صلالة - عادل سعيد اليافعي 

أقام المنتدى الأدبي صباح اليوم بمجمع السلطان قابوس الشبابي للثقافة بصلالة ندوة بعنوان «مصادر ظفار.. قراءة في المصادر التاريخية» طرحت العديد من المحاور التي شارك فيها عدد من الباحثين والمختصين بتاريخ محافظة ظفار وسلطت الضوء على كل المنابع والروافد المتعلقة بالمحافظة وطرق قراءتها وتحليلها لما تمثله من كنز وإرث تاريخي مهم. 

بيوت العلم 

افتتحت الندوة بورقة عمل للدكتور حسين المشهور باعمر «محفوظات بيوت العلم مصدراً للتاريخ ــ ظفار أنموذجا» ناقش فيها أهمية محفوظات بيوت العلم كمصدر أصيل من مصادر كتابة التاريخ السياسي والاجتماعي والعلمي في ظفار، بوصفها ذاكرة حية حفظت جوانب الحياة الفكرية والدينية والاجتماعية منذ قرون، مبرزا الدور التاريخي لبيوت العلم في حفظ المخطوطات الفقهية والأدبية، والوثائق الوقفية، وسجلات الأنساب، والمراسلات العلمية، والمعاهدات السياسية والقبلية، وصكوك البيوع، والعتق، والهبات، والمواريث. 

الرحالة العرب 

وقدم الأستاذ محمد المشيخي ورقة عمل بعنوان «ظفار في كتابات الرحالة والجغرافيين العرب» ركز فيها على كتابات الرحالة والجغرافيين العرب صورة حية عن مركز محافظة ظفار العمراني والديني والحضاري، وهوية المكان وأصالة التاريخ منهم (كابن حوقل والإدريسي وياقوت الحموي) والذين عبّروا عن شهرتها بإنتاج أجود أنواع اللبان في العالم، وتطرق المشيخي إلى شبكة الموانئ والمدن التابعة لها إذ لم تكن ظفار فيما سبق مكانا معزولا، بل كانت عاصمة إقليم يضم شبكة من الموانئ النشطة مثل مرباط الميناء الرئيس لتصدير اللبان وسمهرم (خور روري) من أقدم الموانئ التاريخية وريسوتقلعة حصينة على طريق التجارة وكذلك حاسك ميناء صغير للصيد والتبادل التجاري. وقال: «تكشف كتابات الرحالة والجغرافيين أن ظفار كانت مركزاً حضارياً متكاملاً يجمع بين العمران والتجارة والدين شبكة متكاملة من المدن والموانئ تربط البر بالبحر وأنموذجا للحاضرة الإسلامية في جنوب الجزيرة العربية، ذات استمرارية تاريخية وإشعاع ثقافي وديني». 

الرحالة الغربيين 

وقدم الأستاذ والباحث سالم بن أحمد سالم الكثيري الورقة الأخيرة بعنوان: «ظفار في عيون الرحالة الغربيين: تمثلات المكان والإنسان» تناول فيها صورة إقليم ظفار (المكان) وأهله (الإنسان) كما وردت في كتابات وتقارير الرحالة والمستكشفين الغربيين عبر مراحل زمنية مختلفة، بدءا من العصور القديمة وصولا إلى منتصف القرن العشرين تقريبا، وهدفت الورقة إلى الكشف عن التمثلات والصور النمطية التي شكلها الغرب عن ظفار، وتحليلها في سياقاتها التاريخية والثقافية.