شهدت عدد من ولايات سلطنة عمان تنظيم فعاليات ثقافية وتراثية وسياحية احتفاء باليوم الوطني في أجواء جسدت روح الانتماء والولاء الوطني كما استقطبت عددًا كبيرًا من المواطنين والمقيمين والزوار للاستمتاع بالفعاليات المتنوعة.
وقد عبّر المشاركون في هذه الفعاليات عن مشاعر الولاء والانتماء العميق للوطن، مؤكدين اعتزازهم بما تحقق من نهضة وتقدم في ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان. كما جسدت الفعاليات ما يحمله كل مواطن من حب صادق لوطنه وتمسك بثوابته وقيمه وتراثه العريق، ليظل اليوم الوطني مناسبة تتجدد فيها معاني المواطنة الصادقة وروح الوحدة والالتفاف حول مسيرة البناء والتنمية.
"عهد عمان"
وانطلقت فعاليات معرض "عهد عمان" الثقافي التراثي تحت رعاية سعادة السيد طارق بن محمود البوسعيدي، والي بركاء، بحضور الشيوخ والأعيان وجمع غفير من أهالي الولاية والزوار، وذلك في ساحة مول المعالم الصينية بولاية بركاء.
​ويُعد المهرجان بمثابة محطة ثقافية متكاملة، حيث تضمنت فعالياته ركنا رئيسيا مخصصا للقرية التراثية، التي صُممت لتعكس تفاصيل الحياة العُمانية الأصيلة، وتقدم للجيل الجديد والزوار لمحة حية عن الحرف اليدوية التقليدية، والملابس، والأدوات القديمة التي استخدمها الأجداد، ما يساهم في تعزيز الهوية الوطنية والحفاظ على الذاكرة الجماعية.
​كما خصص ركنا متكاملا للأسر المنتجة، الذي يمثل فرصة حقيقية لعرض وتسويق منتجات هذه الأسر من المشغولات اليدوية، والمأكولات التقليدية، والصناعات الصغيرة. ويأتي هذا الدعم انسجاما مع التوجهات الرامية إلى تمكين الكوادر الوطنية وتعزيز دور الأفراد في التنمية الاقتصادية.
​كما شهد المسرح المفتوح عروضا فنية وثقافية متنوعة هدفت إلى إثراء المشهد الفني وتعزيز القيم الوطنية. وقد كان أبرزها مسرحية هادفة نالت استحسان الجمهور، إذ حملت رسالة قوية ومؤثرة في حب الوطن والانتماء إليه.
​وألقيت فيها قصائد وطنية، أظهرت مدى اهتمام الولاية بالشعر كأحد أبرز مكونات الثقافة العُمانية.
​كما احتفى المعرض بالفنون الشعبية التي تشتهر بها سلطنة عمان، حيث قدم فن اليولة وفن الرزحة، إلى جانب مجموعة من الفنون التقليدية الأخرى التي جسدت التنوع الفني لولايات السلطنة.
​وفي الختام، أشاد سعادة السيد طارق بن محمود البوسعيدي، والي بركاء بالجهود التنظيمية التي بذلت لإنجاح المهرجان مؤكدا على أهمية استمرار مثل هذه الفعاليات التي تساهم في الحراك الثقافي والاجتماعي وتعمل على دمج التراث بالحداثة.
فعاليات تراثية
وفي قلعة نزوى استقطبت الفعاليات الترفيهية والثقافية أعدادًا كبيرة من قاطني الولاية والزائرين على مدى أربعة أيام، حيث تفاعل الجمهور الزائر مع هذه البرامج التي تم إعدادها وانتقاؤها لتلبي رغبات الزائرين.
وشملت الأركان التراثية فعاليات متنوعة من بينها ركن الصناعات التقليدية العمانية حيث شارك العارضون بصناعاتهم أمام أنظار الجمهور الزائر الذي تعرّف على مكنونات هذه الصناعات ومدى حرص العمانيين على الحفاظ عليها طوال عشرات السنين؛ وقد تنوّعت الحرف لتشمل صناعة السعفيات والفخار وصناعة الحلوى العمانية والخبز والمأكولات؛ كما قدّمت فرق الفنون الشعبية أهازيجها وفنونها المغنّاة التي ركّزت على الأبيات الوطنية وما شهدته البلاد من منجزات.
بالإضافة إلى فقرات ترفيهية للأطفال شملت ألعاب الخفّة والرسم على الوجوه وممارسة بعض المسابقات الثقافية والفنية المتنوعة، كما أقيمت حلقات تدريبية تقنية ركّزت على الألعاب الإلكترونية وإتاحة الفرصة لممارستها وفعاليات صناعة المجسّمات والتشكيل بالرمل في ساحة البستان والرسم على الوجوه وعروض النار وعروض كرة القدم المهارية الحرّة وتخصيص منافذ لبيع منتجات فنية للورش التطبيقية المنفّذة.
الوحدة الوطنية الراسخة
كما احتفلت ولاية بهلا باليوم الوطني المجيد من خلال حزمة واسعة من الفعاليات والبرامج الوطنية التي عمت مختلف مناطقها وقراها، وامتدت إلى معالمها التراثية والسياحية البارزة.
وقد شهدت الولاية خلال الأيام الماضية حضورًا جماهيريًا كبيرًا وحراكا وطنيا لافتا جسد مشاعر الفخر والاعتزاز، شاركت فيه مؤسسات حكومية وخاصة، ومدارس ومراكز اجتماعية، إلى جانب الأهالي والزوار.
