"وكالات": تشهد أسواق الطاقة العالمية تقلبات ملحوظة وسط ترقب لقرارات مرتقبة من تحالف أوبك بلس بشأن مستويات الإنتاج، في وقت تزداد فيه الضغوط من فائض المعروض وتراجع الطلب الموسمي، وعلى الرغم من تسجيل أسعار النفط العالمية مكاسب طفيفة بعد سلسلة خسائر، إلا أن التوجه العام لا يزال يميل نحو الهبوط، ما يعكس مخاوف المستثمرين من تأثير الزيادات المحتملة في الإمدادات على استقرار السوق.
في موازاة ذلك، تتجه الأسهم العالمية لتحقيق مكاسب أسبوعية قوية، مدعومة بتوقعات خفض أسعار الفائدة الأمريكية والتطورات التقنية في قطاعات مثل الذكاء الاصطناعي، وتستمر الأسواق في مراقبة تطورات السياسة النقدية العالمية، والمخاطر الجيوسياسية، وأداء الاقتصاد الأمريكي، وسط حالة من الحذر والترقب.
النفط العالمي بين التعافي والضغوط
وبلغ سعر نفط عُمان الرسمي اليوم تسليم شهر نوفمبر القادم 64 دولارًا أمريكيًّا و80 سنتًا. وشهد سعر نفط عُمان اليوم انخفاضًا بلغ 59 سنتًا مقارنة بسعر الخميس والبالغ 65 دولارًا أمريكيًّا و39 سنتًا.
تجدر الإشارة إلى أن المعدل الشهري لسعر النفط الخام العُماني تسليم شهر أكتوبر الجاري بلغ 69 دولارًا أمريكيًّا و33 سنتًا للبرميل، منخفضًا دولارًا أمريكيًّا و87 سنتًا مقارنة بسعر تسليم شهر سبتمبر الماضي.
على الصعيد العالمي، شهدت أسعار النفط ارتفاعًا طفيفًا اليوم بعد خسائر لأربع جلسات متتالية، وتتجه لتسجيل أكبر انخفاض أسبوعي لها منذ أواخر يونيو بسبب توقعات السوق برفع تحالف أوبك بلس الإنتاج، على الرغم من مخاوف حيال تخمة المعروض.
وزادت العقود الآجلة لخام برنت 18 سنتًا أو 0.3 بالمائة لتصل إلى 64.29 دولارًا للبرميل. وكسبت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 19 سنتًا أو 0.3 بالمائة لتبلغ 60.67 دولارًا للبرميل.
وإذا لم تلقَ الأسعار مزيدًا من الدعم خلال الجلسة، فقد يسجل خام برنت عند التسوية أدنى مستوى له منذ الأسبوع المنتهي في 30 مايو، بينما سيصل خام غرب تكساس الوسيط إلى مستوى لم يسجله منذ الثاني من مايو. وعلى أساس أسبوعي، خسر خام برنت بنسبة 8.3 بالمائة وخام غرب تكساس الوسيط 7.6 بالمائة.
وقالت مصادر لـ"رويترز" هذا الأسبوع: إن تحالف أوبك بلس قد يوافق على زيادة إنتاج النفط بما يصل إلى 500 ألف برميل يوميًّا في نوفمبر، أي ثلاثة أمثال الزيادة في أكتوبر، مع سعي السعودية لاستعادة حصتها السوقية.
وقال توني سيكامور المحلل لدى آي.جي: إذا مضى أوبك بلس قُدمًا وأعلن زيادة تبلغ 500 ألف برميل يوميًّا في مطلع الأسبوع المقبل، فمن المحتمل أن تكون الزيادة كبيرة بما يكفي لدفع النفط الخام للهبوط مجددًا، في البداية إلى مستوى 58 دولارًا قبل بلوغ أدنى مستوياته لهذا العام عند 55 دولارًا.
وحذر محللون من تسارع تراكم مخزونات النفط في الولايات المتحدة وغيرها جراء الزيادة المحتملة للمعروض من أوبك بلس وتباطؤ عمليات تشغيل مصافي النفط الخام عالميًّا بسبب أعمال الصيانة والتراجع الموسمي في الطلب في الأشهر المقبلة.
وقالت إدارة معلومات الطاقة يوم الأربعاء: إن مخزونات النفط الخام والبنزين ونواتج التقطير في الولايات المتحدة ارتفعت الأسبوع الماضي مع تراجع نشاط التكرير والطلب.
وقال سيكامور: قد يتأثر سعر الخام أيضًا بالمخاوف من أن يؤدي الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة إلى تقليص النشاط الاقتصادي إلى جانب استئناف صادرات النفط من كردستان العراق.
وقال وزراء مالية مجموعة الدول السبع يوم الأربعاء: إنهم سيتخذون خطوات لزيادة الضغط على روسيا من خلال استهداف من يواصلون تكثيف مشترياتهم من النفط الروسي.
