يشهد مشروع إنشاء وصيانة 52 وحدة سكنية في نيابة جزر الحلانيات مراحل متقدمة في الإنجاز؛ حيث بلغت نسبة الإنجاز في المشروع 51%، ومن المتوقع الانتهاء منه في نهاية ديسمبر 2026، على الرغم من صعوبة النقل واللوجستيات المرتفعة بسبب طبيعة الجزيرة والظروف البحرية إلا أن التنمية لم تثنها تقلبات الطقس من مواصلة الإنجاز، وتسخير مختلف الإمكانيات لتنفيذ عدد من المشروعات التنموية لخدمة الإنسان القاطن في هذه الدرر الغالية من عمان.
وقال سعيد بن أحمد البطحري، نائب والي شليم وجزر الحلانيات بنيابة جرز الحلانيات: نثمن التوجيهات السامية لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه - بشأن تنفيذ حزمة من المشروعات التنموية بالنيابة منها مشروع بناء وصيانة 52 وحدة سكنية للمواطنين بإشراف من وزارة الاسكان والتخطيط العمراني، ويتطلع الشباب من أهالي النيابة إلى النظر في طلباتهم نحو توفير وحدات سكنية اضافية لتعزيز الاستقرار الأسري، كما تنفذ وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه مشروع إنشاء مبانٍ إدارية وخدمات بميناء الصيد البحري في النيابة، وقد بدأ العمل في المشروع في أكتوبر 2024 من قبل شركة إشراق للهندسة والاستثمار على أن يتم الانتهاء من المشروع حسب الخطة في يناير 2027، ومن المتوقع الانتهاء منه قبل المدة المحددة، كما نفذت بلدية ظفار مشروع إنشاء متنفس وملعب رياضي للأهالي وخدمة للشباب وممارسي الرياضة في الجزيرة.
وأشار إلى أن إنشاء محمية المنطقة البحرية العازلة حول جزر الحلانيات في محافظة ظفار، يعزز من مكانة النيابة بيئيا؛ حيث تشتهر جزر الحلانيات بمقوماتها السياحية والبيئة البكر الخلابة التي تستقطب إليها الأفواج السياحية من داخل سلطنة عمان وخارجها، وتقوم العديد من الشركات السياحية بتسيير رحلات بحرية وممارسة رياضة الغوص في نيابة جزر الحلانيات.. مشيرا إلى أن نيابة جزر الحلانيات تعتبر محطة مهمة للطيور المهاجرة؛ نظرا لمقوماتها الطبيعية الفريدة كما تتخذ بعض أنواع السلاحف من جرز النيابة موطنا لها، وتشتهر النيابة بالثروة السمكية الغنية، كما قامت هيئة البيئة مؤخرا بإطلاق 12 رأسا من الغزال العربي ضمن مشروع إعادة توطينها بنيابة جزر الحلانيات بولاية شليم وجزر الحلانيات.
توجيهات سامية
وقال المهندس محمد بن حسن الفيروز، مهندس مشاريع بالمديرية العامة للإسكان الاجتماعي والمشاريع ـ وزارة الإسكان والتخطيط العمراني: استجابة للتوجيهات السامية تنفذ الوزارة مشروعا يتضمن إنشاء 20 وحدة سكنية وصيانة 32 وحدة سكنية في نيابة جزيرة الحلانيات بمحافظة ظفار، إذ تم تصميم الوحدات السكنية بما يتناسب مع طبيعة الجزيرة والظروف البيئية البحرية، مع اعتماد مواد عالية الجودة لضمان المتانة والاستدامة، ويهدف المشروع إلى توفير مساكن حديثة تلبي احتياجات السكان، وتعزز التنمية العمرانية والخدمات الأساسية في الجزيرة، ويراعي تصميم المشروع الظروف المناخية الخاصة بجزيرة الحلانية، وذلك عبر تعزيز أنظمة تصريف مياه الأمطار والجريان السطحي، من خلال توفير ميول مناسبة حول الوحدات السكنية.
وأضاف: إن كل وحدة سكنية تمتد على مساحة إجمالية تبلغ 320 مترا مربعا؛ حيث تحتوي كل وحدة سكنية على 5 غرف، وتشتمل المرافق الخدمية على مخزن صغير داخل المطبخ ومخزن رئيسي كبير لحاجة هذه العوائل مع ظروف الجزيرة لتخزين المواد الغذائية الأساسية، يتوفر موقف مركبة وفناء خارجي يمكن استخدامه للأغراض المتعددة، مع مراعاة تصريف مياه الأمطار بشكل فعّال وفق طبيعة الموقع.
