كييف"وكالات": يجتمع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بنظيره الأميركي دونالد ترامب غدًا في فلوريدا لمناقشة خطة إنهاء الحرب في إطار مفاوضات لم تُسفر بعد عن أي نتائج ملموسة، فيما اتهم رئيس أوكرانيا موسكو بعدم الرغبة بوقف النزاع على خلفية استمرار قصفها كييف.
وأعلن الرئيس الأوكراني زيلينسكي اليوم أثناء توجهه إلى الولايات المتحدة، أنّه سيتحدث عبر الفيديو مع حلفائه الأوروبيين أثناء توقفه في كندا قبل لقائه الرئيس الأميركي دونالد ترامب.مشيرا الى انه سيجتمع مع الرئيس الأمريكي دونالد ‌ترامب في ‍ولاية فلوريدا وإنه ‌يأمل ‍في التوصل إلى حل بشأن ⁠إطار سلام لإنهاء الحرب الروسية.
وقال زيلينسكي في رسائل صوتية ⁠للصحفيين إن ⁠الضمانات الأمنية التي ⁠تعرضها ‍واشنطن ضرورية ‌لضمان السلام، وإن نطاق تلك الضمانات متوقف ‌على ما سيكون ترامب مستعدا لتقديمه.
وبعد نحو أربع سنوات على بدء روسيا هجومها الواسع على أوكرانيا، لا تزال الأخيرة تتعرض لقصف يومي. وقد وشنت روسيا سلسلة من الانفجارات القوية على كييف ليل اليوم ، في حين حذر الجيش السكان من طائرات مسيّرة وصواريخ تُهدد عدة مناطق أوكرانية.
وتسببت الهجمات الليلية في العاصمة باندلاع حريق في مبنى سكني، كما أدت إلى مقتل شخص وإصابة 19 آخرين نُقل 11 منهم إلى المستشفى، بحسب رئيس البلدية فيتالي كليتشكو.
وأوضح كليتشكو أنّ "2600 مبنى سكني، و187 حضانة أطفال، و138 مدرسة، و22 مرفقا للخدمات الاجتماعية" انقطعت عنها التدفئة.
وأفاد حاكم منطقة كييف ميكولا كلاشنيك بأن الهجوم أسفر عن مقتل امرأة تبلغ 47 عاما.
وقال "كانت أجزاء من الضفة اليسرى للنهر في المنطقة لا تزال من دون كهرباء حتى صباح غدًا ، إذ انقطعت التيار عن أكثر من 320 ألف منزل".
وأكد زيلينسكي أن الهجوم الروسي الأخير على كييف يُظهر أن روسيا "لا تريد إنهاء الحرب"، قبيل مغادرته إلى الولايات المتحدة.
وقال "لا يريد الروس إنهاء الحرب، ويسعون إلى استغلال كل فرصة للإمعان في معاناة أوكرانيا وزيادة ضغوطهم على الآخرين حول العالم".
وتسارعت وتيرة المحادثات في الأسابيع الأخيرة بهدف ايجاد حل للنزاع يستند إلى خطة وضعها ترامب. وبينما اعتبرت كييف والدول الأوروبية في البداية أنّ هذه الوثيقة منحازة جدا لموسكو، كشف زيلينسكي هذا الأسبوع تفاصيل نسخة معدّلة، انتقدتها موسكو متهمة أوكرانيا بمحاولة "إفشال" المفاوضات.
وتدعو الخطة الجديدة المعدلة إلى تجميد خط المواجهة الحالي من دون تقديم حل فوري لمطالب روسيا التي تشمل السيطرة على أراض تشكل أكثر من 19% من أوكرانيا.
وقال زيلينسكي للصحفيين الجمعة "لدينا جدول أعمال مزدحم، سيعقد الاجتماع خلال عطلة نهاية الأسبوع في فلوريدا، حيث سنلتقي بالرئيس ترامب".
وأكدت الرئاسة الأوكرانية لاحقا أن الاجتماع المرتقب غدًا الأحد في فلوريدا حيث يمضي ترامب عطلة الأعياد في مقر إقامته في مارالاغو.
