تنطلق هذا الأسبوع أعمال مختبر الأمن الغذائي لعام 2025, والذي يركز على الاستثمار والاستدامة والاقتصاد الرقمي والتمكين والتخطيط الاستراتيجي كمرتكزات لتحقيق الأمن الغذائي والمائي المستدام, وينعقد المختبر وسط تطورات ايجابية عديدة تعزز جهود الأمن الغذائي ونمو أنشطة الثروة الزراعية والسمكية مما يشجع على الاقبال على الاستثمار في الأنشطة الزراعية والسمكية النوعية وفي صناعات الغذاء والاستفادة من التقنيات الحديثة لزيادة الانتاجية واستدامتها.
وبلغت مساهمة أنشطة الزراعة وصيد الأسماك في الناتج المحلي الإجمالي لسلطنة عمان خلال العام الماضي 1.028 مليار ريال عماني, بنسبة مساهمة نحو 2.7 بالمائة في الناتج المحلي البالغ 38.773 مليار ريال عماني في نهاية 2024, وخلال النصف الأول من العام الجاري, حققت أنشطة الزراعة وصيد الأسماك نموا بنسبة 11.7 بالمائة لتزيد مساهمتها في الناتج المحلي من 545 مليون ريال عماني في نهاية النصف الأول من 2024 إلى 609 مليون ريال عماني في نهاية النصف الأول من عام 2025, وسجل نمو أنشطة الزراعة 9.5 بالمائة مع تحقيق مساهمة في الناتج المحلي بنحو 352 مليون ريال عماني, وبلغ نمو أنشطة صيد الأسماك 14.9 بالمائة مع مساهمة في الناتج المحلي بنحو 257 مليون ريال عماني خلال النصف الأول من 2025, مما يرفع مساهمة القطاعين إلى 3.2 بالمائة من إجمالي الناتج المحلي لسلطنة عمان في نهاية النصف الأول من عام 2025 والبالغ 19.101 مليار ريال عماني.
ويرصد هذا النمو ما يشهده قطاع الأمن الغذائي في سلطنة عُمان من تطور مستمر وتحول نحو الاستدامة، حيث ارتفعت معدلات الانتاج الزراعي والحيواني مع تنامي مستمر لصناعات الغذاء ومشروعات الاستزراع السمكي, وزادت نسب الاكتفاء الذاتي من عديد من المنتجات الغذائية منها الأسماك والتمور والقمح والحليب وبيض المائدة والدواجن واللحوم الحمراء, وشهدت مشروعات التنمية الزراعية تطورا نوعيا خلال الأسبوع الماضي مع توقيع اتفاقية التعاون الفني مع الوكالة اليابانية للتعاون الدولي "جايكا"، لإعداد وتنفيذ المخطط الرئيسي لتنمية منطقة النجد بمحافظة ظفار، والاستفادة من مقوماتها الاستثمارية من وفرة الموارد المائية والأراضي الخصبة.
وتضمنت المشروعات الجديدة في قطاع الأمن الغذائي صناعات نوعية تركز على استغلال الموارد الطبيعية مثل الملح, وزيادة القيمة المضافة من استيراد خامات مثل السكر وتكريره من خلال مصفاة السكر الأولى من نوعها في الشرق الأوسط في ميناء صحار الصناعي، وتم تجهيزها بأحدث التقنيات وبقدرة إنتاجية تصل إلى مليون طن من السكر الأبيض المكرر عالي الجودة سنويا، ويتوجه الإنتاج للأسواق المحلية وأسواق التصدير. كما تعزز سلطنة عمان توجهها نحو الاستفادة من الابتكار والتقنيات الحديثة بهدف تعزيز الأمن الغذائي وتحسين الإنتاجية الزراعية, وشهد العام الجاري إعلان منصة استثمر في عمان عن مشروع أجري سولار الذي يقام على مساحة 300 فدان بكلفة 61.5 مليون ريال عماني, ويستهدف المشروع توسيع نطاق الزراعة المائية إلى مستوى تجاري من خلال الاستفادة من تقنيات الطاقة الشمسية, كما أصبحت التقنيات الحديثة تلعب دورا مهما في تعظيم الاستفادة من الثروة السمكية وتطوير مشروعات الاستزراع السمكي, حيث تشير بيانات وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه إلى أن عدد هذه المشروعات في عام 2024 بلغ 19 مشروعا في مجال الاستزراع السمكي بقيمة 841 مليون ريال عُماني وارتفع عدد المشروعات إلى 22 مشروعًا خلال العام الحالي بقيمة تتجاوز المليار ريال عُماني، وتشمل استزراع الكوفر والروبيان ذي الأرجل البيضاء والصفيلح العُماني، إضافة إلى مشروعات الاستزراع التكاملي في المياه العذبة.
وكان مختبر الأمن الغذائي لعام 2024 قد توصل إلى 41 مشروعا استثماريا في مختلف القطاعات بقيمة تتجاوز 45 مليون ريال عماني، بالإضافة إلى 66 فرصة استثمارية و24 مبادرة تمكينية للمشروعات وتطوير الخدمات اللوجستية في قطاع الأمن الغذائي.