العُمانية/ احتفلت مجموعة أوكيو اليوم بافتتاح 9 مصانع ضمن برنامج "لدائن" للصناعات البلاستيكية في مدينة صُحار الصناعية، بقيمة استثمارات بلغت نحو 40 مليون ريال عُماني، ضمن احتفالات سلطنة عُمان باليوم الوطني.

رعى حفل افتتاح المشاريع معالي الشيخ الدكتور علي بن مسعود السنيدي، رئيس الهيئة العامة للمناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحرة.

وقام معالي الشيخ الدكتور بجولة، اطلع خلالها على مجسمات المشاريع التسعة التي تتعلق بتصنيع عبوات أغذية ثلاثية الطبقات وإنتاج أكياس التعبئة والتغليف ومواد تغليف الألبان والحلويات ومادة أصباغ البلاستيك والمركبات ولدائن حرارية وحلول بلاستيكية متنوعة، وحلول تغليف، ومواد بلاستيكية للقطاع الطبي وخيوط البولي بروبلين.

ويجسّد هذا الافتتاح دخول المصانع الجديدة حيّز الإنتاج الفعلي، في محطة تعكس التقدّم المحقّق في مسار توطين الصناعات التحويلية وتعزيز موقع سلطنة عُمان كمركز صناعي متنامٍ، بما ينسجم مع مستهدفات رؤية عُمان 2040.

ويُعدّ برنامج "لدائن" للصناعات البلاستيكية الأول من نوعه في سلطنة عُمان، إذ يوفّر إطارًا وطنيًا متكاملًا يربط بين إنتاج البوليمرات في المجمّعات الصناعية لأوكيو وبين الصناعات التحويلية عبر المدن الصناعية والمناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحرة.

ويرتكز البرنامج على تحويل البوليمرات المنتجة محليًا إلى منتجات نهائية عالية القيمة المضافة، بما يدعم سياسات التنويع الاقتصادي، ويُحفّز نمو القطاع الخاص، ويسهم في بناء منظومة صناعية قادرة على المنافسة إقليميًا وعالميًا.

وتبلغ القيمة الاستثمارية للمشروعات التي افتُتحت نحو 40 مليون ريال عُماني، من بينها 20.5 مليون ريال عُماني استثمارات محلية، و19.1 مليون ريال عُماني استثمارات أجنبية مباشرة، في نموذج يعكس الشراكة بين رأس المال الوطني والدولي.

ومن المتوقع أن توفّر هذه المشروعات ما يقرب من مئتي فرصة عمل مباشرة، إضافة إلى مئات الفرص غير المباشرة عبر سلاسل الإمداد والخدمات المرتبطة بالصناعات البلاستيكية، مع فتح مجالات أوسع أمام المؤسسات الصغيرة والمتوسطة للدخول في سلاسل القيمة الصناعية وتعزيز قدراتها التنافسية.

وأوضح سعادة الدكتور صالح بن سعيد مسن، وكيل وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار للتجارة والصناعة، أن الاستراتيجية الصناعية 2040 تتبنى إنشاء المجمعات الصناعية المتخصصة، مثل مجمع لدائن للبلاستيك الذي يعد مثالًا رائدًا على ذلك، حيث تم التوقيع على 27 اتفاقية باستثمارات تتجاوز 85 مليون ريال عُماني (220 مليون دولار أمريكي)، بما يسهم في التنويع الاقتصادي وخفض استيراد المنتجات البلاستيكية النهائية، وزيادة صادراتها إلى الأسواق الإقليمية والعالمية.

وأضاف سعادته أن هذه المصانع تمثل إضافة نوعية للقطاع الصناعي، لما تسهم به في تعزيز تنافسية الصناعات الوطنية محليًا وإقليميًا، ودعم الابتكار في صناعات التغليف والعبوات الموجهة للقطاعات الغذائية والاستهلاكية، إلى جانب إنتاج مستلزمات طبية عالية الجودة مشيرا إلى أن هذه المشاريع ستدعم كذلك الصناعات الغذائية وملحقات التعبئة والمنتجات الصناعية للاستخدام اليومي، بما يعزز دور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، ويوسّع فرص الشركات المحلية، ويرفد السوق بالمنتجات الوطنية والمشتريات المحلية.

