أوصى مؤتمر "الجراحة.. التحديثات العاشرة" الذي اختتم أعماله اليوم في مركز عمان للمؤتمرات والمعارض بأهمية تعزيز التعليم الطبي المستمر، بوصفه ركيزة أساسية لتطوير الممارسة الجراحية، ومواكبة المستجدات العلمية والتقنية، بما يسهم في تحسين جودة الرعاية الصحية وسلامة المرضى، كما أوصى بتوحيد وتحديث المعايير والبروتوكولات الجراحية المبنية على الأدلة العلمية، بما يعزز جودة الأداء الإكلينيكي، ويُسهم في تحقيق نتائج علاجية أفضل، وتعزيز التكامل والتنسيق بين التخصصات الجراحية المختلفة، من خلال نهج العمل متعدد التخصصات، لضمان إدارة فعّالة للحالات الجراحية المعقدة، بالإضافة إلى دعم البحث العلمي والابتكار في المجال الجراحي، وربط الدراسات السريرية بالتحديات الصحية الوطنية، بما يساهم في تطوير المعرفة الطبية وتحسين الممارسات الجراحية، وكذلك الاستثمار في الكوادر الطبية الوطنية، وتطوير مهاراتها التقنية والقيادية، وتمكين الجيل القادم من الجراحين، بما ينسجم مع مستهدفات «رؤية عُمان 2040» في بناء نظام صحي مستدام ومتقدم.
وتم تنظيم المؤتمر من قبل الرابطة العُمانية للجراحة على مدار يومين إذ يُعد المؤتمر من أبرز الفعاليات الطبية في المنطقة، إذ شهد مشاركة نخبة واسعة من الجراحين والخبراء والمؤسسات الطبية من مختلف دول العالم، وخلال الفعاليات تم استعراض أحدث المستجدات العلمية والتقنيات المتقدمة في مجال الجراحة، كما سعى إلى تعزيز تبادل الخبرات ورفع كفاءة الكوادر الطبية والجراحية، وتضمن البرنامج العلمي للمؤتمر محاور متخصصة تشمل الجراحة الروبوتية والذكاء الاصطناعي في غرف العمليات، وناقش المؤتمر أيضًا جراحة الحوادث والإصابات الحرجة وجراحة القولون والتبرع بالأعضاء، واستقطب الحدث أطباء استشاريين وأكاديميين وطلبة طب وكوادر صحية من داخل سلطنة عمان وخارجها، واشتمل المؤتمر على جلسات علمية وحلقات عمل تطبيقية وجلسات محاكاة متقدمة، ويسهم المؤتمر في ترسيخ مكانة سلطنة عُمان كمركز إقليمي رائد في مجال الجراحة والتعليم الطبي المستمر.
وقال الدكتور ياسين بن محمد رضا بن جمعة اللواتي رئيس الرابطة العُمانية للجراحة: إن مؤتمر «الجراحة - التحديثات العاشرة» يُجسّد أحد النماذج العملية لترجمة التوجهات الوطنية لـ«رؤية عُمان 2040» في قطاع الصحة، من خلال الاستثمار في الإنسان، وتعزيز المعرفة التخصصية، وبناء منظومة صحية قائمة على الجودة والابتكار والاستدامة.
وأوضح أن المؤتمر لا يقتصر على كونه تجمعًا علميًا، بل يمثل منصة وطنية استراتيجية لتوحيد الجهود الجراحية، وتبادل الخبرات، ومواكبة أحدث التطورات العلمية والتقنية في مختلف التخصصات الجراحية، بما يسهم في رفع كفاءة الأداء الطبي وتحسين مخرجات الرعاية الصحية.
وأشار إلى أن الرابطة العُمانية للجراحة تضع التعليم الطبي المستمر في صميم أولوياتها، باعتباره ركيزة أساسية لبناء كفاءات وطنية قادرة على قيادة المستقبل الصحي، ومواجهة التحديات المتسارعة في الممارسة الجراحية الحديثة، مؤكدًا أن الارتقاء بجودة الجراحة هو جزء لا يتجزأ من بناء نظام صحي متكامل، يُعلي من قيمة السلامة، ويضع المريض في قلب الاهتمام، ويعزز ثقة المجتمع في الخدمات الصحية الوطنية.
وأضاف: إن المؤتمر يعكس التزام الرابطة بالمساهمة الفاعلة في تحقيق مستهدفات الرؤية الوطنية، عبر تطوير رأس المال البشري، وتبني أفضل الممارسات العالمية، ودعم البحث العلمي والابتكار، بما يعزز من مكانة الجراحة العُمانية إقليميًا ودوليًا.
وقال الدكتور عبد الله الرواحي نائب رئيس الرابطة العُمانية للجراحة: إن المؤتمر يأتي في إطار دعم مسار التحول المؤسسي للقطاع الصحي، وتعزيز التكامل بين التخصصات الجراحية، بما ينسجم مع توجهات «رؤية عُمان 2040» نحو نظام صحي مرن، عالي الكفاءة، وقادر على الاستجابة لمتطلبات المستقبل.
وبيّن أن الرابطة العُمانية للجراحة حرصت على تصميم برنامج علمي متقدم يوازن بين المعرفة النظرية والتطبيق العملي، ويركز على أحدث الابتكارات والتقنيات الجراحية العالمية، بما يسهم في تطوير مهارات الكوادر الطبية الوطنية، ورفع جاهزيتها المهنية، وتعزيز قدرتها على تقديم رعاية صحية آمنة وذات جودة عالية.
وأضاف: إن المؤتمر يمثل مساحة تفاعلية لبناء الشراكات العلمية، وتبادل التجارب، وتعزيز ثقافة العمل الجماعي والمؤسسي، بما يدعم جهود التوطين المعرفي، ويُسهم في إعداد جيل جراحي واعٍ، قادر على قيادة المرحلة المقبلة من التطور الصحي في سلطنة عُمان، وتحقيق مستهدفات الرؤية الوطنية في تحسين جودة الحياة والخدمات الصحية للمجتمع.