كتب - فيصل السعيدي -
ستكون الأنظار شاخصة في تمام الساعة التاسعة مساء الغد بتوقيت مسقط نحو استاد المدينة التعليمية بالعاصمة القطرية الدوحة، حيث يستهل منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم مشواره في منافسات النسخة الحادية عشرة لبطولة كأس العرب المقامة منافساتها حاليا بقطر حتى ١٨ ديسمبر الجاري، بمواجهة شقيقه المنتخب السعودي ضمن منافسات المجموعة الثانية التي تضم إلى جوارهما منتخبي المغرب وجزر القمر.
ويتطلع الأحمر بقيادة مدربه البرتغالي المحنك كارلوس كيروش لتسجيل انطلاقة إيجابية في النسخة الحالية لكأس العرب بعدما بلغ الدور الثاني في منافسات النسخة الماضية التي أقيمت أيضا على الأراضي القطرية عام ٢٠٢١، وأقصي فيها عقب خسارته على يد المنتخب التونسي بهدفين لهدف.
وأكمل منتخبنا الوطني تحضيراته لمواجهة الأخضر السعودي بحصة تدريبية ختامية أجراها على الملعب الرئيسي للقاء استاد المدينة التعليمية بمشاركة ٢٣ لاعبا وهم: إبراهيم المخيني وفايز الرشيدي وإبراهيم الراجحي وأحمد الخميسي ويوسف المالكي وعلي البوسعيدي ومحمود المشيفري وسعيد العلوي وغانم الحبشي وثاني الرشيدي وخالد الغطريفي ومصعب الشقصي وحارب السعدي ومصعب المعمري وعاهد المشايخي وصلاح اليحيائي وزاهر الأغبري والمنذر العلوي وناصر الرواحي وجميل اليحمدي وعصام الصبحي وعبدالله فواز ومحمد بن مبارك الغافري.
وقد تركزت الحصة التدريبية الختامية على تطبيق بعض الجمل الفنية والمناورات التكتيكية، وحرص الجهاز الفني على وضع اللمسات النهائية والرتوش الأخيرة على الخطة التي سيلعب بها المباراة على ضوء متابعاته ومراجعاته لأشرطة فيديو مباريات المنتخب السعودي الأخيرة، إذ عكف كيروش وجهازه الفني المساعد على تدوين أبرز الملاحظات الفنية عن المنتخب السعودي ودراسة نقاط قوته وضعفه، مع التركيز بشكل أدق على مكامن الخلل التكتيكية في تشكيلة المدرب الفرنسي هيرفي رينار، ورصد كل شاردة وواردة في هذا الاتجاه.
ويفتقد منتخبنا الوطني لسبعة من عناصره الأساسية في هذه البطولة حيث يغيب عنه كل من: أمجد الحارثي وأرشد العلوي وأحمد الكعبي بداعي الإصابة، وخالد البريكي وعبدالرحمن المشيفري بسبب نقص لياقتهما البدنية وتأخر التحاقهما بالنادي التشيكي أرتيس برنو على خلفية تبعات وتداعيات تأشيرة العمل، فضلا عن غياب محسن الغساني بسبب التزامه مع ناديه بانكوك يونايتد التايلندي، كما شهدت القائمة النهائية استبعاد صانع ألعاب نادي الشباب حاتم الروشدي لأسباب فنية.
وكان منتخبنا الوطني قد حجز مقعده في دور المجموعات لكأس العرب ٢٠٢٥ بعدما أزاح عقبة منتخب الصومال من الملحق التأهيلي إثر فوزه عليه بركلات الترجيح ٤ / ١ بعد تعادلهما في الوقت الأصلي بدون أهداف، وذلك في المباراة التي لعبت يوم ٢٦ نوفمبر الماضي على استاد عبدالله بن خليفة بنادي الدحيل.
وخضع منتخبنا لمعسكر تحضيري داخلي سبق مواجهة الملحق التأهيلي أمام الصومال، تخلله تجربتان دوليتان وديتان مع السودان وساحل العاج، حيث فاز على منتخب السودان بهدفين نظيفين حملا توقيع زاهر الأغبري في الدقيقة ٦٤ والمنذر العلوي في الدقيقة ٧٩، فيما خسر التجربة الدولية الودية الثانية التي لعبها أمام منتخب ساحل العاج بالنتيجة ذاتها هدفين دون رد، في المباراة التي أقيمت على استاد السيب الرياضي يوم ١٨ نوفمبر الماضي.
