مجالات الدورة القادمة للعمانيين في «دراسات الأسرة والطفولة» و «الخط العربي» و «القصة القصيرة»

احتفالا بالمنجز الثقافي والفكري العربي

بتكليف سامٍ من حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله ورعاه - رعى معالي الدكتور محمد بن سعيد المعمري وزير الأوقاف والشؤون الدينية حفل تسليم جائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب في دورتها الثانية عشرة، والمخصصة للعرب عموما.

حيث فاز في مجال المؤسسات الثقافية الخاصة (فرع الثقافة)، المؤسسة المغربية منتدى أصيلة، وفي مجال النحت (فرع الفنون) النحات المصري عصام محمد سيد درويش، وفي مجال السيرة الذاتية (فرع الآداب) فازت الكاتبة والناقدة اللبنانية حكمت المجذوب الصباغ المعروفة باسم يمنى العيد.

وألقى سعادة حبيب بن محمد الريامي، رئيس مركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم، كلمة الحفل قال فيها: «تعد جميع الأعمال التي تقدمت للترشح في هذه الدورة مكسبا ثقافيا، وإثراء للمكتبة الثقافية والفنية والأدبية محليا وخارجيا، وهو ما يمثل تجسيدًا لأحد أسمى أهداف الجائزة المتمثل في دعم المجالات الثقافية والفنية والأدبية باعتبارها سبيلاً لتعزيز التقدم الحضاري الإنساني، والإسهام في حركة التطور العلمي والإثراء الفكري، وترسيخ عملية التراكم المعرفي».

وأضاف: «الجائزة في احتفالها اليوم تترجم استحقاق المجيدين للثناء ليكونوا مثالاً يحتذى به في الجد والعطاء. كما تتكفّل أيضًا بطباعة الأعمال التي أهلتهم لنيل شرف الفوز، والمشاركة بها في مختلف المعارض المحلية والدولية تكريما لهم، واحتفاء بالمنجز الذي يتميز بأصالته وعطائه النوعي، وتعريفا بهم محليا وعربيا ودوليا إلى جانب التعريف بالجائزة ذاتها».

واستطرد رئيس مركز السلطان قابوس للثقافة والعلوم حديثه حيث قال: «إن المدى المكاني الذي وصلت إليه الجائزة اليوم، والاتساع المستمر للحيز الجغرافي الذي يشارك منه العرب على مدار دوراتها هو نتيجة السمعة الطيبة، واتساع الرؤى التي يُعوّل عليها لمستقبل هذه الجائزة، والحرص المتواصل على اختيار لجان الفرز الأولي والتحكيم النهائي من القامات الأكاديمية والفنية والأدبية المتحققة في المجالات المحددة للتنافس في كل دورة، ووفق أسس ومعايير عالية تكفل إقرار أسماء وأعمال مرموقة تليق بنيل الجائزة».

ودعا في حديثه جميع المهتمين للتعرف إلى مجالات الدورة الثالثة عشرة ليحظوا بفرصة الترشح والتنافس لوضع أسمائهم إلى جانب الحادي والثلاثين فائزا الذين نالوا شرف الفوز بالجائزة منذ إنشائها.

واختتم حديثه بالإشارة إلى أن الغاية والرؤية السامية للمغفور له بإذن الله تعالى - السلطان قابوس بن سعيد - طيب الله ثراه وما أراده لهذه الجائزة، والنهج الحكيم المتواصل والدعم اللامحدود من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله ورعاه - سيكون خير داعم ومعين في أن تظل الجائزة - كما أريد لها - داعمة للمجالات الثقافية والفنية والأدبية باعتبارها سبيلا لتعزيز التقدم الحضاري الإنساني، ومساهمة في حركة التطور العلمي والإثراء الفكري، ومرسخة لعملية التراكم المعرفي.

مجالات الدورة الـ13

وتضمن الحفل الإعلان عن مجالات الدورة الثالثة عشرة، والمخصصة للعمانيين فقط، وقد حُددت في ثلاثة مجالات، هي: «مجال دراسات الأسرة والطفولة» ضمن فرع الثقافة، و«الخط العربي» ضمن فرع الفنون، و«القصة القصيرة» ضمن فرع الآداب.

الفائزون في مجالات الدورة الـ12

وقال حاتم البطيوي، أمين عام مؤسسة منتدى أصيلة حول فوز المؤسسة بهذه الجائزة: «في الحقيقة هذا الفوز كان له صدى عظيم في نفوس أعضاء المؤسسة، وهذا حتما سيكون دافعا قويا، والجائزة جعلتنا نحس أكثر من أي وقت مضى أن ما نقوم به لم يذهب سدى، والجائزة تعطينا دفعة للمضي قدما من أجل أن تبقى مؤسسة منتدى أصيلة متألقة دائما وموفقة في أعمالها التي وصلت الآن ٤٦ عملا حتى الآن».

