دشّنت منصّة "عين" التابعة لوزارة الإعلام أربعة كتب صوتية جديدة، تتنوّع بين السيرة الذاتية والرواية وأدب اليافعين والسيرة الفنية، في خطوة تعزّز حضور المنصّة في إثراء المحتوى السمعي العربي، وتحويل الكتب إلى تجارب تُقرأ بالصوت بما يضفي على النصوص حياة جديدة ويقرّبها من المتلقي.
صمت وسط الإعصار
أما الإصدار الثالث فهو رواية اليافعين «صمت وسط الإعصار» للكاتبة العُمانية رقية البادي، الصادرة برسوم معبرة من الفنان محمد صلاح درويش، عن دار مياسين في الولايات المتحدة عام 2024. تروي "صمت وسط الإعصار" حكاية قيس؛ الطفل الأصمّ والأبكم الذي يجد نفسه في مواجهة إعصار شاهين مع أسرته، لتكشف كيف تصبح الإعاقة منظورًا جديدًا لفهم الخطر وتحديد معاني الأمان. وفي 68 صفحة مكثفة، تُظهر الرواية كيف يبني الطفل علاقة خاصة مع الأصوات التي لا يسمعها، لكنّه يتخيلها ويعيد تفسير العالم من خلالها، إلى جانب إبراز دور الأسرة في تمكينه نفسيًّا خلال الكارثة. وتقدّم الرواية دعوة إلى فهم أعمق لعوالم الأطفال ذوي الإعاقة. وقد أدّى المذيع فارس بن جمعة الوهيبي النص بصوت يلامس عالم الطفل، بينما قدمت فاطمة بنت محمد الرواس إخراجًا يوازن بين حميمية السرد وتوتر اللحظة.
أم كلثوم
أما الكتاب الرابع والأخير فهو كتاب «أم كلثوم: من الميلاد إلى الأسطورة» للكاتب المصري حسن عبدالموجود، والصادر عن ديوان للنشر بالقاهرة عام 2025. يعيد الكتاب تقديم سيرة سيدة الغناء العربي من خلال خمسين حكاية تتقاطع فيها طفولتها في طماي الزهايرة مع صعودها التدريجي إلى مقام الأسطورة. وتكشف هذه الحكايات وجوهًا خفية من شخصيتها: صرامتها في التمرين، وحساسيتها تجاه جمهورها، وإدارتها الذكية لعلاقتها بالسلطة والفنانين، وقدرتها على تحويل الغناء إلى قوة وجدانية جامعة للعالم العربي. ويضيء الكتاب تفاصيل إنسانية دقيقة، من علاقتها بأسرتها وفرقتها الموسيقية، إلى لحظات المرض والإجهاد، وصولًا إلى إرثها الذي لا يزال حاضرًا في الوجدان العربي. قرأ الكتاب سليمان المعمري وأخرجه للمنصة حمد الوردي.
بهذه الإصدارات الأربعة، يصل عدد الكتب الصوتية التي تحتضنها منصّة "عين" منذ تدشين مشروع الكتاب الصوتي عام 2021 وحتى اليوم 76 كتابا، مواصِلةً تعزيز رسالتها في تحويل الكتب إلى تجارب سمعية تمتد بجمالياتها وبصمتها الفنية، لتجعل من الصوت جسرًا يصل القارئ بعوالم الأدب والفكر والمعرفة.