حوار ــ طالب بن علي الخياري -

تعد الفنانة المتميزة أصيلة بنت سالم الكندية من الفنانات الصاعدات الجدد على الساحة الفنية، وفي رصيدها الفني الكثير من الأعمال واللوحات الفنية. ترعرعت في مدينة نزوى أرض الحضارة والتراث، وتقطن حاليا في ولاية الحمراء ترتشف من جماليات طبيعتها الساحرة وتراثها الشامخ. وفي حديثها لـ «عمان» حول مسيرتها الفنية كان هذا الحوار.

كيف كانت البداية في ممارسة هواية الرسم والتشكيل؟

بدايتي كانت منذ الطفولة، حيث كنت أمارس هواية الرسم والتلوين منذ سن مبكرة، حتى قبل بدايتي في رحلة التعلم، وهي مرحلة ما قبل الروضة.

ما أهم المحطات التي أسهمت في تكوين مهارتك وصقلها؟

لكل مرحلة دور في صقل مهاراتي الفنية، فبداية من الأسرة التي وفرت لي احتياجاتي من أدوات الرسم وكراسات التلوين، وكنت باستمرار أمارس هذه الهواية في حياتي اليومية، كما كان للمدرسة دور مهم في تنمية مهاراتي في المجالات الفنية المختلفة كالتشكيل والنحت والنسيج وغيرها، مما ساعدني لاحقا في دراسة هذه المجالات بشكل متخصص بقسم التربية الفنية بجامعة السلطان قابوس، فقد عززت هذه المرحلة من مهاراتي في كافة المجالات الفنية المتنوعة تقريبا وبشكل أكثر عمقا وتفصيلا.

لماذا تخصصت في هذا الفن بالذات وما الذي دفعك إليه؟

في حقيقة الأمر كانت هواية أحب ممارستها في أوقات الفراغ ولكن بدون هدف محدد، وبعد الانتهاء من مرحلة الثانوية العامة آنذاك وبداية الخوض في حيرة التسجيل بين التخصصات المختلفة، قمت بإضافتها ضمن أول ثلاثة خيارات أحب دراستها في نظام القبول الموحد، والحمد لله وقع الاختيار عليها من أول فرز ولم أتردد قط في قبوله، فأكملت مسيرتي العلمية ثم المهنية في هذا المجال.

ما الأعمال الفنية التي تفضلينها؟

أحب الأعمال التي فيها تحدٍ جديد في التنفيذ وتوظيف وسائط متعددة في إنتاجها، فهي تكسبني خبرات جديدة وتساعدني في تنمية مهاراتي أكثر، وتوسع من مداركي في حل المشكلات ومحاولة إيجاد حلول ممكنة لإخراج العمل بأفضل شكل ممكن.

ما الأسلوب الذي تستخدمينه أثناء العمل؟

لا ألتزم بأسلوب واحد أو مدرسة فنية محددة، بل أعتمد على المنهج التجريبي المرن الذي يقوم على البحث البصري والتأمل، فغالبا أبدأ بالاطلاع على مصادر متنوعة من الصور والأعمال الفنية للتغذية البصرية، ثم أعيد صياغتها بأسلوبي الخاص بما يخدم الفكرة والمضمون، بحيث يكون الأسلوب نابعا من الفكرة نفسها، لذلك يتغير شكل التنفيذ تبعا لموضوع العمل والرسالة التي أرغب في إيصالها، مع التركيز على التكوين والتوازن البصري للعمل

كيف تختارين خلفيات العمل؟ وما الألوان والمعالجات الفنية التي تستعملينها؟

ليس هناك شيء محدد، ولكن دائما تعتمد الخلفيات على الشكل الأساسي في العمل وموضوعه، فقد تختلف من عمل تصويري إلى عمل تصميم جرافيكي إلى تجهيز في الفراغ.

ما المجالات الفنية التي تمارسينها؟

أمارس عددا من المجالات الفنية، من أبرزها الخط العربي، والرسم والتصوير الفني، بالإضافة إلى الخزف، والتصميم الجرافيكي.

هل تفضلين تنفيذ الأعمال على شكل مسطح أو مجسم؟

أفضّل الأعمال المجسمة والتجهيز في الفراغ، مما يسمح بتوصيل الرسالة بشكل أقرب للمتلقي، فهو يسمح له بالمرور عبره أو رؤيته من اتجاهات مختلفة، فكلما كان العمل ملموسا كان أقرب لشعور المتلقي.