تدعيم العناصر المتأثرة
وأشار إلى أن نطاق العمل في المشروع يشمل مجموعة من الأعمال الإنشائية والمعمارية والكهربائية والصحية، بما يضمن رفع كفاءة المسكن وتحسين سلامته، ومن أبرز الأعمال الإنشائية معالجة الشروخ والتشققات في الجدران والأسقف باستخدام مواد متخصصة، وتدعيم العناصر المتأثرة (الأعمدة، الأسقف) إن لزم الأمر في بعض المساكن، وإعادة تأهيل الأساسات المكشوفة أو المتضررة نتيجة عوامل التربة والرطوبة، أما الأعمال المعمارية فإنها تشمل استبدال وصيانة الأبواب والنوافذ التالفة وتحسين عزلها، وإعادة طلاء الجدران الداخلية والخارجية بمواد مقاومة للعوامل الجوية، وكذلك إصلاح الأرضيات واستبدال البلاط المتضرر، وتحسين التشطيبات الداخلية بما يتوافق مع معايير الجودة، وقد تم في الأعمال الكهربائية استبدال الأسلاك التالفة وفق معايير السلامة، وتركيب لوحات توزيع جديدة وصيانة القائمة في بعض المساكن، وفحص نظام التأريض وحمايات التيار العالي، واستبدال الإنارة والمفاتيح والمخارج غير الصالحة، وتشمل الأعمال الصحية (السباكة) -صيانة واستبدال مواسير المياه المتضررة والمتسربة، وإصلاح واستبدال أطقم الحمامات والمطابخ، ومعالجة مشاكل التصريف والمجاري ورفع كفاءة خطوط الصرف، وتركيب سخانات وخزانات مياه جديدة عند الحاجة في بعض المساكن، بينما تضمنت الأعمال الخارجية والخدمات صيانة الأسوار الخارجية والبوابات، وتحسين شبكات تصريف مياه الأمطار، ومعالجة أو استبدال الخزانات الأرضية/ العلوية، وصيانة ممرات الدخول والمناطق المحيطة بالمسكن.. مشيرا إلى أن أبرز التحديات التي واجهة المشروع محدودية الوصول إلى الخدمات والمواد مما تسبب في تأخر توريد المواد بسبب طبيعة الموقع وبُعده، وصعوبة توفير عمالة متخصصة داخل الموقع بشكل مستمر، كما تبرز الظروف المناخية بين التحديات مما تتسبب في ارتفاع الرطوبة، وتأثر المباني بالأملاح، وكذلك بين التحديات اختلاف حالة الوحدات عن بعضها؛ إذ كل وحدة قد تحتاج معالجات مختلفة بناءً على مستوى التلف، وصعوبة توحيد جدول العمل لكافة الوحدات، كما تتضمن التحديات أعمال الصيانة أثناء إشغال بعض الوحدات إذ لابد من مراعاة خصوصية السكان وسلامتهم أثناء تنفيذ الأعمال، والحاجة إلى التنسيق لإخلاء مناطق معينة مؤقتا.
العبء المالي
وأكد أن تكلفة المشروع تبلغ (4.451.632.746 ريال عماني) وقد تم تخصيص الجزء الأكبر منها لأعمال الإنشاء؛ نظرا لكونها تمثل العبء المالي الأكبر، وتشمل الأعمال التمهيدية والبنية الأساسية (الأعمال الترابية، التسويات، الطرق الداخلية المؤقتة)، وإنشاء الوحدات السكنية بكامل هياكلها الخرسانية والمعمارية، بالإضافة إلى توريد وتركيب أنظمة الكهرباء والمياه والصرف الصحي، وأعمال التشطيبات الداخلية والخارجية وملحقات الموقع العام، وكذلك تكلفة النقل واللوجستيات المرتفعة بسبب طبيعة الجزيرة والظروف البحرية المعروفة لدى الجميع من خلال توقف النقل خلال فترة الخريف لأكثر من 4 أشهر، وقد بلغت نسبة الإنجاز في المشروع 51% ومن المتوقع الانتهاء منه في نهاية ديسمبر 2026. مضيفًا: إن وزارة الإسكان والتخطيط العمراني ممثلة بالمديرية العامة للإسكان الاجتماعي والمشاريع بمحافظة ظفار تتابع الأعمال بشكل مستمر، بالإضافة إلى ذلك فإن الاستشاري المشرف على المشروع المستقر في الجزيرة يقوم بمتابعة المشروع وفق الجدول الزمني المعتمد من قبل الوزارة، والأعمال المنجزة على أرض الواقع تشير إلى أن المقاول المنفذ للمشروع سوف ينتهي في الوقت المحدد.
التحديات اللوجستية
وأوضح أن أكبر التحديات اللوجستية في نقل المواد والمعدات والأيدي العاملة إلى جزر الحلانيات تكمن في محدودية وسائل النقل البحري وقدرتها على تحمل الأحمال الثقيلة، وتوقف النقل البحري لمدة 4 أشهر في العام في فترة الخريف، بالإضافة إلى الظروف المناخية المتقلبة مثل: الرياح وارتفاع الأمواج التي قد تؤخر عمليات النقل، وصعوبة تخزين المواد والمعدات بسبب المساحات المحدودة وغياب البنية التحتية الكافية، ويتم التغلب على هذه التحديات من خلال جدولة شحنات المواد على دفعات متتابعة وفق أوقات الطقس المستقرة، وإنشاء مخازن مؤقتة محمية، بالإضافة إلى توفير مساكن مجهزة للعمال، واستخدام سفن ومعدات تحميل متخصصة، مع الالتزام التام بإجراءات السلامة البحرية وخطط الطوارئ.
