ألحان الموشحات بطابع عماني - 

تعانقت الألحان وارتفعت الموسيقى في أرجاء مسرح وزارة الإعلام مساء أمس، لتصنع حالة فنية بديعة أسرت الجمهور وأخذتهم إلى عوالم الطرب العُماني الأصيل. فقد أهدت فرقة البلد الموسيقية للموشحات العُمانية الحاضرين أمسيةً استثنائية، قدمت خلالها باقة من المقطوعات الراقية من إبداع العازف والباحث مسلم الكثيري، ترافقه أنامل وأصوات أفراد الفرقة الذين صاغوا معًا لوحة موسيقية تفيض جمالًا وتناغمًا. كانت الألحان تقود الجمهور في مسارٍ موسيقي اختارته بعناية، فذلك المزج البديع بين روح الموشحات وخصوصية النغمات العُمانية أضفى على الأمسية بهاءً واضحًا أطرب الحضور وأسر أسماعهم. وجاءت البداية مع الموشح الوطني «يا شعلة المجد»، لتتوالى بعدها النفحات الطربية عبر موشح «يا نسيم الريح»، وموشح «قتيل هواك»، ثم الموشح الوطني «مرمى السماء»، تلاه موشح «غنى فؤادي»، وموشح «طار الفؤاد»، وموشح «بروحي البان»، قبل أن تختتم الأمسية بموشح «كلما زرتُ حبيبًا»، في ختامٍ ترك أثره العذب في نفوس الحاضرين.

 وتفاعل الجمهور بحماسة مع الأصوات التي علت بأغنيات الحفل، حيث شارك في الأداء كلٌّ من: زيانة سيف، ومي الجابرية، وأحمد كوفان، ويونس العامري، وأحمد الحبسي، وجميلة الصورية، في أداءٍ تنوّع بين المفرد والجماعي، ليصعد معه منحنى التفاعل الجماهيري لحظة بعد أخرى. وقد ازدانت اللوحة الفنية بمشاركة الموسيقيين على مختلف الآلات، ليكتمل المشهد بنغماتٍ أطربت الحضور وأضفت على الأمسية دفئها وبهائها. تجدر الإشارة إلى أن فرقة البلد الموسيقية تعد أول فرقة موشحات عُمانية، تأسست بهدف تأليف موشحات جديدة، وهو المشروع الأساسي للفرقة إلى جانب التأليف الموسيقي للآلات الموسيقية وتلحين أغاني طرب عُمانية جديدة، وتأسست الفرقة في عام 2020، وفي عام 2023 تمت إعادة تشكيلها رسميًّا وتسجيلها لدى وزارة الثقافة والرياضة والشباب، وتضم الفرقة عددا من الموسيقيات والموسيقيين الموهوبين في مجال العزف والغناء، وتؤدي ألحان مؤسسها ورئيسها الموسيقي والباحث مسلم الكثيري الحائز على جائزة الآغا خان الموسيقية الدولية الخاصة لعام 2022.