يدخل المدرب البرتغالي كارلوس كيروش مدرب المنتخب الوطني الأول لكرة القدم في اختبار جديد عندما يلاقي المنتخب المغربي في الجولة الثانية من المجموعة الثانية للنسخة الحادية عشرة من بطولة كأس العرب ٢٠٢٥ المقامة منافساتها حاليا في ملاعب العاصمة القطرية الدوحة خلال الفترة من ١ إلى ١٨ ديسمبر الجاري، وليس هناك خيار لمنتخبنا الوطني سوى نقاط المباراة الثلاث والخسارة تعني المغادرة الفورية للبطولة، ولهذا فإن المباراة تمثل مفترق طرق مهمة بالنسبة إلى منتخبنا الوطني.
وظهر كيروش خلال الحصة التدريبية الأساسية قبل مباراة غدا بأنه يفكر في إجراء تغييرات على التشكيلة الأساسية التي سيلعب بها، ولهذا سعى إلى تجهيز متوسط الميدان عبدالله فواز والظهير محمود مبروك بعد أن تأكدت جاهزيته بالمشاركة مع الفريق، وهذا يعني بأن هناك تغييرات متوقعة في التشكيلة، ومن المحتمل أن يلعب أحمد الخميسي في مركزه الأساسي (قلب الدفاع) إلى جوار غانم الحبشي وثاني الرشيدي، وقد يدفع بمصعب الشقصي أساسيا في هذه الخانة المهمة كمتوسط قلب دفاع جنبا إلى جنب مع الخميسي، مع عودة قائد المنتخب علي البوسعيدي إلى مركزه الاعتيادي (الظهير الأيسر).
وفي حال استعان كيروش مجددا بالقائد علي البوسعيدي في محور الارتكاز، فإنه في هذه الحالة قد يدفع بالعائد محمود بن مبروك المشيفري في مركز الظهير الأيسر، على الرغم من أن يوسف المالكي كان من أبرز اللاعبين في المباراة الماضية أمام السعودية، وسيلعب حارب السعدي وعبدالله فواز ومصعب المعمري أو عاهد المشايخي في وسط الميدان، بالإضافة إلى وجود الثلاثي صلاح اليحيائي وناصر الرواحي وعصام الصبحي في خط المقدمة.
وقد تطرأ هذه التغييرات على التشكيلة التي تعود أسبابها الجوهرية في الأساس لغياب أرشد العلوي وأمجد الحارثي وخالد البريكي وعبدالرحمن المشيفري ومحسن الغساني، ما حدا بالجهاز الفني لمنتخبنا الوطني بقيادة المدرب البرتغالي كارلوس كيروش إلى إعادة ترتيب الأوراق ولملمة الصفوف بحثا عن معادلة الاتزان والانضباط التكتيكي المنشود، والاستعانة بخيارات تملك القدرة على الضغط العالي والتحول الهجومي السريع.
ويواجه كيروش اختبارا معقدا للغاية، إذ يتعين عليه معالجة مشكلة البطء في التحضير وغياب الكثافة العددية الهجومية، وهو ما يجعل التغييرات المحتملة شبه حتمية في التشكيلة الأساسية.
كما تبدو النواحي الدفاعية بحاجة إلى مرونة تكتيكية أكبر في التعامل مع الكرات العرضية، وحل مشكلة المبالغة في التمريرات العشوائية الخاطئة، وسهولة فقدان الكرة عندما يستلمها لاعبو المنتخب الوطني، وعدم القدرة على استعادتها، وغياب التحول الهجومي السريع في ظل غياب الفاعلية والنجاعة التكتيكية المطلوبة، وهو ما يفتح الباب أمام خيار مشاركة جميل اليحمدي والمنذر العلوي في مباراة الغد في ظل البطء الذي شاهدناه في وسط الميدان في مباراة الجولة الافتتاحية للمجموعة الثانية أمام المنتخب السعودي الشقيق، وعدم التسريع في التمرير وكسب المساحات والبطء في الانتشار والجري بمساحات الملعب نظرا لتباعد الخطوط الثلاثة.
كل هذه النقاط الفنية والتكتيكية قام كيروش بشرحها للاعبين، كما شرح لهم بشكل واف ومفصل أسلوب وطريقة لعب المنتخب المغربي الذي يختلف كليا عن المنتخب السعودي، وكانت تعليماته الفنية واضحة بوجوب إظهار أقصى درجات الانضباط والاتزان التكتيكي على مستوى الخطوط الثلاثة طيلة فترات اللقاء.