عواصم " وكالات ": نقلت وكالة تاس الروسية للأنباء عن أليكسي بوليشوك المسؤول في وزارة الخارجية قوله اليوم الأربعاء إن روسيا مستعدة لاستئناف مفاوضات السلام مع أوكرانيا في إسطنبول.
ولم تُعقد أي محادثات مباشرة بين البلدين منذ اجتماع في إسطنبول في 23 يوليو. وأضافت الوكالة نقلا عن بوليشوك قوله إن المسؤولين الأتراك دعوا مرارا إلى استئناف مفاوضات السلام.
وقال "الفريق الروسي مستعد لذلك، والكرة في ملعب أوكرانيا".
وترفض أوكرانيا تأكيدات الكرملين بأنها المسؤولة عن تعثر عملية السلام، مع اقتراب الحرب من نهاية عامها الرابع.
واقترح الجانب الأوكراني في اجتماع 23 يوليو الذي استمر 40 دقيقة فقط عقد اجتماع في أغسطس بين الرئيسين الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والروسي فلاديمير بوتين.
من جهة ثانية، أعربت روسيا عن استعدادها للتحاور مع الولايات المتحدة بشأن الاتهامات التي وجهها لها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإجراء تجارب نووية تحت الأرض "دون الحديث عنها"، فيما تتزايد التوترات بين القوتين النوويتين.
ويأتي ذلك فيما تعثرت جهود ترامب لإنهاء النزاع المستمر في أوكرانيا منذ عدة سنوات، وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مقابلة مع وسائل إعلام رسمية "نحن مستعدون لمناقشة الشبهات التي أثارها زملاؤنا الأمريكيون بشأن احتمالية قيامنا سرا بشيء ما في أعماق الأرض".
ونفى لافروف الاتهامات التي ساقها الرئيس الأمريكي الأسبوع الماضي لروسيا والصين بإجراء تجارب نووية تحت الأرض "دون الحديث عنها".
وكانت بكين قد سارعت إلى التأكيد على أنها لم تجر أي تجارب نووية.
وأشار لافروف إلى أن بإمكان الولايات المتحدة التحقق مما إذا كانت روسيا أجرت اختبارا نوويا من خلال النظام العالمي لرصد الزلازل.
وأضاف وزير الخارجية الروسي أن "الاختبارات الأخرى، سواء غير الحرجة (أي التي لا تؤدي إلى تفاعل نووي تسلسلي)، أو اختبارات وسائل الإطلاق، لم تُحظر في أي وقت".
لم تُجر أي قوة رسميا أي تجربة نووية منذ ثلاثة عقود، باستثناء كوريا الشمالية (ست تجارب بين عامي 2006 و2017). أما روسيا (الاتحاد السوفياتي آنذاك) فلم تُجر أي تجربة نووية منذ عام 1990، والصين منذ عام 1996.
لكن العديد من البلدان، وعلى رأسها الولايات المتحدة، تجري بانتظام اختبارات على أنظمة نقل وإطلاق الأسلحة النووية (الصواريخ، الغواصات، الطائرات المقاتلة وغيرها).
والولايات المتحدة دولة موقعة على معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية، وإجراء تفجير نووي يُعد انتهاكا صارخا لها.
أثار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قلقا واحتجاجات واسعة النطاق في أنحاء العالم عندما أعلن أنه أمر وزارة الدفاع (البنتاجون) "بالبدء في اختبار أسلحتنا النووية على قدم المساواة" مع روسيا والصين.
وكرر مذاك نيّته استئناف تجارب الأسلحة النووية، دون أن يقول على وجه التحديد ما يخطط للقيام به.
وردا على سؤال حول تصريحات ترامب بشأن التجارب النووية، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف في إفادة صحافية "لم يقدم نظراؤنا الأمريكيون أي تفسير".
وكان الرئيس الأمريكي قد وجه اتهاماته للصين وروسيا بعد تأجيله إلى أجل غير مسمى لقاء مع فلاديمير بوتين، كان مقررا في بودابست، لبحث تسوية الحرب في أوكرانيا.
لكن، بحسب سيرغي لافروف، فإنه لا توجد أي صلة بين القضيتين.
وقال الوزير الأوروبي "لن أخلط بين موضوع التجارب النووية وموضوع قمة بودابست".
وترك الوزير الذي شغل المنصب لأطول فترة في التاريخ الروسي الحديث، الباب مفتوحا لعقد قمة بين الرئيسين الروسي والأميركي.
وقال "نحن مستعدون لمناقشة استئناف التحضيرات للقمة المقترحة بين زعيمي روسيا والولايات المتحدة".
اليابان تندد بقرار روسيا توسيع حظر الدخول لأراضيها
وفي سياق آخر، نددت اليابان اليوم الأربعاء بقرار روسيا توسيع حظر الدخول إلى أراضيها ليشمل 30 مواطنا يابانيا آخرين، من بينهم متحدث باسم وزارة الخارجية، ووصفت هذه الخطوة بأنها "غير مقبولة على الإطلاق" وذلك بعد فرض طوكيو عقوبات على موسكو بسبب الحرب المستمرة منذ نحو أربع سنوات في أوكرانيا.
وفرضت اليابان عقوبات جديدة على شركات وأفراد وكيانات روسية في سبتمبر، وخفضت سقف الأسعار التي تشتري بها النفط الخام المنقول بحرا من روسيا.
وقالت وزارة الخارجية الروسية أمس الثلاثاء إنها أضافت أسماء جديدة إلى قائمتها للأشخاص الممنوعين من الدخول "إلى أجل غير مسمى"، ومن بينهم المتحدث باسم الخارجية اليابانية توشيهيرو كيتامورا وعدد من الصحفيين والأكاديميين.
