بدية - خليفة الحجري
تنطلق في العاشر من يناير المقبل فعاليات "ماراثون عُمان الصحراوي 2026"، أحد أبرز الأحداث الرياضية العالمية في مجال سباقات التحمل والمغامرة، لمسافة 165 كيلومترًا، في تجربة استثنائية تمزج بين التحدي البدني وروعة الطبيعة العُمانية، وتستمر حتى 14 يناير 2026، بمشاركة عدّائين محترفين وهواة من مختلف دول العالم.
وينطلق السباق من قرية الواصل بولاية بدية، عابرًا مسارات صحراوية متنوعة عبر كثبان رمال الشرقية، قبل أن تُختتم الرحلة على شواطئ بحر العرب في قرية "قحيد" الساحلية بولاية جعلان بني بو حسن. ويبلغ طول المسار الرئيسي للجري الصحراوي 165 كيلومترًا، إلى جانب 100 كيلومتر لمسار المشي الصحراوي، موزعة على خمس مراحل، في اختبار حقيقي للقدرة البدنية والتحمّل الذهني.
ولا يقتصر الحدث على سباقات المسافات الطويلة فقط، بل يتضمن برنامجًا متكاملًا يستهدف مختلف الأعمار والقدرات، حيث اعتمدت اللجنة المنظمة تنظيم عدد من السباقات المحلية، من بينها: سباق الأطفال (2 كم) وسباق 5 كم للشباب والعائلات وسباق 10 كم لاختراق الضاحية ونصف ماراثون (21 كم) والماراثون الكامل (42 كم) للمحترفين والهواة.
ويعكس هذا التنوع حرص المنظمين على تحويل الماراثون إلى مهرجان رياضي مجتمعي يفتح آفاق المشاركة الواسعة من داخل سلطنة عُمان وخارجها. ومن المتوقع أن تشهد النسخة الحادية عشرة مشاركة دولية واسعة من عشرات الدول، ليكون الماراثون منصة للتلاقي الثقافي وتبادل الخبرات الرياضية، وتعزيز الحضور العالمي لسلطنة عُمان على خارطة الرياضة والمغامرة.
ويمثل "ماراثون عُمان الصحراوي" اختبارًا فريدًا للعدّائين، في ظل تفاوت درجات الحرارة بين النهار والليل، وتغيّر طبيعة الأرض بين الرمال الناعمة والكثبان المرتفعة والمسارات المفتوحة، ما يضفي بُعدًا مغامرًا يضعه ضمن أبرز سباقات الصحراء عالميًا، كما يسعى الحدث إلى تحقيق مجموعة من الأهداف، في مقدمتها الترويج للسياحة الرياضية، وتعزيز الاقتصاد المحلي، وإبراز جمال البيئة الصحراوية العُمانية وتنوعها الطبيعي، إلى جانب ترسيخ مفهوم الرياضة كأسلوب حياة صحي ومستدام.
وأكدت اللجنة المنظمة أن الاستعدادات تسير وفق أعلى المعايير الدولية، مع توفير الدعم اللوجستي والطبي الكامل لضمان سلامة المشاركين، إلى جانب تنظيم فعاليات ثقافية وتراثية مصاحبة تعكس أصالة المجتمع العُماني، وتمنح الزوار تجربة متكاملة تجمع بين الرياضة والثقافة والسياحة.
وإلى جانب كونه الحدث الرياضي الأبرز من نوعه في سلطنة عُمان، يعزز "ماراثون عُمان الصحراوي" الصورة العالمية للسلطنة، باعتباره أكثر من مجرد سباق؛ بل رسالة دولية تؤكد قدرة عُمان على تنظيم أحداث كبرى، وترسّخ مكانتها كوجهة رائدة لرياضات الصحراء والمغامرات.
وقد حقق الماراثون في نسخه الماضية شهرة محلية وعالمية واسعة، مستقطبًا أكثر من 700 متسابق، فيما بلغ عدد المسجلين هذا العام نحو ألف متسابق من مختلف دول العالم وسلطنة عُمان، لخوض مغامرة الجري في الصحراء العُمانية بتنوع تضاريسها ومشاهدها الخلابة، من الكثبان الرملية الذهبية المحيطة بالواحات، إلى المخيمات الصحراوية ومنازل البدو ومواقع تربية الإبل، وصولًا إلى لحظات شروق وغروب الشمس ولوحات السماء المرصعة بالنجوم وضوء القمر، في تجربة بدنية ورياضية لا تُنسى.