برلين, "د.ب.أ": يرى وزير الرقمنة الألماني كارستن فيلدبرجر أن التقدم في مجال الذكاء الاصطناعي سيؤدي إلى تحولات اجتماعية وسياسية أكبر من تلك التي أحدثها اختراع الطباعة أو الثورة الصناعية.
وقال فيلدبرجر في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية : "أعتقد أن الأمر أكبر من ذلك، لأنه يتحدى فعليا الذكاء الفردي والجماعي الذي نستمد منه فهمنا لذواتنا والذي ميزنا دائما، رغم كل التقدم التكنولوجي".
وأشار الوزير إلى إمكانية أن يصبح الذكاء الاصطناعي مساويا للبشر في بعض المجالات أو حتى أفضل منهم، وقال: "سنتمكن عبر هذه التكنولوجيا فجأة من حل مسائل ومشكلات وعمليات على نحو لم نكن نعرفه من قبل"، موضحا أن المبرمج الجيد مع دعم الذكاء الاصطناعي أصبح اليوم أكثر كفاءة بعشرة أضعاف مقارنة بالماضي بدون الذكاء الاصطناعي، وقال: "هذه قفزات هائلة لا يجب الاستهانة بها".
وأصبح الذكاء الاصطناعي البسيط جزءا من الحياة اليومية منذ فترة، مثل أنظمة التوصية في التسوق عبر الإنترنت، وخاصية التصحيح التلقائي والإملاء والتعرف على النصوص في الهواتف الذكية، والمساعدات الصوتية مثل "أليكسا" و"سيري".
لكن منذ نوفمبر 2022، بعد إطلاق روبوت المحادثة "شات جي بي تي" للعامة، تحول الذكاء الاصطناعي إلى موضوع رئيسي. وأصبح الناس يستخدمونه لتخطيط الرحلات، وكتابة النصوص والبرامج، وإنشاء الصور والفيديوهات. ويرى خبراء أن الذكاء الاصطناعي قد يحدث ثورة في الطب من خلال تحليل سريع لكم هائل من البيانات في مجالات الوقاية والتشخيص والعلاج، لكن هناك مخاوف من أن يؤدي أيضا إلى الاستغناء عن العديد من الوظائف.
ويرى فيلدبرجر في ذلك الجانب الإيجابي أولا، حيث قال: "لدينا نقص في الكوادر المتخصصة. المجتمع يزداد شيخوخة، وهذا سيستمر. يمكننا استخدام التقنيات لمواجهة هذا التحدي الهائل في سوق العمل"، موضحا أن البشر سيظلون مطلوبين في المجالات التي لن تتمكن الآلات من القيام بها في المستقبل القريب، مثل الحرف اليدوية أو قطاع الرعاية.
وحول المخاوف من أن يؤدي الاعتماد المتزايد على الذكاء الاصطناعي إلى تراجع مهارات حل المشكلات أو الإبداع لدى البشر، قال الوزير إن ذلك ليس حتميا، وأضاف: "إذا كان لدي معلم بشري وبجانبه معلم ذكاء اصطناعي يقدم لي دروسا في الرياضيات بشكل شخصي، ويكتشف أخطائي، ويحفزني بطريقة ممتعة، فهذا يمكن أن يكون دعما كبيرا...يجب أن نتعلم العمل مع هذه الآلات بطريقة مختلفة عن المرحلة الحالية التي تقوم على فكرة: اكتب لي مقالا!".