وتعيد مواجهة منتخبنا الوطني وشقيقه السعودي للأذهان فصل الصراع الكروي الأخير الذي دار بينهما في نصف نهائي خليجي ٢٦ بالكويت يوم ٣١ ديسمبر ٢٠٢٤، والذي حسمه منتخبنا لصالحه بهدفين لهدف، حيث سجل للأحمر أرشد العلوي في الدقيقة ٧٤ وعلي البوسعيدي في الدقيقة ٨٥، بينما سجل هدف السعودية الوحيد في اللقاء محمد كنو في الدقيقة ٨٧.
السجل الذهبي
فازت ستة منتخبات ببطولات كأس العرب في النسخ العشر السابقة، حيث حصد العراق اللقب ٤ مرات في ٤ نسخ متتالية أقيمت على فترات متقطعة ومتباعدة وتحديدا أعوام ١٩٦٤ و١٩٦٦ و١٩٨٥ و١٩٨٨، وتليه السعودية بلقبين حققتهما في نسختين متتاليتين أُقيمتا عامي ١٩٩٨ و٢٠٠٢، بينما فازت منتخبات تونس ومصر والمغرب والجزائر باللقب مرة واحدة لكل منها، حيث انتزعت تونس لقب النسخة الأولى التي استضافتها لبنان عام ١٩٦٣، بينما فازت مصر باللقب في نسخة ١٩٩٢ التي أقيمت في سوريا آنذاك، وعانقت المغرب اللقب في نسخة ٢٠١٢ التي جرت على أراضي المملكة العربية السعودية، في حين توجت الجزائر بلقب النسخة الأخيرة التي أقيمت في قطر عام ٢٠٢١.
تعديلات على اللوائح المنظمة
تشهد النسخة الحادية عشرة من كأس العرب لكرة القدم ٢٠٢٥، التي تستضيفها الدوحة خلال الفترة من الاثنين المقبل حتى ١٨ ديسمبر، تغييرات كبيرة ومؤثرة في اللوائح التنظيمية، من شأنها تعزيز مكانة البطولة على المستويين الإقليمي والدولي. وتعد هذه النسخة الثانية على التوالي التي تُنظم تحت إشراف الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، بعد نسخة الدوحة ٢٠٢١ التي شكلت نقطة تحول تاريخية باعتراف الفيفا بالبطولة بشكل رسمي لأول مرة منذ انطلاقتها عام ١٩٦٣، ما منحها بعدا دوليا وزخما واسعا. وأسهم نجاح نسخة ٢٠٢١ في استمرار دعم الفيفا للبطولة في النسخ الثلاث المقبلة أعوام ٢٠٢٥ و٢٠٢٩ و٢٠٣٣، شريطة إقامتها في الدوحة، لضمان استمرار مستوى التنظيم والنجاح الذي تحقق سابقا. وستشهد هذه النسخة تعديلات واسعة تتماشى مع توجهات الفيفا لتطوير البطولة على مستوى اللوائح وقيمة المباريات، ومنحها مزيدا من الأهمية الفنيّة والتنافسية.
اللعب بعشرة لاعبين
وفقا للحكم الإيطالي السابق بييرلويجي كولينا، فإن الفيفا ستجرب تعديلا جديدا في اللعبة، سيتم تطبيقه في كأس العرب، والقانون هو أن أي لاعب يتعرض لإصابة ويدخل الجهاز الطبي لعلاجه سيُستبعد لمدة دقيقتين، ويلعب فريقه بـ١٠ لاعبين خلال هذه الفترة.
