(عمان) استعرض المصور العماني خميس بن علي المحاربي كتابه الجديد "ذاكرة ولاية بدبد ـ الإنسان والمكان"، في حفل أقيم بـمقهى كارجه بفنجاء، وذلك خلال معرض ضوئي افتتحه سعادة الدكتور حمد بن محمد الضوياني رئيس هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية، وسط حضور رسمي وثقافي من محافظ الداخلية وأصحاب السعادة والمشايخ والمهتمين بالصورة الضوئية.
وجاء المعرض الذي احتضنه مقهى "كارجه" ليعرض نماذج مختارة من أرشيف بصري يمتد لعقود، يوثق مسارات التحول في ولاية بدبد عبر الإنسان والمكان، ويستعيد ذاكرة جبلية ووادعة تلتقي فيها سلسلة جبال الحجر الشرقي والغربي عند نقطة لا تبعد سوى 200 متر عن موقع الجسر المعروف في فنجاء.
ويضم الكتاب ـ في نسخته النموذجيةـ 230 صورة فوتوغرافية قابلة للزيادة في النسخة النهائية، تم اختيارها من أرشيف واسع تجاوز 13 ألف صورة التقطها "المحاربي" منذ منتصف سبعينيات القرن الماضي، حيث تعود أقدم صور المعرض إلى عام 1975. ويأتي هذا المشروع بالتزامن مع احتفالات سلطنة عمان باليوم الوطني، مجسداً مشاركة توثيقية تستحضر قيمة المكان وتاريخ الإنسان، وقد حظي المشروع بدعم من عدد من الجهات الحكومية، منها الهيئة الوطنية للمساحة والمعلومات الجيومكانية التي قدمت صوراً جوية نادرة، والمركز الوطني للإحصاء والمعلومات الذي أسهم ببيانات دقيقة عن الولاية، إضافة إلى تعاون مؤسسة بدر البيان في إعداد الترجمة المصاحبة للكتاب.
وحول فكرة الكتاب يقول المصور خميس بن علي المحاربي: " هذه الفكرة ليست وليدة اللحظة، فذاكرتي مخزونة بالمشاهد التي رافقتني منذ الطفولة، وكنت أشعر أن عليّ أن أكتب الحروف الأولى لكتاب يوثق الأرض التي تنفست جمالها، فكثير من اللقطات جاءت بعد رحلات شاقة وتسلق جبال بدبد، لكن الصورة ـ كما كنت أؤمن دائماً ـ لا تكذب أبداً، وهي اليوم تسجل ما حققته النهضة من تحولات في كل تفاصيل حياتنا. وأشار "المحاربي" إلى أن فكرة المعرض وُلدت في أغسطس الماضي بمكتب مدير إدارة بلدية بدبد، ثم تحولت إلى مشروع كتاب في منتصف سبتمبر، مؤكداً أن الدعم المؤسسي والشعبي كان محركا أساسيا لاستكمال هذا العمل التوثيقي، محتفيا بذاكرة بصرية تعيد قراءة تاريخ بدبد من خلال أرشيف ممتد بين الماضي والحاضر.