الأسواق العالمية تكسب بدعم التوقعات
على صعيد الأسواق العالمية، اتجهت الأسهم الأوروبية لتحقيق مكاسب أسبوعية قوية اليوم، إذ قاد قطاعا البنوك والتعدين الارتفاعات في التعاملات المبكرة مع تزايد رهانات خفض مجلس الاحتياطي الاتحادي لأسعار الفائدة مما دفع المؤشر ستوكس 600 إلى مستوى قياسي خلال الأسبوع.
وصعد المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.3 بالمائة إلى 569.6 نقطة، متجهًا لتسجيل أفضل أداء أسبوعي منذ أواخر أبريل. وزاد مؤشر قطاع بنوك منطقة اليورو واحدًا بالمائة، إذ قاد سهم رايفايزن المكاسب بارتفاع 7.7 بالمائة بعد أن ذكرت صحيفة فاينانشال تايمز أن الاتحاد الأوروبي يبحث رفع العقوبات المفروضة على الأصول المرتبطة بالملياردير الروسي أوليج ديريباسكا لتعويض البنك النمساوي.
وارتفع سهم بنك إيه.بي.إن أمرو 2.6 بالمائة بعد أن رفع جولدمان ساكس توصيته للبنك الهولندي إلى "شراء" من "بيع". وكسب مؤشر قطاع الموارد الأساسية، الذي يضم أكبر شركات التعدين في أوروبا، 1.3 بالمائة مقتفيًا أثر ارتفاع أسعار المعادن الأساسية.
على صعيد متصل ارتفع المؤشر الياباني ليغلق عند أعلى مستوى على الإطلاق اليوم في وقت هيمنت فيه الحماسة المتعلقة بالذكاء الاصطناعي على السوق مما دفع أسهم شركات الرقائق لتسجيل ارتفاعات قوية.
واختتم المؤشر الياباني، المدرج عليه عدد كبير من شركات التكنولوجيا، الجلسة بارتفاع 1.9 بالمائة مسجلًا 45769.50 نقطة متخطيًا بذلك المستوى القياسي الذي بلغه يوم الخميس من الأسبوع الماضي بنحو 15 نقطة.
وصعد المؤشر توبكس الأوسع نطاقًا 1.4 بالمائة.
وجاءت المكاسب على الرغم من ترقب حدث قد يهز الأسواق في مطلع الأسبوع، إذ من المقرر أن ينتخب الحزب الديمقراطي الحر، وهو الحزب الحاكم، زعيمًا غدًا السبت سيتولى فيما يبدو منصب رئيس الوزراء الجديد. ويعد شينجيرو كويزومي المرشح الأوفر حظًّا الذي يُرجح أن يواصل السير على ذات النهج والسياسات، أما منافسته ساناي تاكايتشي فتعد من السياسيين الذين يميلون للتيسير النقدي والمالي.
وقال ماكي سوادا المحلل الاستراتيجي في نومورا: إذا فازت تاكايتشي فسيشهد يوم الاثنين صعودًا في الأسهم وارتفاعًا في عوائد السندات وتراجعًا لليّن، لكن أيًّا كان من سيفوز فمن المتوقع تنفيذ درجة ما من التيسير النقدي.
وقفز سهم هيتاشي 10.3 بالمائة ليصبح بذلك السهم الأفضل أداء على المؤشر الياباني اليوم مدفوعًا بتقرير نشرته وسائل إعلام عن شراكة مع أوبن إيه.آي صاحبة "تشات جي.بي.تي" التي تُقدر قيمتها السوقية الآن بنحو 500 مليار دولار.
أما الأسهم الأكثر ربحًا بالنقاط على المؤشر فهي أدفانتست المصنعة لمعدات اختبار الرقائق، وهي من مزوّدي إنفيديا، وصعد سهمها 4.3 بالمائة، ومجموعة سوفت بنك التي تركز على الاستثمار في شركات التكنولوجيا الناشئة التي ارتفع سهمها 3.6 بالمائة، وطوكيو إلكترون التي تصنع معدات تصنيع الرقائق بنسبة 2.3 بالمائة.
وخلال الليل، ارتفعت أسهم شركات التكنولوجيا الأمريكية أيضًا ودفعت وول ستريت لمستويات ارتفاع غير مسبوقة. ومن بين 225 سهمًا مدرجة على المؤشر الياباني، ارتفع 181 وهبط 43 واستقر سهم واحد.
وحظيت الأسهم اليابانية بدعم إضافي بسبب تراجع الين الذي يزيد من قيمة العائدات في الخارج للشركات اليابانية الكبرى التي تصدر منتجاتها. وهبط الين لليوم الثاني على التوالي مقابل الدولار اليوم.