أقام المتحف الوطني مساء أمس أمسية موسيقية كلاسيكية ضمن سلسلة "المواسم الموسيقية الروسية"، في القاعة الكبرى للمتحف الوطني، وسط أجواء فنية جمعت بين آلتي البيانو والكمان، بحضور ضم عددا من أبناء الجالية الروسية في سلطنة عمان إلى جانب دبلوماسيين وفنانين وعشاق للموسيقى الكلاسيكية.
استهلت الأمسية بعزف عازف البيانو الروسي نايل مافليودوف على آلة البيانو، تبعتها ألحان الكمان مع العازفة إلينا تاروسيان، وقد نسج العازفان حوارا موسيقيا قدما خلاله أعمالا خالدة لعمالقة الموسيقى الكلاسيكية: لودفيغ فان بيتهوفن، وإدفارد غريغ، وبيتر إيليتش تشايكوفسكي، في رحلة موسيقية متدرجة من العمق الدرامي والانفعال الإنساني في سوناتا البيانو رقم 8 لبيتهوفن (دو الصغير، مصنف 13)، إلى الرقة الشعرية في سوناتا الكمان والبيانو رقم 3 لغريغ، وصولا للرومانسية الحالمة في مؤلفات تشايكوفسكي بموسيقى "الفصول"، و"تأمل" (Méditation)، و"الرقصة الروسية" من باليه بحيرة البجع، و"فالس–سشيرتزو". وقد أظهر الثنائي تناغما واضحا وإحساسا فنيا مشتركا في نقل المعزوفة للحضور.
ويعد مافليودوف من أبرز عازفي الجيل الروسي الشاب، وحصل على جوائز من مسابقات دولية، فيما تتمتع تاروسيان بمسيرة حافلة بالعروض في مهرجانات عالمية ومسابقات للكمان، ويعرف عنها أسلوبها الرقيق في صوغ الجمل الموسيقية.
الجدير بالذكر أن الأمسية الموسيقية تنظم بالتعاون مع شركة روسكونسيرت (Rosconcert) وبدعم من وزارة الثقافة في الاتحاد الروسي، في إطار التبادل الثقافي بين السلطنة وروسيا، وتقام ضمن برنامج المتحف الوطني لتعزيز الحوار الثقافي الدولي، وسعيه إلى تعميق التبادل الفني بين سلطنة عمان والاتحاد الروسي وتعد هذه الفعالية الثانية ضمن سلسلة "المواسم الموسيقية" في المتحف الوطني، التي ستستمر حتى نهاية عام 2025.