ضمان تطبيق المعايير
وأضاف: لضمان جودة المواد المستخدمة في الإنشاء والصيانة في بيئة بحرية مثل جزر الحلانيات، يتم اختيار مواد مقاومة للتآكل والرطوبة والملوحة، مثل: الفولاذ المقاوم للصدأ والخرسانة المعالجة والدهانات الواقية الخاصة بالبيئات الساحلية، كما يُعتمد على شهادات الجودة المعتمدة والفحوصات المخبرية للتحقق من مقاومة المواد للظروف الجوية القاسية، إضافة إلى التخزين السليم والرقابة المستمرة أثناء التنفيذ لضمان تطبيق المعايير الفنية الصحيحة، مع جدولة صيانة دورية للوقاية ومعالجة أي تلف محتمل.
وأكد الفيروز أن المشروع يهدف إلى توفير وحدات سكنية ملائمة للأسر من ذوي الدخل المحدود، بما يضمن تلبية احتياجاتهم الأساسية من المسكن الكريم والمريح، وتسهم هذه الوحدات في تحقيق الاستقرار الأسري والاجتماعي؛ حيث توفر بيئة صالحة للمعيشة وتنمية الروابط الأسرية، كما تدعم الاستقلالية الاقتصادية للأسر من خلال تقليل الأعباء المالية المرتبطة بالسكن، وبالتالي تعزيز جودة الحياة ورفع مستوى الرفاهية داخل المجتمع.
تقييم الأثر البيئي
وتطرق إلى تعامل وزارة الإسكان والتخطيط العمراني مع الاعتبارات البيئية الحساسة في جزر الحلانيات خلال مرحلة التخطيط والتنفيذ بعناية فائقة لضمان حماية البيئة واستدامة المشروع، وقد شملت الإجراءات إجراء دراسة تقييم الأثر البيئي لتحديد المناطق والنظم البيئية الهشة، وتصميم المخططات لتقليل التأثير على الغطاء النباتي والشواطئ والممرات البحرية مع مراعاة تصريف مياه الأمطار.. كما تم استخدام مواد بناء صديقة للبيئة ومقاومة للتآكل، وتطبيق إجراءات صارمة للحد من التلوث الناتج عن المعدات والنفايات، إضافة إلى اتخاذ تدابير لحماية الأنظمة البحرية والطيور المحلية، مع جدولة الأعمال بما يقلل من تأثيرها على الحياة البحرية.. كما تم إنشاء نظام متابعة مستمر لضمان الالتزام بكافة المعايير البيئية خلال مراحل البناء والتشغيل.
العبارة حلانيات
وقال محمد بن صالح الشبيبي، مساعد كاتبن بالشركة الوطنية للعبارات "مواصلات": تؤدي العبّارة "حلانيات"، التابعة للشركة الوطنية للعبارات "مواصلات" دورا محوريا في نقل الركاب والإمدادات بين ميناء الصيد البحري بطاقة وميناء الصيد البحري بجزر الحلانيات، بما في ذلك الإمدادات التموينية والمواد المرتبطة بالبناء والخدمات البلدية، مع الحفاظ على أعلى معايير السلامة والجودة، وتسهم الرحلات البحرية في دعم الأهالي وتعزيز السياحة؛ حيث أصبحت نيابة جزر الحلانيات وجهة متكاملة تجمع بين الحياة المحلية الأصيلة والتجربة السياحية المميزة، إذ تستغرق الرحلة ما بين 12 إلى 14 ساعة ذهابا وحوالي 12 ساعة عودة، بحسب حالة البحر، مع مرونة وانسيابية في تلبية الرحلات وفق الاحتياجات وظروف البحر.
وأضاف: تتم إدارة الرحلات من قبل قسم العمليات في الشركة الوطنية للعبارات "مواصلات" بقيادة طاقم مدرّب ومهيأ على أعلى درجات الكفاءة، ما يعكس التزام الشركة الوطني بتقديم خدمات نقل بحري آمنة وموثوقة، تدعم التنمية في الجزر وتخدم المجتمع بكفاءة عالية.. مضيفا: إن الحمولة القصوى للعبّارة تصل إلى حوالي 840 طنا إجماليا (Gross Tonnage)، ما يمكّنها من نقل الركاب والإمدادات بكفاءة وسلاسة، في إطار منظومة الشركة الوطنية للعبارات "مواصلات" بالتكامل مع شركة مواصلات ومجموعة أسياد للخدمات اللوجستية، بما يعكس الدور الوطني للشركة في تطوير قطاع النقل البحري بسلطنة عمان.