن تصريحات يوري أوشاكوف المساعد بالكرملين بشأن القرار الذي يتعين على كييف اتخاذه بشأن دونباس، قال بيسكوف إن على أوكرانيا ⁠سحب قواتها من المناطق التي لا تزال ⁠تحت سيطرتها. وتشير تقديرات روسية إلى أن موسكو تسيطر حاليا ⁠على ‍خُمس ‌أوكرانيا، بما في ذلك شبه جزيرة القرم التي ضمتها في عام 2014، ونحو 90 %من دونباس، و75 %من منطقتي زابوريجيا ‌وخيرسون، وأجزاء صغيرة من مناطق خاركيف وسومي وميكولايف ودنيبروبتروفسك.
وقال بيسكوف إنه لم يتم التطرق لإمكانية إجراء أي اتصال بين بوتين وزيلينسكي. وأعاد بيسكوف تكرار تصريحات ترامب التي قال فيها إن أوكرانيا قد تخسر المزيد من ‍الأراضي لصالح روسيا خلال الأشهر المقبلة ما لم تبرم كييف.
وأضاف بيسكوف أن مكالمة هاتفية جديدة ستجرى قريبا بين بوتين وترامب.


وقال بيسكوف إنه على مواطني الاتحاد الأوروبي تقبل القادة الذين انتخبوهم حتى موعد الانتخابات.
وأضاف بيسكوف، ردا على أسئلة الصحفيين حول موقف الكرملين من فكرة إنشاء منطقة اقتصادية حرة في دونباس، الخاضعة حاليا لسيطرة القوات الأوكرانية، ومن مقترح الإدارة المشتركة لمحطة زابوريجيا النووية، "نعتقد أن التعليق على نقاط نقاش محددة غير مناسب في هذا الوقت. التعليقات العامة غير مناسبة".


وأشار بيسكوف إلى أن موضوع هدنة عيد الميلاد لم يناقش خلال المكالمة الهاتفية بين بوتين وترامب.
ودعا الكرملين في بيان بشأن المحادثات بين بوتين وترامب كييف إلى اتخاذ "قرار شجاع" وسحب القوات فورا من دونباس، واصفا القادة الأوروبيين بأنهم العائق أمام السلام.


وقال يوري أوشاكوف، المستشار الدبلوماسي للكرملين، إن "روسيا والولايات المتحدة متفقتان على وجهة النظر نفسها، وهي أنّ الاقتراح الأوكراني والأوروبي لوقف إطلاق النار موقتا... لن يؤدي إلا إلى إطالة أمد النزاع وإلى استئناف الأعمال العدائية".