واحتضنت قلعة بهلا على مدى ثلاثة أيام، عروضا متنوعة والفنون الشعبية وعروض الحلوى والشخصيات العملاقة والطويلة ومعرض الاسر المنتجة، إضافة إلى عروض النار التي أضفت إثارة خاصة على الأمسيات.
كما شهدت القلعة عروض كرة القدم وعرض التنورة، إلى جانب العروض الترفيهية وعروض الكلاب الاستعراضية وعرض الإضاءة، فيما أقيمت حلقات تدريبية في الرسم والفخار بشكل يومي مقدمة مساحة فنية وتفاعلية للأطفال والمهتمين.
من جانبه احتضن حصن جبرين فعاليات اتسمت بالجمع بين الطابع التراثي والثقافي والبعد العلمي.
فقد شهد الحصن عروض الفنون الشعبية وركن الحنّاء والمأكولات الشعبية، إلى جانب فعالية فلكية مخصصة لرصد الأجرام السماوية، مما أتاح للزوار فرصة مميزة للتعرف على أسرار السماء.
كما تزين الحصن بلوحة فنية مكونة من 281 منطادًا مضيئًا شكلت مشهدًا بصريًا آسرًا، إضافة إلى فعاليات الرسم على الوجوه، فيما اختتمت البرامج بعروض العزف الحي التي أضفت طابعًا موسيقيًا مميزًا على الفعاليات الختامية.
كما شهد مربط بهلا للخيول العربية الأصيلة احتفالًا وطنيًا واسعًا ، استقطب العائلات ومحبي الخيل، حيث قدم المربط عروضا للخيل التقليدية ومسرحا مفتوحا ومسابقات متنوعة وألعابًا للأطفال، إلى جانب أكثر من 300 جائزة تم تقديمها للحضور، في فعالية استمرت من الخامسة عصرًا وحتى الحادية عشرة ليلًا، وسط أجواء وطنية مشرقة وبمشاركة جماهيرية كبيرة ، كما نفذ المربط لزوار الولاية جولات سياحية بالخيول في مختلف المواقع السياحية بالولاية.
كما شاركت مدارس الولاية ومركز الوفاء وعدد من المؤسسات الحكومية والخاصة في تنظيم برامج احتفالية مختلفة، جاءت لتعزز من مشهد الاحتفاء الوطني وتؤكد على الروح المشتركة بين مختلف جهات المجتمع في التعبير عن الولاء للوطن والاعتزاز بمنجزاته.
وقد أكّد أبناء الولايات المشاركة، من مواطنين ومقيمين، أن هذه الفعاليات الوطنية تمثل فرصة متجددة للتعبير عن عمق الانتماء والولاء والحب لوطنهم العزيز، وتجسيد ما يكنّه كل فرد من محبة صادقة للوطن واعتزاز ثابت بقيادته الحكيمة. كما عبّر المشاركون عن تقديرهم لما تشهده البلاد من نهضة شاملة في ظل الرؤية السديدة لحضرة صاحب الجلالة السلطان، مؤكدين أن مشاركة مختلف فئات المجتمع في هذه الفعاليات إنما تعكس روح المواطنة المسؤولة والوحدة الوطنية الراسخة التي تجمع الجميع تحت راية المجد والبناء.
تراث يحكي حكاية وطن
وفي ولاية الرستاق انطلقت فعاليات ملتقى الحوقين الثاني، تحت شعار "تراث يحكي حكاية وطن"، بتنظيم من مكتب محافظ جنوب الباطنة وبالتعاون مع وزارة التراث والسياحة، وذلك بموقع الشلالات بنيابة الحوقين، وبمشاركة واسعة من الجهات والفرق الشعبية والمؤسسات المجتمعية.
ويهدف الملتقى الذي يستمر أربعة أيام إلى إبراز الموروث الثقافي العُماني وتعزيز الحراك السياحي والترفيهي في الولاية، من خلال عروض الفنون الشعبية والفقرات الترفيهية والاستعراضية منها عروض الطيران الشراعي وفقرة عروض النار، إلى جانب مسابقات للأطفال والألعاب الشعبية، وفقرات شعرية ومسرحية تقدمها فرق شبابية، بالإضافة إلى فقرات إنشادية وعروض طلابية بالتعاون مع الجهات التعليمية. ويختتم الملتقى بفعالية "المسير الوطني على خطى الأمجاد" صباح بعد غد.
وأكدت اللجنة المنظمة أن تنظيم الملتقى يأتي ضمن احتفالات المناسبات الوطنية، واستثمارًا للمقومات الطبيعية التي تزخر بها المنطقة من خلال فعاليات مجتمعية تعزز الهوية الوطنية، وتوفر أجواء ثقافية وترفيهية للأسر والزائرين. كما أوضحت اللجنة أنه تم تخصيص مساحة مخصصة للنساء داخل موقع الفعالية، بما يتيح مشاركة أوسع لمختلف شرائح المجتمع.
ويُتوقع أن يستقطب الملتقى حضورًا كبيرًا من الزوار نظرًا لتنوع برامجه والأنشطة المصاحبة، وما يوفره من مساحة للتفاعل المجتمعي وإحياء الموروث الوطني في بيئة طبيعية جاذبة.