وقال كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني مينورو كيهارا في مؤتمر صحفي اليوم الأربعاء إن اليابان احتجت على هذه الخطوة "المؤسفة"، مضيفا أن التبادلات بين شعبي البلدين لا تزال مهمة.
واتهم موسكو بالتنصل من مسؤولية حربها في أوكرانيا.
واتخذت موسكو إجراءات مماثلة ضد مسؤولين ومدنيين يابانيين ردا على العقوبات.
ومع ذلك، لا تزال اليابان تستورد الطاقة من جزيرة سخالين الواقعة في أقصى شرق روسيا، على الرغم من دعوات الولايات المتحدة للحلفاء بقطع العلاقات للضغط على موسكو.
ألمانيا تقدم 40 مليون يورو إضافية للمساعدات الشتوية لأوكرانيا
من جهة اخرى، أعلنت ألمانيا عن تخصيص 40 مليون يورو إضافية للمساعدات الشتوية المخصصة لأوكرانيا في ظل استمرار الهجمات الروسية على البنية التحتية في الجمهورية السوفيتية السابقة.
وقال فاديفول في بوليفيا اليوم الثلاثاء، قبل مغادرته بوليفيا إلى اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع في كندا:" إننا نساعد في ضمان بقاء المنازل دافئة ومضيئة، وفي منع روسيا من كسر عزيمة المدافعين عن وطنهم من خلال هجماتها الإرهابية التي تستهدف إمدادات الغاز والتدفئة المدنية".
ومن المنتظر أن يتم إنفاق هذا المبلغ على إجراءات إنسانية مثل إصلاح أنظمة التدفئة والمنازل المتضررة، وتوريد مولدات كهربائية ومواد عينية مثل البطانيات ومنتجات النظافة الصحية.
ويواجه سكان أوكرانيا الشتاء الرابع لهم في ظل الحرب، حيث تنخفض درجات الحرارة في كثير من الأحيان إلى ما دون 20 درجة مئوية تحت الصفر. ووفقا لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، هناك أكثر من 12 مليون شخص في البلاد بحاجة إلى المساعدة. وكانت المفوضية أعلنت مؤخرا أنها تدعم حاليا نحو 400 ألف شخص من خلال تقديم مدفوعات نقدية وأجهزة تدفئة ومولدات وخزانات طاقة، وحذرت المفوضية من أن "الهجمات الروسية تستهدف بشكل متزايد البنية التحتية للطاقة، مما يعرقل إمدادات الكهرباء والغاز والمياه".
ويعتبر الأشخاص في المناطق القريبة من الجبهة هم الفئة الأكثر عرضة للخطر.
وتعد ألمانيا من أهم الداعمين لأوكرانيا، إلا أن المساعدات الإنسانية الألمانية تراجعت هذا العام بسبب تخفيضات في ميزانية وزارة الخارجية، ففي العام الماضي تجاوزت قيمة المساعدات الإنسانية الألمانية 400 مليون يورو، بينما تقلصت هذه القيمة إلى أقل من النصف هذا العام.
وتعد الحرب في أوكرانيا إحدى القضايا المحورية المدرجة على جدول أعمال اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع.
وتضم مجموعة السبع كلا من ألمانيا وفرنسا وإيطاليا واليابان وبريطانيا وكندا والولايات المتحدة. كما من المنتظر أن يشارك في الاجتماع وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيها كضيف.
تعليق مهام وزير العدل الأوكراني لاتهامه في قضية فساد
وفي الشأن الاوكراني، أعلنت رئيسة الوزراء الأوكرانية يوليا سفيريدينكو اليوم الأربعاء تعليق مهام وزير العدل جيرمان غالوشينكو الذي شغل حقيبة الطاقة سابقا، على خلفية فضيحة فساد كبرى تهز قطاع الطاقة في البلاد.
وقالت سفيريدينكو عبر منصات التواصل الاجتماعي "تقرر تعليق مهام جيرمان غالوشينكو كوزير للعدل"، وذلك غداة اتهامه من النيابة العامة الأوكرانية بتحصيل "منافع شخصية" من تيمور مينديتش، الحليف الرئيسي للرئيس فولوديمير زيلينسكي، المتهم بتدبير مخطط أدى إلى اختلاس 100 مليون دولار في قطاع الطاقة.
وأشارت رئيسة الوزراء إلى أن وزيرة التكامل الأوروبي ليودميلا سوجاك ستتولى منصب وزير الطاقة.
تُعدّ هذه القضية من أكبر فضائح الفساد في الحكومة الأوكرانية منذ بدء الحرب الروسية في اوكرانيا في فبراير 2022.
واتهم مكتب المدعي العام المتخصص في مكافحة الفساد (سابو) غالوشينكو الذي سبق أن شغل منصب وزير الطاقة لأربع سنوات، بأنه تلقى "منافع شخصية" من مينديتش مقابل السيطرة على تدفقات الأموال في قطاع الطاقة.
وسارع غالوشينكو إلى التعليق، قائلا إنه "يوافق" على إيقافه عن العمل.
وكتب الوزير على مواقع التواصل الاجتماعي "هذا سيناريو متحضر وصحيح. سأدافع عن نفسي في المحكمة".
وذكرت وسائل إعلام أوكرانية امس أن السلطات فتشت منزل غالوشينكو.
يأتي هذا التحقيق في وقت تواجه أوكرانيا أزمة طاقة حادة نتيجة الغارات الجوية الروسية التي تسببت في انقطاع التيار الكهربائي على نطاق واسع في مختلف أنحاء البلاد مع اقتراب فصل الشتاء.