ليام درو -
يبدو أن الرجال المصابين بأكثر أشكال سرطان الرئة شيوعًا معرضون بشكل فريد لفقدان الكروموسوم Y من خلاياهم، وهو ما قد يساعد السرطان على التكاثر لكنه قد يعزز أيضًا فعالية علاج شائع لهذا المرض.
ومع تقدم الرجال في العمر، تصبح العديد من خلاياهم عرضة للطفرات وفقدان كروموسوم Y، وقد ارتبط ذلك في خلايا الجهاز المناعي بأمراض القلب وقصر العمر، كما تتزايد الأدلة على أن فقدان الخلايا السرطانية لكروموسوم Y يؤثر على تطور المرض.
وبالنسبة للخلية، فإن فقدان Y هو حدث ثنائي: يحدث أو لا يحدث. لكن ما يبدو مهمًا للنتائج الصحية هو النسبة من نوع معين من الخلايا التي تفتقر إلى الكروموسوم Y.
وبدأ البحث الأخير عندما قامت داون ديميو في مستشفى بريجهام والمرأة في بوسطن وزملاؤها بتحليل مستويات التعبير الجيني لجينات الكروموسوم Y في قاعدة بيانات عامة لعينات من سرطان غُدّيّ الرئة، وهو أكثر أنواع سرطان الرئة شيوعًا، وينشأ في الخلايا المنتجة للمخاط التي تبطن الممرات الهوائية.
ووجد الباحثون أن الخلايا السرطانية كانت تفتقر كثيرًا إلى كروموسوم Y، على عكس خلايا الرئة السليمة والخلايا المناعية، وقد حدث ذلك سواء كان المتبرعون بالأنسجة من المدخنين –وهي عادة معروفة بأنها تسبب سرطان الرئة وتؤدي لفقدان Y– أو غير مدخنين.
كما تراكم فقدان Y بمرور الوقت. يقول جون كواكنبوش من جامعة هارفارد، وهو عضو في الفريق البحثي: «هناك مجموعة من الأشخاص يفقدون المزيد والمزيد من كروموسومات Y في المزيد من الخلايا، بحيث يظهر جزء أكبر من الورم فقدان Y». وللكشف عن سبب هذا الأمر، فحص الفريق تغييرات جينية أخرى في الخلايا الخالية من Y، ربط التحليل فقدان الكروموسوم بانخفاض التعبير عن مجموعة من المستضدات الشائعة التي تنتجها الخلايا السرطانية عادة، والتي تُرسل إشارات إلى الخلايا المناعية من نوع «T» للإشارة إلى أن الخلايا السرطانية غير طبيعية ويجب مهاجمتها. يؤدي انخفاض هذه المستضدات إلى تمكين الخلايا السرطانية الخالية من Y من التكاثر دون رقابة.
يقول كواكنبوش: «ما يشير إليه ذلك هو أنه كلما فقدت خلايا الورم كروموسومات Y، أصبحت أكثر قدرة على التهرب من المراقبة المناعية، وهذا يعني أنها تكون منتقاة للبقاء» وكانت خلايا T أقل بكثير في العينات التي يظهر فيها فقدان Y مقارنة بالأورام التي احتفظت بالكروموسوم.
وظهرت أخبار أكثر إيجابية عندما نظر الباحثون إلى بيانات 832 شخصًا مصابين بسرطان الغُدّيّ الرئوي عولجوا بعقار بيمبروليزوماب، وهو مثبط لمستقبلات المناعة (immune checkpoint inhibitor) يعيد تنشيط استجابة الجسم المناعية ضد الأورام عبر عكس تثبيط خلايا T. ووجد الباحثون أن فقدان Y ارتبط بنتائج علاجية أفضل.
يقول دان ثيودوريسكو من جامعة أريزونا، والذي اكتشف النتيجة نفسها في سرطان المثانة عام 2023: «عندما يكون لدى المريض فقدان للكروموسوم Y، فإنه يصبح أكثر استجابة لمثبطات نقاط التفتيش المناعية». ويقول ثيودوريسكو: إن هناك حاجة لمزيد من الأبحاث لفهم كيفية اختلاف تأثيرات هذه الطفرات ونتائجها بين أنواع السرطان المختلفة.
خدمة تربيون عن مجلة New Scientist