تواصل دار الأوبرا السلطانية مسقط تفعيل مبادرة "الأبواب المفتوحة. وهي مبادرة رائدة تهدف إلى نقل العروض الموسيقية والفنون الأدائية إلى خارج مبنى الدار، لتصل إلى الأفراد الذين تحول ظروفهم دون الحضور، إيماناً من الدار بأن الفن رسالة إنسانية تهدف إلى إثراء الحياة وتنمية الجوانب التعليمية والتربوية.
تأتي هذه المبادرة ضمن سلسلة جهود التواصل المجتمعي التي انطلقت منذ عامين، مؤكدة على قدرة الموسيقى في توحيد الشعوب. ومن خلال شراكاتها الاستراتيجية، نجحت المبادرة في ترك أثر عميق في نفوس الكثيرين، مانحةً فئات مجتمعية خاصة تجارب فنية استثنائية. وقد اتسع نطاق هذا التعاون ليشمل مؤسسات وطنية رائدة، من بينها مستشفى جامعة السلطان قابوس، ودار الرعاية الاجتماعية بالرستاق، ومركز رعاية الطفولة، وجمعية التدخل المبكر، ومستشفى المسرة.
وفي هذا السياق، صرّح أومبرتو فاني، المدير العام لدار الأوبرا السلطانية مسقط، قائلاً: "إن مبادرة (الأبواب المفتوحة) تجسد التزامنا بجعل الفنون متاحة للجميع، وتسخير الموسيقى والمسرح كأدوات فعّالة للتواصل والدمج داخل المجتمع وخارجه". كما تولي الدار أهمية كبرى لبرامج التعليم والتواصل المجتمعي التي تُقام داخل الدار، بما في ذلك توفير لغة الإشارة في الفعاليات والأنشطة، سعياً لفتح "أبوابها" أمام فئة الصم وتعزيز مبدأ الشمولية للجميع. وفي إطار هذا التعاون، نظمت دار الأوبرا السلطانية مسقط مبادرة متخصصة بالتعاون مع المركز الوطني للتوحد التابع لوزارة التنمية الاجتماعية، تحت عنوان "ورش مختبر التمثيل لأطفال طيف التوحد". وتمثل هذه الخطوة طفرة نوعية في دعم قدرات هذه الفئة وتعزيز فرص اندماجهم المجتمعي.
أُقيمت ورش العمل في مقر المركز في الفترة من 14 إلى 18 ديسمبر، بإشراف الخبيرين أندريا تامانييني وألكساندرا دي كابوا من فرقة " براديبوتياتار" بجمهورية سان مارينو. وقد أظهر الأطفال تفاعلاً ملهماً أدى إلى نتائج ملموسة شملت تنشيط قنوات التواصل غير اللفظي، وتطوير القدرات التعبيرية والإبداعية لدى المشاركين مما حقق حالة من الهدوء النفسي والسكينة، الذي بدوره يدعم الخطط العلاجية للمركز.
وأشادت الفاضلة الدكتورة نادية العجمية، مديرة المركز الوطني للتوحد، بهذا التعاون المستمر، معتبرةً إياه خطوة حيوية نحو الشمولية الثقافية. وقالت: "استضافة هذه الورش المسرحية ليس مجرد نشاط فني، بل هو مشروع إنساني يهدف لتعزيز الدمج الاجتماعي الفعال، ونحن نؤمن بقدرة الفن على بناء جسور التواصل وتمكين الأفراد".
الجدير بالذكر أن هذا التعاون أثمر سابقاً عن برنامج "المسرح الموسيقي المشترك"، كما شهد العام الماضي تنظيم معرض فني ضم 20 لوحة من إبداع أطفال المركز تزامناً مع اليوم العالمي للتوعية بالتوحد.
يُعد المركز الوطني للتوحد الأول من نوعه في السلطنة، ويحظى برعاية كريمة من السيدة الجليلة عهد بنت عبدالله البوسعيدية، حيث يقدم حزمة متكاملة من الخدمات التأهيلية والعلاجية التي تمتد حتى مرحلة البلوغ، بهدف تمكين ذوي طيف التوحد من تحقيق استقلاليتهم والاندماج بفاعلية في المجتمع.