وبحسب زيلينسكي، ستركز المناقشات على "المسائل الحساسة" المتعلقة بمصير دونباس، وهي منطقة صناعية وتعدينية في شرق أوكرانيا تطالب بها موسكو، ومحطة زابوريجيا النووية في الجنوب التي تحتلها القوات الروسية.
وسيتناول الرئيسان أيضا الضمانات الأمنية التي يمكن أن تقدّمها الدول الغربية لأوكرانيا في إطار اتفاقية سلام محتملة مع روسيا.
وقال زيلينكسي "هناك قضايا معينة لا يمكننا مناقشتها إلا على مستوى القادة".
- استفزاز -
وحذر ترامب زيلينسكي من أن لا شيء مضمونا حتى يعطي هو "موافقته". وقال لموقع بوليتيكو "لا يملك الرئيس الأوكراني أي شيء حتى أوافق أنا عليه"، مردفا "لذا سنرى ما لديه".
وأضاف "اعتقد أن الأمور ستسير على ما يرام معه، وستسير على ما يرام مع بوتين"، مشيرا إلى أنه سيتحدث "قريبا" إلى الرئيس الروسي.
وينصّ المقترح الأخير القائم على 20 بندا على تجميد خطوط القتال من دون الاستجابة للمطلب الروسي بسحب القوات الأوكرانية من نحو 20% من منطقة دونيتسك التي تسيطر عليها.
وخلافا للنسخة الأصلية التي صاغها الأميركيون وقُدّمت قبل أكثر من شهر، لا ينص المقترح الجديد على أي التزام قانوني من كييف بالامتناع عن الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو)، وهو ما يُعدّ بمثابة استفزاز لموسكو التي قدّمت هذه القضية كأحد أسباب الحرب.
ولهذه الأسباب، يبدو من غير المرجح أن توافق روسيا على المقترح الجديد.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف الجمعة إن النص الجديد "يختلف اختلافا جذريا" عما تفاوضت عليه موسكو مع الأمريكيين، داعيا إلى العودة إلى الاتفاقيات السابقة، وإلا "لن يتم التوصل إلى أي اتفاق".
وأضاف ريابكوف "بدون حلّ جذري للمشاكل الكامنة وراء هذه الأزمة، سيكون من المستحيل التوصل إلى اتفاق نهائي"، متهما كييف وحلفاءها الأوروبيين "بمضاعفة جهودهم لعرقلة" المفاوضات الدبلوماسية.
من جها ثانية، أكد الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون في تهنئته للرئيس الروسي فلاديمير بوتين بمناسبة رأس السنة أن كوريا الشمالية وروسيا قد تشاركتا "الدماء والحياة والموت" في حرب أوكرانيا.
وبحسب وكالات الاستخبارات الكورية الجنوبية والغربية، أرسلت بيونغ يانغ آلاف الجنود للقتال إلى جانب موسكو في غزوها لأوكرانيا الذي بدأ قبل نحو أربع سنوات.
- تشاور أوروبي -
وأعلن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف الجمعة عن "اتصال هاتفي" بين الروس والأميركيين، لكنه رفض الكشف عن تفاصيلها لأن "نشر هذه المعلومات قد يكون له تأثير سلبي على مسار التفاوض".
وقبل اجتماعه مع ترامب، تحدث زيلينسكي الجمعة إلى عدد من القادة، من بينهم المستشار الألماني فريدريش ميرتس والأمين العام لحلف الناتو مارك روته.
من جانبها، أعلنت رئاسة الوزراء البريطانية أنّ كير ستارمر تحدث بعد ظهر الجمعة إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وميرتس، مؤكدين مجددا هدفهم المتمثل في "سلام دائم".
وفي انتظار نتائج المفاوضات، كثّف الجيش الروسي تقدّمه في الأشهر الأخيرة.
وأعلن الجيش الأوكراني الثلاثاء انسحابه من مدينة سيفيرسك الصغيرة الواقعة في شرق البلاد، تحت ضغط القوات الروسية. وقد سهّل هذا الانسحاب الوصول إلى آخر مدينتين رئيسيتين في منطقة دونباس التي لا تزال تحت السيطرة الأوكرانية، وهما كراماتورسك وسلوفيانسك.
وعلى مقربة من خطوط المواجهة في الشمال الشرقي، قُتل شخصان وأُصيب أربعة الجمعة في غارة روسية على خاركيف.