كتب - فهد الزهيمي
حقق المدرب الوطني في لعبة الهوكي خالد بن عبدالرحمن الرئيسي إنجازًا غير مسبوق في مسيرته المهنية، بعد أن أنهى بنجاح دورة المستوى الرابع «البرو» في ماليزيا، وحصل من خلالها على أعلى شهادة تدريبية في رياضة الهوكي، ليصبح بذلك أول مدرب عُماني ينال هذه الشهادة المتقدمة في التدريب. ووصف الرئيسي هذا الإنجاز بأنه محطة تاريخية في مسيرته التدريبية، مؤكدًا أن الحصول على شهادة «البرو» تحدٍّ كبير على المستويين المهني والشخصي. وقال في حديثه لـ«عُمان»: إن الحصول على هذه الشهادة يمثل تتويجًا لمسار طويل من الشغف والعمل والتطوير في عالم التدريب، والوصول إلى أعلى مرحلة في مسيرتي المهنية، ولا أزال أطمح إلى مواصلة التعلم والاستفادة في المرحلة المقبلة، وهو فخر لي أن أكون أول مدرب عُماني يحقق هذا الإنجاز، بما يفتح الطريق أمام زملائي المدربين العُمانيين للسير في المسار ذاته.
وأشار الرئيسي إلى أن رحلته نحو هذه الشهادة لم تخلُ من التحديات، موضحًا أن من أبرزها التنقل المستمر بين المناطق والالتزام الصارم بالمواعيد، وهو ما يُعد جزءًا أساسيًا من متطلبات التخطيط في هذا المستوى المتقدم، إضافة إلى أن برنامج الدورة كان مكثفًا وقصيرًا مقارنة بالمستويات السابقة، ويتطلب تغييرًا جذريًا في المنهج والفكر التدريبي، كما أن الطموح الشخصي كان حاضرًا بقوة، ولدي أهداف خاصة أتمنى تحقيقها في المستقبل، على أن تصب في مصلحة الرياضة العُمانية بشكل عام خلال المرحلة المقبلة.
وقال الرئيسي: شهادة «البرو» تختلف كليًا عن المستويات التدريبية السابقة، سواء من حيث أسلوب إدارة الفريق أو طبيعة التحديات ومستوى المباريات، فهي تتعامل مع المنظومة الرياضية بشكل متكامل، وتُلزم المدرب بتقديم خطة عمل واضحة، وبناء فريق قادر على المنافسة، مع توظيف جميع العوامل المتاحة لتحقيق الأهداف المنشودة.
وحول الجوانب الفنية والعلمية التي ركزت عليها الشهادة، قال: ركزت الشهادة بدرجة كبيرة على ما يُعرف بـ«مشاركة الثقافة»، أي كيفية نجاح المدرب في التعامل مع ثقافة البلد أو الفريق الذي يعمل معه، كما شملت اكتشاف المواهب، وتحليل الأداء، والتخطيط، والقيادة، وبناء برنامج متكامل يمتد من مرحلة الإعداد وحتى نهاية البطولة، مع التعامل مع مختلف التحديات خلال فترة التحضير، كما تُسهم هذه الشهادة في إعداد المدرب للتعامل مع المستويات الاحترافية والمنتخبات الوطنية، وفي عملية اتخاذ القرار الفني والاحترافي، وتحديد الأهداف الرئيسية، واختيار المواهب القادرة على تحقيق الإضافة المطلوبة.
تطوير التدريب
المدرب الوطني خالد بن عبدالرحمن الرئيسي، أكد أيضًا أن حصوله على شهادة التدريب الأعلى في اللعبة سينعكس على تطوير مستوى التدريب في الهوكي العُماني، وسيكون له أثر إيجابي، لأن العمل في هذا المستوى يعتمد على البحث العميق والتحليل، وهو ما يساعد المدرب على الوصول إلى أهدافه بصورة أكثر وضوحًا واحترافية؛ حيث سيستفيد اللاعب من مفاهيم المستوى الأعلى في التدريب، سواء على صعيد الأداء أو طريقة التفكير، ما ينعكس على جودة العمل والمشاركة داخل الملعب، كذلك تسهم هذه الشهادة في تغيير نظرة المجتمع الرياضي للمدرب الوطني.
وحول رؤية الرئيسي لمستقبل الهوكي العُماني إذا تم الاستثمار الجاد في الكفاءات الوطنية، قال: ستكون هناك نتائج إيجابية ومكاسب واضحة على المدى القريب والبعيد.