تعديل آلية كسر التعادل
أما التغيير الثاني فيتعلق بتعديل آلية كسر التعادل بين المنتخبات لتحديد المتأهلين إلى الدور ربع النهائي، في خطوة غير مسبوقة في بطولات الفيفا. وحسب نظام البطولة، تم توزيع ١٦ منتخبا على ٤ مجموعات، يتأهل صاحبا المركزين الأول والثاني من كل مجموعة إلى دور الثمانية. وستُحسم حالات التساوي في نسخة ٢٠٢٥ أولا بفارق الأهداف في المواجهات المباشرة بين المنتخبات المعنية، بدلا من فارق الأهداف العام في جميع مباريات المجموعة كما كان معمولا به في نسخة ٢٠٢١. وفي حال استمرار التساوي، يتم الاعتماد على عدد الأهداف المسجلة في المواجهات المباشرة، ثم فارق الأهداف العام، ثم عدد الأهداف المسجلة في المجموعة، وأخيرا معيار اللعب النظيف. كما ألغى الفيفا اللجوء إلى القرعة كخيار أخير للفصل بين المنتخبات المتساوية، واعتمد بدلا من ذلك على التصنيف الشهري الأخير قبل البطولة، بحيث يُمنح التأهل للمنتخب الأعلى تصنيفا.
قانون تحكيمي جديد
أعلن رئيس لجنة الحكام في الاتحاد الدولي لكرة القدم ، الإيطالي بييرلويجي كولينا، عن تعديل جديد في قانون التحكيم سيجري تطبيقه تجريبيا خلال منافسات كأس العرب ٢٠٢٥ في قطر. ويقضي التعديل بإخراج أي لاعب لمدة دقيقتين إذا طلب دخول الطاقم الطبي بداعي الإصابة ثم تبيّن أنه قادر على مواصلة اللعب بدون وجود إصابة حقيقية، وذلك في إطار جهود الفيفا للحد من محاولات إهدار الوقت التي تزايدت خلال السنوات الأخيرة.
آلية تطبيق التجربة
وقال كولينا إن رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جياني إنفانتينو أصرّ على بدء التجربة في قطر، موضحا أن اللاعب سيغادر أرضية الملعب بشكل إلزامي لمدة دقيقتين بعد استئناف اللعب إذا دخل الجهاز الطبي لمعالجته وتبيّن عدم تعرضه لإصابة فعلية. وخلال فترة الاستبعاد، يواصل الفريق اللعب بدونه، في خطوة تهدف إلى ردع اللاعبين عن ادعاء السقوط وطلب العلاج بغرض تعطيل المباراة.
وأشار كولينا إلى وجود حالتين فقط يُعفى فيهما اللاعب من عقوبة الدقيقتين، هما: إذا حصل اللاعب المنافس المتسبب في الإصابة على بطاقة صفراء أو حمراء، إذا كان اللاعب الذي طُلب علاجه هو حارس المرمى، نظرا لاستحالة لعب الفريق بدون حارس لمدة دقيقتين. وكشف كولينا عن تطبيق الفيفا تجارب أخرى لتسريع نسق المباريات، من بينها قاعدة جديدة تلزم الحارس بلعب الكرة خلال ٨ ثوان من الاستحواذ عليها، وإلا تُحتسب ضده ركلة ركنية. وأوضح أن التجربة أثمرت عن نتائج إيجابية، إذ لم تُحتسب أي ركلة ركنية من هذا النوع خلال كأس العالم تحت ١٧ عاما الأخيرة بقطر. وأكد رئيس لجنة الحكام أن فكرة استبعاد اللاعب لدقيقتين والمستوحاة من منافسات الرياضات الأخرى ككرة اليد والسلة، تأتي ضمن سلسلة إصلاحات يسعى من خلالها الفيفا إلى رفع وتيرة اللعب وتقليص فترات التوقف، مع مواصلة اختبار قوانين تهدف إلى تعزيز عدالة المنافسات والحد من السلوكيات غير الرياضية.
وشملت التعديلات أيضا رفع قيمة الجوائز المالية للبطولة إلى ٣٦،٥ مليون دولار، في خطوة تعكس الاهتمام المتزايد بالمسابقة، وتسهم في تحفيز المنتخبات المشاركة. كما يتمثل أبرز هذه التغييرات في اعتبار مباريات كأس العرب "رسمية" وليست ودية، على أن تُحتسب نقاطها ضمن التصنيف العالمي الشهري للمنتخبات الصادر عن الفيفا، في تحول تاريخي يمنح البطولة صفة رسمية غير مسبوقة. ووفقا لهذا القرار، ستحصل المنتخبات المشاركة على نفس نقاط التصنيف المعتمدة في المباريات الودية الدولية، ما يعزز من قيمة البطولة ويمنحها أهمية خاصة للمنتخبات الساعية لتحسين ترتيبها العالمي.