أدونيس صنيعة إعلامية لمّعته المجلات الحداثية مثل مجلة شعر ومواقف، وغيرهما من المنابر التي نصبت نفسها محاكم تفتيش على الشعر والشعرية، وتحكّمت بأمزجة الناس وأذواقهم زمنا ليس بيسير».
نحن كقارئين للشعر ومتذوقين، نقدّس كل ما يحمل رؤى تصويرية، وحسا لغويا جاذبا، فما بالكم بشاعر يجمع بين البُعد الفكري، والتجربة الجمالية، والمقاربة بين التراث والمعاصرة كأدونيس! غيلان يزعم في مطلع مقاله أن جائزة نوبل لن تصل إلى أدونيس كما لم تصله حتى اليوم!، ولكن نوبل ليست دليلا قاطعا على التفوق الكامل!، ولم يحصل عليها عظماء سابقون مثل تولستوي، وغاندي، وبورخيس، ومحمود درويش، وطه حسين، والعقاد، وتوفيق الحكيم، فلِجائزة نوبل معايير أخرى غير المعيار الإبداعي، علمًا بأن أدونيس حاز على جوائز مرموقة مثل جائزة غوته، وتُرجمت أعماله إلى لغات كثيرة، ونُشرت بشكل عالمي متسع، مما يدل على حضور حقيقي وثابت تجاوز به العالم العربي.
ما هو مرئي ومعلن لنا ليس بالضرورة تعبيرًا فعليا عن الحقيقة، ربما يكون تعبيرا عن جانب سطحي عابر سريع الزوال من الحقيقة؛ لكي يكون قادرا على التعبير عن الواقع بصدق، يجب على المرء أيضا أن يسعى لرؤية ما هو مخفي، ثالثًا. الحقيقة ليست جاهزة مسبقة الصنع... ونحن لا نتعلم الحقيقة من الكتب! يجب البحث عن الحقيقة، واستكشافها، وبالتالي، فإن العالم ليس عملا مقضيا، إنه ومضات مستمرة من الوحي، والإبداع، والبناء، وتجديد الصور، والعلاقات، واللغات، والكلمات، والأشياء»، وضمن الأبيات الشهيرة له ما قال فيه: «لا أحدَ يُصغي إلى أحد الكلُّ يصرخُ في صحراءِ ذاته».