وأكد سعادته على استمرار العمل لاستكمال تطوير مجمعات صناعية متخصصة أخرى، تشمل مجمع تصنيع تقنيات الطاقة المتجددة في المنطقة الحرة بصحار، ومجمع تصنيع منتجات الألمنيوم بصحار، ومجمع الصناعات السمكية في الدقم، ومجمع الصناعات التعدينية في شليم، إلى جانب مجمع الصناعات الطبية والغذائية في المنطقة الاقتصادية بخزائن، وغيرها من المجمعات الصناعية المتخصصة لتشكّل هذه المجمعات رافدًا رئيسًا للنمو الاقتصادي وتعزيز القيمة المضافة للاقتصاد الوطني.

من جهته أوضح أشرف بن حمد المعمري، الرئيس التنفيذي لمجموعة أوكيو، أن برنامج "لدائن" للصناعات البلاستيكية يمثل ترجمة عملية لطموحات رؤية عُمان 2040 في مجال التنويع الاقتصادي وبناء قطاع صناعي قائم على تعظيم القيمة المحلية المضافة، مشيرًا إلى أن البرنامج يمكن من خلاله الربط بين موارد الشركة الوطنية في صناعة البوليمرات وبين منظومة صناعات تحويلية قادرة على توفير فرص عمل مستدامة وتمكين المؤسسات الصغيرة والمتوسطة واستقطاب رؤوس أموال واستثمارات طويلة الأمد.

وقال في كلمته إن اختيار صحار منصة لانطلاقة البرنامج يأتي تأكيدًا على أهمية هذه المنطقة في خريطة التصنيع العُمانية ودورها المتنامي كمركز لصناعات البوليمر المتقدمة في دول الخليج.

وأضاف أن التكامل بين أوكيو والهيئة العامة للمناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحرة و"مدائن" ووزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار والشركاء الصناعيين ضمن برنامج "لدائن" يعكس نموذجًا عمليًا للشراكة بين القطاعين العام والخاص في بناء سلاسل قيمة جديدة تعتمد على الابتكار والتنافسية، وتفتح آفاقًا أوسع أمام سلطنة عُمان لتعزيز حضورها في الأسواق الإقليمية والعالمية.

من جانبه أوضح المهندس عبد الله بن أحمد المياسي، مدير عام مدينة صحار الصناعية، أن هذه المصانع الجديدة تمثل ركيزة أساسية للنمو الاقتصادي وجذب المزيد من رؤوس الأموال، سواء كانت محلية أو أجنبية، من خلال: جذب الاستثمار الأجنبي المباشر،وتوفير بيئة جاذبة؛ إذ إن وجود قطاع صناعي نشط ومتنامٍ يعكس ثقة في الاقتصاد المحلي، ويشجع المستثمرين الأجانب على ضخ رؤوس أموالهم لإقامة فروع أو شراكات، يصاحب ذلك نقل التكنولوجيا والخبرات؛ إذ غالبًا ما تجلب المصانع الأجنبية معها تقنيات حديثة ومعرفة إدارية متطورة، مما يعزز تنافسية الصناعة المحلية ويجعل المنطقة أكثر جاذبية للاستثمارات اللاحقة، وتحفيز الاستثمار المحلي، وزيادة الطلب على الأصول الثابتة؛ إذ يتطلب إنشاء المصانع استثمارات ضخمة في الأراضي والمباني والآلات والمعدات، مما يحرك قطاعات اقتصادية أخرى كالعقارات والإنشاءات، وتنمية سلاسل الإمداد المحلية؛ حيث توجد المصانع الجديدة طلبًا على المواد الخام والخدمات اللوجستية والخدمات الفنية من الشركات المحلية، مما يحفز الاستثمار في شركات التوريد الصغيرة والمتوسطة.

وقال في تصريح لوكالة الأنباء العُمانية إن افتتاح مصانع جديدة يعكس تفاؤلًا بالنمو الاقتصادي وقدرة السوق على استيعاب المزيد من المنتجات، مما يشجع المستثمرين المحليين على التوسع وتطوير البنية الأساسية والخدمات المساندة التي تتطلبها المناطق الصناعية الحديثة، وتحسين وتطوير البنية الأساسية مثل الطرق والموانئ وشبكات الكهرباء والمياه، وتطوير المدن الصناعية، وتعزيز القيمة المحلية المضافة.

