خرج المنتخب الوطني الأول لكرة القدم بمكاسب عديدة في مباراته التي خاضها مع المنتخب الصومالي في ملحق كأس العرب، وتأهل على إثرها للمرة الثانية تواليا إلى دوري المجموعات في البطولة.

ورغم غياب 7 لاعبين أساسيين عن المنتخب الوطني لأسباب مختلفة، فإن البرتغالي كارلوس كيروش منح الثقة في العناصر المتوفرة لديه وكشفت للمدرب أوجه القصور التي يعاني منها المنتخب الوطني والتي ظهرت بشكل جلي في الشوط الأول، قبل أن يتدارك الأمور في الشوط الثاني.

بات من المهم على الجهاز الفني للمنتخب الوطني أن يستفيد من أحداث مباراة الصومال خاصة وأنه مقبل على مواجهتين في غاية الأهمية والصعوبة أمام منتخبي السعودية والمغرب في مرحلة دوري المجموعات قبل أن يواجه منتخب جزر القمر.

يحتاج منتخبنا الثقة في النفس أولًا ومنح اللاعبين جرعات معنوية عالية وتركيزا ذهنيا كبيرا في مواجهة المنتخب السعودي الثلاثاء المقبل، ولهذا فإن كيروش وجهازه الفني المساعد عليهما العمل على تهيئة الجوانب النفسية أكثر من الجوانب تكتيكية، لأن خبرة اللاعبين تساعدهم في كيفية التعامل مع مثل هذه المباريات المهمة.

ثقتنا كبيرة في عناصر المنتخب الوطني في تقديم صورة أفضل عن المباراة الماضية أمام الصومال والتي كانت لها حسابات مختلفة تماما عن حسابات دوري المجموعات ومن المهم أن يضع اللاعبون في الاعتبار أنهم أمام مرحلة مهمة ومفصلية في تاريخهم الكروي خاصة وأن بعض اللاعبين أعمارهم السنية قد لا تسمح لهم بالاستمرارية إذا استمر عطاؤهم بالوضع الحالي.

طريقة وأسلوب البرتغالي كارلوس كيروش يحتاج إلى وقت من أجل التأقلم مع هذا الأسلوب، خاصة وأن هذه العناصر تعودت طوال سنوات على أسلوب واحد في المنتخبات الوطنية أو في الأندية، ولهذا لا يمكن أن نضع اللوم على اللاعبين لأن الأدوار التي يقومون بها تحتاج إلى قوة بدنية وسرعة في التحول وقناص يجيد استغلال أنصاف الفرص أمام مرمى الخصوم.

في المباريات التسع التي لعبها المنتخب الوطني تحت قيادة كيروش منذ توليه مسؤولية تدريب المنتخب الوطني ظهر جليا بأن بصمات المدرب لم تظهر بشكل جدي حتى الآن وربما يعود ذلك لعدم استيعاب اللاعبين للأسلوب والطريقة التي يلعب بها كيروش.

في مرحلة دوري المجموعات من كأس العرب نأمل أن يستفيد الجهاز الفني من الأخطاء التي حدثت وأن يعالجها وبما يتناسب مع إمكانيات وقدرات اللاعبين الفنية والبدنية ومتى ما مُنح اللاعبون الحرية في استغلال هذه الإمكانيات فإن الفرصة مواتية بأن يكون منتخبنا الوطني مرشحا لأن يلعب دورا أساسيا ومحوريا في منافسات البطولة العربية التي ستنطلق بعد غد الأحد.