حوار – خالد بن محمد البلوشي 

يجلس الفنان التشكيلي مازن القريني بين وقت وآخر في غرفة من غرف البيت خصصها لممارسة هوايته "فن الخيوط والمسامير" أو فن الفيلوغرافيا، بينما يستمع القريني للفنان سالم علي سعيد، والفنان فهد بن سعيد، والفنان عيسى الأحسائي، فنانين الزمن الجميل، يمسك أطراف خيوطه الملونة لينسجها بين المسامير التي ثبتها حول الخشب، ليرسم لنا أجمل اللوحات الفنية، فقد أعجبه هذا الفن منذ أن شاهده أول مرة عبر مقاطع مصورة على الإنترنت، واصفاً إياه بأنه فن يجمع بين الدقة والهندسة، إذ يعتمد على شد الخيوط حول مسامير معدنية مثبتة على سطح خشبي لتشكيل أشكال هندسية أو حروف وأسماء، ومناظر طبيعية مبسطة، وشعارات وزخارف عربية، وشخصيات معروفة، ورسومات فنية.
وأوضح مازن أن أدوات هذا الفن بسيطة لكنها تتطلب دقة في التعامل مع العمل الفني، فكل ما يحتاجه هو لوح خشبي من نوع "MDF" أو خشب طبيعي مصقول، ومسامير معدنية صغيرة متساوية في الطول، ومطرقة خفيفة، وخيوط قطنية أو حريرية أو نايلون بألوان متعددة. فيبدأ بعد وجود كل هذه الأدوات ليرسم القريني تصميمه على ورقة تثبت فوق اللوح لتحديد أماكن المسامير، ثم تغرز على الخطوط المرسومة، وبعد إزالة الورق، يبدأ الجزء الأجمل في رأيه وهو شد الخيوط بين المسامير بخطوط متقاطعة ومنسقة لتشكيل الشكل النهائي.
وأشار القريني إلى أن اختيار نوع الخيوط ولونها يغير من مظهر اللوحة النهائي بشكل كبير فالألوان الفاتحة تمنح إحساس بالهدوء والاتساع، بينما الألوان الداكنة تضيف عمق وظل، أما نوع الخيط، فيحدد الملمس واللمعة، وتعطي الخيوط القطنية طابع طبيعي وناعم، أما الخيوط الحريرية فتضيف لمسة فخامة خاصة على العمل.
وأكد مازن أن أهم المهارات التي يحتاجها الفنان في هذا الفن هي الدقة في القياس، والتنظيم، والصبر، إضافة إلى الحس الفني في توزيع الألوان والتدرجات، مشيراً إلى أن تنفيذ لوحة كبيرة ليس بالأمر السهل، إذ يتطلب وقتًا طويلًا يصل إلى أسابيع، بينما اللوحات الصغيرة تأخذ من ٣ إلى ٥ ساعات وكل ذلك يتطلب إلى تركيز عالي لتجنب تشابك الخيوط أو فقدان ترتيبها الصحيح.
وبالرغم من أن القريني لم يتلقى تدريب احترافي في هذا الفن، إلا أن شغفه قاده لتعلمه ذاتياً من خلال الفيديوهات التعليمية والممارسة المستمرة.
ويؤمن مازن أن الفيلوغرافيا سيحظى بمكانة أكبر في عالم الفن الحديث، خصوصاً مع اندماجه في التصميم الداخلي والهدايا الفنية، ومع انتشاره عبر وسائل التواصل الاجتماعي يتوقع أن يتطور إلى فن زخرفي معاصر يُستخدم في التصميم الداخلي والهدايا الفنية أكد القريني أن هذا الفن قادم بقوة، لأنه يجمع بين البساطة والجمال، وبين الحرفة والدقة، ويترك مساحة للإبداع، فقد أصبح يدمج أيضاً مع تقنيات الطباعة الرقمية والإضاءة الذكية.