وحظيت مؤسسة منتدى أصيلة بهذا الفوز كونها نموذجا مستداما على مستوى العالم شاركت في كافة المجالات الثقافية التي بنت خطتها عليها، وقامت باستضافة عدد من الشخصيات من الوطن العربي وبنت شبكة من المفكرين والأدباء والفنانين، وأصبحوا جزءا من منتدى أصيلة وهذا أعطاها التشابك العربي الكبير حتى أن اليونسكو وجدت أنها نموذجا يحتذى به بين ربط الثقافة والتنمية. وتعد مؤسسة منتدى أصيلة منظمة مغربية غير حكومية تأسست عام 1978 بمبادرة من الراحلين محمد بن عيسى ومحمد المليحي، لتعزيز الحوار بين الثقافات والحضارات عبر أنشطة ثقافية وفكرية متعددة، إضافة إلى مشاريع إنسانية واقتصادية في مدينة أصيلة، تروم تنمية العنصر البشري، خاصة الجيل الصاعد.

وفي مجال النحت «فرع الفنون» حظي النحات المصري عصام محمد سيد بالجائزة، حيث قال في حديثه لـ«عمان»: «تشرفت بحصولي على هذه الجائزة، وكما قلت سابقا أنا من ٣٥ سنة أعمل في النحت، وفي منتصف الطريق ينتابك الشك، هل كان اشتغالك كل هذه الفترة حقيقيا؟

ومن أولوياتي في الحياة أني أحب أن أترك أثرا، فالله سبحانه وتعالى خلقنا لنترك أثرا في هذه الحياة، وهذا التكريم أثبت لي أني تركت أثرا حقيقيا، التكريم الذي جاء في أوانه، وهو دافع للاستمرار في هذا الطريق».

ويعد عصام محمد سيد أستاذ النحت بكلية التربية الفنية بجامعة حلوان، وهو من مواليد القاهرة 1970، أقام العديد من الأعمال النحتية الميدانية وله العديد من المشاركات في مصر والخارج، منها: تمثال صالح سليم من البرونز بالنادي الأهلي بالجزيرة 2007، وتمثال فاتن حمامة من البرونز بدار الأوبرا المصرية 2018، وتمثال فاروق حسني من البرونز بمتحف فاروق حسني بالزمالك 2016، وغيرها.

وقالت الدكتورة ليلى الخطيب ابنة الكاتبة والناقدة اللبنانية يمنى العيد حول شعور والدتها بهذا الإنجاز: «أنا هنا أمثل الوالدة وهي متأثرة جدا بحصولها على هذه الجائزة، لأنها ناقدة أدبية وكتبت كثيرا في النقد العربي، وفي مراحل متأخرة من حياتها بدأت تدون مذكراتها والفضل للأستاذة منى إدريس صاحبة دار الآداب حيث قالت لها إن هذا عمل جميل ولابد أن تنشريه، ونشرت كتاب «أرق الروح»، والذي بفضله وفضل إنجازاتها الأخرى في مجال الثقافة، حصلت على هذه الجائزة، وهي تقدر هذه الجائزة كثيرا وتعتز بها لا سيما أن جائزة السلطان قابوس مميزة في تحكيمها وتقديرها للعمل الإبداعي والمنجز الثقافي ولا شيء غيره».

ويعد فوز الكتابة يمنى العيد بالجائزة في مجال السيرة الذاتية فرع الآداب، كونها حافظت في كتابة السيرة من البداية إلى النهاية على السير في وحدة الموضوع وهو شخصيتها الذاتية التي ناضلت من أجلها، وتعد الكاتبة والناقدة اللبنانية حكمت المجذوب الصباغ المعروفة بيمنى العيد من مواليد مدينة صيدا 1935، وتقيم في بيروت، حصلت على شهادة الدكتوراه في الأدب العربي من جامعة السوربون في باريس 1977، من مؤلفاتها: زمن المتاهة/ سيرة روائية، أرق الروح/ سيرة روائية، إلى جانب العديد من الأعمال والدراسات.

التحكيم النهائي

وحكم الجائزة في دورتها الحالية عدد من اللجان، حيث كانت لجنة التحكيم النهائي للجائزة قد ضمت كلا من: في مجال «المؤسسات الثقافية الخاصة» المكرم الشيخ حمد بن هلال المعمري عضو مجلس الدولة، د. فؤاد مهداوي من المغرب المدير الجهوي للثقافة بجهة فاس مكناس، وفالنتينا قسيسة الرئيسة التنفيذية لمؤسسة عبد الحميد شومان من الأردن. وفي مجال «النحت»، ضمت لجنة التحكيم كلًا من د. بدر بن محمد المعمري أستاذ مشارك بقسم التربية الفنية بجامعة السلطان قابوس، والمصري أ.د أسامة محمد السروي أستاذ النحت بكلية التربية الفنية بجامعة حلوان، و د. أحمد جمعة زبون البهادلي الأكاديمي العراقي بكلية الفنون الجميلة بجامعة بغداد. بينما ضمت لجنة تحكيم «السيرة الذاتية» الأكاديمي والروائي العماني د. أحمد بن محمد الرحبي، الجزائري أ.د أحمد يوسف أستاذ النقد الأدبي المشارك بجامعة السلطان قابوس، والناقد الأدبي الأردني والأكاديمي بالجامعة الأردنية أ.د إبراهيم خليل.

تجدر الإشارة إلى أن مجموع المتقدمين في الدورة الثانية عشرة ممن استوفوا متطلبات الترشح بلغ 466 مترشحًا، منهم 88 في مجال المؤسسات الثقافية الخاصة، و97 في مجال النحت، و281 في مجال السيرة الذاتية.