استطلاع - فاطمة الحديدية
يواصل «نادي المرأة للرياضة والإبداع الثقافي» إتاحة الفرص أمام المرأة لممارسة الأنشطة الرياضية والثقافية، وتحفيز دورها المجتمعي بما يتناسب مع احتياجاتها الفعلية، إضافة إلى تنظيم المسابقات والبطولات والفعاليات التي تواكب تطلعات المرأة العُمانية في مجالات الصحة والرياضة والإبداع، وفي هذا الجانب تتواصل تدريبات رياضة الأكوا أيروبيك التي تعد واحدة من أبرز أشكال التمارين البدنية الحديثة، التي تهدف إلى تحسين اللياقة القلبية التنفسية، وزيادة معدلات حرق السعرات الحرارية، وتعزيز النشاط العام للجسم. وتعتمد هذه الرياضة على أداء حركات إيقاعية متتابعة داخل الماء، تُنفّذ غالبًا على أنغام موسيقية، مما يمنحها طابعًا ممتعًا مفعمًا بالحيوية والطاقة، وتتميز الأكوا أيروبيك بكونها رياضة مناسبة لمختلف الفئات العمرية والمستويات البدنية، حيث تساعد على تقوية القلب والرئتين، وتحسين الدورة الدموية، وزيادة مرونة العضلات والمفاصل، إلى جانب دورها في تخفيف التوتر النفسي والإجهاد البدني، وأصبحت في السنوات الأخيرة خيارًا مثاليًا للنساء وكبار السن والأشخاص الذين يعانون من إصابات عضلية أو مشاكل في المفاصل، إذ توفر تمرينًا مكثفًا ولطيفًا في الوقت ذاته بفضل مقاومة الماء التي تتطلب جهداً أكبر من التمارين التقليدية في الهواء. وبلا شك أن فوائد رياضة الأكوا أيروبيك تتجاوز الجانب الجسدي، إذ تسهم في تنشيط الدماغ وبناء مسارات عصبية جديدة من خلال التمارين المتنوعة، ما يعزز القدرة الإدراكية مع التقدم في العمر، كما تُعتبر من التمارين الشاملة التي تستخدم مختلف عضلات الجسم، وتُحسّن التوازن والمرونة والاستقرار أثناء الحركة داخل الماء.

**media[3234641]**


تنظيم احترافي ونتائج ملموسة
تحدثت بشرى بنت حمد النعمانية، مدربة لياقة بدنية معتمدة دوليًا وحاصلة على شهادة من “Jump Academy”، عن تجربتها مع الرياضة قائلة: الرياضة أسلوب حياة، وهي أساس لصحة المرأة وبناء أسرة متماسكة، وبدأ شغفي بالرياضة قبل سبع سنوات، بعدما عانيت من بعض الأمراض كالضغط والسكري والسمنة، حينها قررت أن أجعل الرياضة بديلًا عن الأدوية، فكانت نقطة تحوّل في حياتي، دفعتني للتعمق في دراسة اللياقة البدنية والتخصص فيها.
وعن بدايات رياضة الأكوا أيروبيك في سلطنة عمان أوضحت النعمانية: تم تبني فكرة الأكوا أيروبيك من قبل المسؤولين في نادي المرأة للرياضة والإبداع الثقافي بوزارة الثقافة والرياضة والشباب. كانت التجربة في بدايتها محدودة وغير فعّالة، لكن مع إدخال مدربين متخصصين في اللياقة البدنية تغيّر الوضع جذريًا، إذ أصبح التدريب أكثر علمية واحترافية، مستندًا إلى معرفة تشريحية دقيقة لحركة الجسم والمدى الحركي للمفاصل. وأضافت أن نادي المرأة بدأ بتنظيم حصص الأيروبيك المائي في حوض السباحة الداخلي بمجمع السلطان قابوس الرياضي ببوشر منذ نحو عامين، مشيرة إلى أن عدد المشتركات في البرنامج بلغ 60 مشتركة تتراوح أعمارهن بين 18 و65 عامًا.
وأضافت: الفئة المستهدفة تشمل النساء اللواتي يعانين من إصابات رياضية أو أمراض مزمنة مثل السرطان والأنيميا، بالإضافة إلى من أجرين عمليات في الركبة أو تبديل المفاصل، وبدأنا كبرنامج بسيط ثم طورناه ليواكب الاحتياجات العلاجية ويخفف التوتر العضلي، ويساعد على استرخاء الجسم وتحسين صحة المشاركات. وبيّنت النعمانية أن البرنامج يستخدم أدوات تدريبية متنوعة، منها الدمبل المائي المصنوع من الفوم لتقوية الذراعين والكتفين، وأثقال الكاحل والمعصم، وأعمدة النودلز، وقفازات المقاومة المائية التي تعزز من مقاومة الذراعين، إضافة إلى ألواح الطفو التي تُستخدم لتمارين التوازن والساقين.
قصص نجاح وتجارب ملهمة
بينما قالت زينب الزيدية، إحدى المشاركات في البرنامج: كنت أعاني من آلام الظهر ومفاصل اليد، ونصحني الطبيب بممارسة السباحة لتخفيف الألم، وبعد انضمامي لبرنامج الأكوا أيروبيك بدأت أشعر بتحسن ملحوظ وراحة جسدية ونفسية كبيرة، وأنصح كل امرأة تواجه صعوبة في ممارسة التمارين التقليدية بالانضمام لهذا البرنامج الفعّال.
أما شريفة البلوشية (54 عامًا) فتروي تجربتها قائلة: استفدت كثيرًا من التمارين، فقد تحسنت صحتي وازدادت مرونة مفاصلي ولياقتي البدنية، ولاحظت أيضًا تحسنًا لدى المشتركات الأكبر سنًا ممن كنّ يعانين من مشاكل في الركبة، حتى أن بعضهن تخلّين عن استخدام العكاز وتمكنّ من أداء الصلاة دون كرسي، ونقدم الشكر للمدربة بشرى النعمانية على عطائها وإخلاصها.
كما تحدثت هبة ماجد من فلسطين عن تجربتها قائلة: أنا من أوائل المشاركات في البرنامج، وأمارس الأكوا أيروبيك منذ عامين، وساعدتني هذه الرياضة على فقدان الوزن وتحسين حالتي النفسية والتخلص من آلام الركبة والمفاصل، خاصة بعد أن نصحني الطبيب بالعلاج المائي، وأنصح كل امرأة بتجربتها بغضّ النظر عن العمر.
وقالت سلمى النعمانية (50 عامًا): أشكر السيدة سناء بنت حمد البوسعيدية رئيسة «نادي المرأة للرياضة والإبداع الثقافي» على جهودها في دعم صحة المرأة، كما أشكر المدربة بشرى النعمانية على متابعتها المستمرة، وبعد تقاعدي وانقطاعي عن الرياضة لفترة طويلة، وأعاد لي البرنامج حيويتي ولياقتي السابقة كلاعبة كرة سلة وحكَم سابق، وساعدني على استعادة نشاطي وتحسين حالتي النفسية بشكل كبير.