الأرقام التي سجلتها إيرادات الفنادق ذات التصنيف بين 3 إلى 5 نجوم في سلطنة عمان بنهاية شهر أكتوبر الماضي ارتفعت إلى 19.4 % لتصل إلى 222 مليونًا و149 ألف ريال عماني مقارنة بـ 186 مليونا و98 ألف ريال عماني خلال العام الماضي. وتمثل هذه الزيادة أهمية كبيرة للفنادق، وقد تتجاوز 20 % مع إيرادات الشهرين نوفمبر وديسمبر؛ حيث ترتفع فيهما أشغال الغرف؛ نظرا للأجواء الباردة والطقس المعتدل، وفعاليات الشتاء في معظم المحافظات، وتدفق السياح داخليا وخارجيا عليها. كذلك سجلت المؤشرات ارتفاع الأشغال لهذه الفنادق خلال نفس الفترة لهذا العام 13.5 % لتصل إلى 53.6 % ، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي بنسبة 47.6 %، وتصدر نزلاء أوقيانوسيا نسبة النمو ليحققوا 40.5 % ثم الأمريكيتين بنسبة 31.5 % وبعدها الأوروبيين 23.1 % ، وارتفعت أعداد الزوار الأفارقة 18.7 % وكذا الآسيويون 9% ، والعمانيون 6.9 % ، والمفاجأة تراجع النزلاء العرب بنسبة 1.8 %. هذه الأرقام توضح لنا خارطة مهمة جدا في زوار سلطنة عمان عبر المواسم المختلفة، وهذا الارتفاع في النسب يعطي مؤشرا مهما، وهو نجاح الجهود التي تبذلها وزارة التراث والسياحة في الترويج لسلطنة عمان عالميا، وكذلك أيضا جهود وزارة الإعلام ومؤسسات أخرى في ذلك، والانتشار في التعريف بالإمكانيات السياحية عبر الصحافة العربية والدولية والقنوات المختلفة والمتنوعة، بدءا من الخريف في محافظة ظفار مرورا بفعاليات المحافظات الأخرى، واستقطاب المؤثرين في المنصات الإقليمية والدولية. أيضا التعريف بسلطنة عمان عبر المنتديات السياحية العالمية، ووجود شبكة وكلاء مكاتب سياحية في قارات العالم، والمزيد من خطوط رحلات الطيران العماني إضافة إلى تسارع وتيرة الاستثمارات في البنى الأساسية للسياحة . كل هذه الأرقام جيدة، لكن إمكانياتنا المتوفرة يمكن أن تحقق أعلى من هذه النسب، وبالإمكان تجاوز الرقم المقترح بين 5.7 و 6 % بحلول 2040 كمساهمة في الإيرادات، وقد بلغت الآن النسبة بين 3.3 و 3.5 %، بل إن بعض المحللين يذهبون إلى إمكانية تحقيق 10% إذا ما استمرت هذه الوتيرة في تنفيذ المشاريع في البنى السياحية في مختلف المحافظات كالطرق والمطارات وإقامة الفعاليات والمنتجعات. أيضا المؤشر الذي أوضح أن خلال الأشهر التسعة الأولى من هذا العام قد حققت عائدات السياحة 1.99 مليار ريال كإجمالي الناتج الذي يعرف بمجموع القيمة الاقتصادية التي أحدثها في الاقتصاد العماني، و873 مليون ريال عماني كقيمة مضافة مباشرة. وقد بلغ عدد الزائرين من السياح 2.83 مليون في الأشهر التسعة الأولى من هذا العام، ويمكن أن يكون أكثر من ذلك في حالة ضخ 11.5 مليار عماني في البنية الأساسية للسياحة. الهدف من هذه الجهود التي تقوم بها الحكومة هو زيادة مباشرة في الدخل غير النفط والغاز، وتنويع مصادر الإيرادات، ودعم القطاعات السياحية. ولا شك أن تفعيل التعاون السياحي مع دولة قطر سيضيف أرقاما أفضل، ويمكن أن تكون أيضا مع كل دول المجلس؛ للاستفادة من سياح منطقة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية. هذه الجهود في قطاع السياحة ستكون ركيزة مهمة لفرص العمل أيضا ولرواد الأعمال في محافظاتهم، فما تملكه سلطنة عمان من تنوع ضخم في الإمكانيات السياحية الطبيعية ذات الأوجه المتعددة في كل الفصول يمكن الرهان عليه.

سالم الجهوري كاتب صحفي عُماني