ويستفيد برنامج "لدائن" من المزايا الإستراتيجية لمدينة صُحار الصناعية وميناء صُحار والمنطقة الحرة، حيث يجتمع الموقع الجغرافي الفريد على خطوط التجارة الإقليمية مع بنية أساسية صناعية متقدمة وحوافز استثمارية تنافسية.

وتضطلع أوكيو بدور محوري في سلسلة القيمة من خلال توفير البوليمرات الخام عالية الجودة بأسعار تنافسية للمصانع العاملة ضمن البرنامج، إلى جانب شراء عدد من المنتجات النهائية مثل المنصات البلاستيكية وأكياس تعبئة حبيبات البوليمر، بما يوفّر قاعدة طلب مستقرة تعزّز الجدوى الاقتصادية للمشروعات وترسّخ استدامتها على المدى الطويل.

وتضم المرحلة التشغيلية من برنامج "لدائن" للصناعات البلاستيكية محفظة استثمارات تضم تسعة مشروعات صناعية متنوّعة في قطاع الشق السفلي، جرى تطويرها بما يعزّز الإنتاج المحلي ويفتح آفاق التصدير ويضمن استقرار سلاسل التوريد. وتعكس قاعدة المشروعات الحالية مزيجًا متوازنًا من الاستثمارات العُمانية والإقليمية والدولية، من بينها استثمارات من الصين والهند وألمانيا والمملكة العربية السعودية، إلى جانب شركات عُمانية مدعومة بإمدادات بوليمر مستمرة من مجموعة أوكيو وفق أسس تجارية تنافسية، ومسنودة بطلب صناعي متوقّع من خلال ترتيبات شراء طويلة الأجل لعدد من المنتجات النهائية.

كما تضم المرحلة الأولى من البرنامج أربع منشآت صناعية رائدة تحتضنها مدينة صُحار الصناعية، تمثل باكورة مشروعات البرنامج، وهي: مشروع "ملتي بوند ميتال"، وهو استثمار صيني–هندي بقيمة 8.5 مليون ريال عُماني لتصنيع حلول بوليمر متقدمة مقاومة للحرارة وحامية للأسطح، في أول مبادرة من نوعها بالمنطقة، ومشروع "ماك صحار" للصناعات الكيماوية لإنتاج البوليمرات الهندسية الموجهة للأسواق العالمية من تنفيذ شركة "ماك" الألمانية، ومجموعة "المرونة العالمية" السعودية، التي اندمجت مع شركتين محليتين لتلبية الطلب الإقليمي المتنامي على حلول البلاستيك المتنوعة، ومشروع "مدائن للبلاستيك" لشركة "مابكو" العُمانية، أول مُنتِج محلي لأكياس التعبئة والتغليف في عُمان. وقد بدأت هذه المنشآت الإنتاج الفعلي قبل التدشين الرسمي، بعد أن زودتها أوكيو بالمواد الخام بأسعار تنافسية، فيما تعتزم المجموعة شراء منتجاتها النهائية مثل المنصات البلاستيكية وأكياس تعبئة حبيبات البوليمر.

وتغطي محفظة البرنامج نطاقًا واسعًا من القطاعات، يشمل حلول البوليمر عالية الأداء، والمركبات الهندسية المتقدمة، والماسترباتش، والمواد المضافة، والتغليف الصناعي، والمنتجات الطبية غير المنسوجة، وتغليف الأغذية، وعبوات زيوت التشحيم، وتطبيقات البولي بروبلين المنسوج، بما يؤسس لقاعدة صناعية تحويلية متعددة الاستخدامات تخدم قطاعات الصناعة والرعاية الصحية والمواد الغذائية والخدمات اللوجستية وصناعة السيارات، ويعزّز حضور سلطنة عُمان في سلاسل القيمة الإقليمية لهذه الصناعات.

ومن المتوقع أن يسهم برنامج "لدائن" في إعادة ترسيخ مكانة صُحار كمنصة صناعات تحويلية متقدّمة ورافعة لبناء إمكانات وطنية قادرة على المنافسة عالميًا، حيث يوفّر منظومةً متكاملة تدعم توطين الصناعات التحويلية وتزيد القيمة المضافة من البوليمرات المنتجة محليًا بتحويلها إلى منتجات نهائية عالية الجودة تحقق الاكتفاء الذاتي لسلطنة عُمان وتفتح آفاقًا جديدة للتصدير.