وأضاف: المدرب الوطني في حاجة ماسة لإثبات حضوره على المستوى العالي، وذلك من خلال تطوير الذات باستمرار، وحسن توظيف الثقافة الشخصية في التعامل مع اللاعبين والبيئة المحيطة للوصول إلى الأهداف المطلوبة.
وأوضح خالد الرئيسي أنه يمكن تحقيق التوازن بين الخبرات الأجنبية وتمكين المدرب الوطني، وذلك من خلال تبادل الخبرات والثقافات، وتحديث الفكر التنظيمي، بما يتيح للمدرب الوطني الوصول إلى مستويات متقدمة. وتحدث الرئيسي حول أبرز الثغرات في منظومة إعداد المدربين، وهي متطلبات التدريب نفسها، وآلية إعداد المدربين، وهي الأساس الذي يجب العمل عليه.
وردًا حول كيفية الاستفادة من تجربته كنموذج وطني، قال: يأتي عبر شق المسار التدريبي بشكل صحيح، والاعتماد على النفس، والتعمق في مفاهيم «لماذا؟ وأين؟ وكيف؟»؛ لأنها تساعد المدرب على التطور بصورة كبيرة، كما أكد المدرب خالد الرئيسي أن هناك أهمية كبيرة لمسار وطني واضح للمدربين، وذلك بشرط أن يديره أشخاص ذوو كفاءة عالية، دون عوائق أو مبررات تعيق هذا المسار، وكذلك من خلال وجود الدورات المتقدمة والتدريب المستمر لأنها ترفع كفاءة المدرب، لما تتضمنه من معلومات متجددة ومراجعات معرفية مستمرة.
جوانب نفسية وسلوكية وقيادية
الرئيسي أشار أيضًا إلى أهمية الجوانب النفسية والسلوكية والقيادية للاعبين، وذلك من خلال الجوانب النفسية لأنها أساس الأداء داخل الملعب وخارجه، وتشمل الثقة بالنفس، والتركيز، والتحكم في الضغوط، وأيضًا الجوانب السلوكية، وهي التي تعكس انضباط اللاعب والتزامه في التدريبات ونمط الحياة، وكذلك الجوانب القيادية، والتي لها التأثير الإيجابي ورفع معنويات اللاعبين.
وحول كيفية بناء لاعب قادر على المنافسة القارية والدولية، قال: يأتي عبر التخطيط طويل المدى، والتطوير الفني والتكتيكي، والإعداد البدني وفق المعايير العالمية، والبناء النفسي، وغرس السلوك الاحترافي، وتنمية الشخصية القيادية، وإيجاد بيئة تنافسية صحية، وأن يكون المدرب قدوة في السلوك والتواصل؛ لأن اللاعب شريك في التطور وليس مجرد منفذ للأوامر، كما أن الانضباط يُبنى بالاقتناع لا بالخوف، والتنافس وسيلة للتطوير لا للإقصاء، والخطأ جزء من التعلم، كما أن العدالة والوضوح أساس الثقة داخل الفريق.
رسالة لاتحاد اللعبة
المدرب الوطني في لعبة الهوكي خالد بن عبدالرحمن الرئيسي ختم حديثه لـ«عُمان» بالقول: بدأت العمل على برنامج استشاري يقارن بين منتخباتنا الوطنية ونظيراتها الدولية، لتحديد الفجوات ونقاط التطوير، وسأعلن تفاصيله بعد الانتهاء منه، ورسالتي للاتحاد العُماني للهوكي والأندية مفادها أنه يجب الاهتمام بالتدريب والتطوير، لأن تطور المدرب يقود بالضرورة إلى تطور اللاعب، وتطور اللاعب يقود إلى تطور المنتخبات الوطنية، وهذا سينعكس إيجابًا على المشاركات الخارجية للمنتخبات الوطنية خلال المرحلة المقبلة. كما أن رسالتي للمدربين العُمانيين الشباب هي التعاون المستمر، وتشكيل لجنة تجمع المدربين لتبادل الأفكار بما يخدم اللاعب العُماني، وأن يكون العمل جماعيًا وأن يرتكز على الفئات السنية، ولا يخفى على الجميع أن البناء طويل المدى، يؤسس ثقافة جديدة تُقدّم التخطيط والاستمرارية خلال المرحلة المقبلة.