هل تحبذين إدخال الزخارف في أعمالك؟

أنا أهتم جدا بالفنون الإسلامية والزخارف والخط العربي، فإذا كانت هذه الزخارف تضيف لمسة جمالية في العمل الفني فلماذا لا أستخدمها.

أوظفتِ التقانة والذكاء الاصطناعي في أعمالك؟

نعم، بعض الأعمال التي أنجزتها استخدمت فيها برامج التصميم الجرافيكي كالفوتوشوب والإلستريتور والبروكريت وغيرها، كما تساعدني أدوات الذكاء الاصطناعي أحيانا في عمل تصور مبتكر لبعض الأفكار التي أريد تنفيذها لتقريب الفكرة من الواقع والتعرف على طرق التنفيذ والمعالجات المناسبة والتحديات الممكنة قبل الشروع في التنفيذ.

هل تنقلين خبراتك للجمهور؟

نعم، فقد قمت بتقديم عدة ورش في بعض المجالات الفنية كالرسم بالرصاص والألوان المائية والتصميم الجرافيكي وكذلك في الخط العربي، كما أقوم بنشر بعض معارفي وخبراتي في المجال المهني عامة والفني خاصة في صفحتي على إنستجرام.

ما تأثير النقد الفني من قبل الجمهور في تطور أدائك؟

أرحب دائما بالانتقادات البناءة التي تنمي جوانب مختلفة من مهاراتي الفنية وتطور من شخصيتي، لما لها من دور مهم.

ما الرسالة التي تسعين لنقلها من خلال فنك؟

الاعتزاز بالموروث الإسلامي عامة والعماني خاصة، ونشر الوعي الديني والتربوي.

هل شاركت في معارض أو نظمت معرضا خاصا بك؟

أفكر بتنظيم معرض خاص لي في المستقبل بإذن الله، أما من حيث مشاركاتي فقد شاركت في عدد ليس بالقليل من المعارض الفنية المحلية، أذكر منها: معرض فن مسقط 2025، ومسابقة إشراقة عهد 2024، ومسابقة الأندية للإبداع الثقافي 2023، ومسابقة الرسم المباشر ضمن فعاليات بطولة آسيا للشطرنج للهواة 2022، والمشاركة في معرض اليوم العالمي للغة العربية بمتحف عمان عبر الزمان 2023، ومعرض «لحن الأيادي» لجماعة خطاطات عمان 2022، كذلك مشاركتي بعملين في المعرض السنوي الثاني والعشرين لطلبة قسم التربية الفنية 2021، وفي معرض تطبيقات متقدمة لتخصصات التربية الفنية الدقيقة بقسم التربية الفنية 2020. كما نظمتُ معرضين فنيين لنتاجات طلبتي من الحلقة الأولى: المعرض الفني «شرفات» 2024، والمعرض الفني «رحلة لون» 2023.

من الفنانين التشكيليين أو المدارس الفنية التي اتخذتها سبيلا لإيصالك إلى هذا المستوى، وهل أثروا في أعمالك؟

لم أعتمد في مسيرتي الفنية على فنان تشكيلي أو مدرسة فنية محددة بوصفها مرجعا مباشرا، بل انطلق عملي من منهج يقوم على التغذية البصرية المتنوعة والاطلاع على تجارب فنية متعددة عبر منصات ومصادر مختلفة. فهذا التنوع البصري أسهم في توسيع إدراكي وأتاح لي مساحة أوسع للتجريب وتطوير لغة تشكيلية خاصة تعبر عن رؤيتي الذاتية. ويمكن القول إن هذا النهج أسهم في تشكيل تجربتي الفنية بشكل غير مباشر، فالممارسات الفنية في السياق المعاصر تقوم على التداخل الأسلوبي وبناء الهوية الفردية بدل الانتماء الصارم لتيار محدد.

ما طموحاتك المستقبلية؟

أطمح إلى الاستمرار في التجريب واكتشاف مساحات جديدة في الممارسة الفنية، وتطوير أسلوبي الخاص القائم على البحث البصري والفكري، مع تقديم أعمال جديدة تعكس رؤيتي الفنية وتواكب التحولات الفنية المعاصرة، مع السعي للمشاركة في معارض ومسابقات فنية على المستويين المحلي والدولي، أما من الناحية الأكاديمية فتتمثل طموحاتي المستقبلية في تعميق البحث الأكاديمي في مجال الفنون التشكيلية، وربط الجانب النظري بالتطبيقي، والمساهمة في إنتاج معرفة فنية تسهم في إثراء الجانب الأكاديمي الفني العماني.